نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 10 صفحه : 477
ـ[صالح العَمْري]ــــــــ[15 - 05 - 2012, 07:10 ص]ـ
الحمد لله
أما قولك:
وأيضا لا يخفى أن شيعة علي الذين قاتلوا معه هم الأولى بالحق والأدنى إليه كما هو مشهور. .
فنعم، علي رضي الله عنه وأرضاه كان على الحق والصواب، ومعاوية رضي الله عنه وأرضاه كان على الخطأ، وهو مجتهد وخطؤه مغفور، وأهل السنة متفقون على هذا، فإن كنت من أهل السنة فخذ بإجماعهم ودع عنك بنيات الطريق.
وأما قولك: "شيعة علي" ففيه نوع تلبيس، لأنه يوهم السامع أن أولئك الذين شايعوا عليا مشايعة لغوية أي ناصروه وعضدوه هم هؤلاء الرافضة المشركون الذين يسمون أنفسهم الآن بالشيعة وشتان شتان ما هما.
وأما قولك:
وأيضا أن الفئة الأخرى هم الباغية الداعية إلى النار
فنقول: من أين لك هذا اللفظ: "الداعية إلى النار"؟
وأما كونها باغية فهذا ثابت، كما قال عليه الصلاة والسلام: "تقتل عمارا الفئة الباغية"، لكن بغيهم هذا ليس كفرا، كما أن الفسوق يطلق ويراد به الكفر ويطلق ويراد به المعصية التي دون الكفر، والظلم يطلق ويراد به الكفر ويطلق ويراد به المعصية التي دون ذلك، فكذلك البغي قد يكون كفرا وقد يكون دون ذلك.
وقتالهم لعلي رضي الله عنه -وإن كان بغيا- لا يخرجهم من الإسلام، ألا ترى أن الله تعالى قال: ((وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما)) فسماهم مؤمنين جميعا، ثم قال: ((فإن بغت إحداهما على الأخرى))، فهذا دليل على أن هذه الفئة التي بغت لم يخرجها بغيها من الإسلام بل كلهم مؤمنون مسلمون سماهم الله مؤمنين، ثم قال بعدها: ((إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم))، فجعل الله الطائفة الباغية مؤمنة وجعلهم إخوة للطائفة المبغي عليها، فكذلك وصف الرسول صلى الله عليه وسلم للطائفة التي تقتل عمارا بأنها باغية لا يخرجها من الإسلام، بل هم مؤمنون وهم إخوة للطائفة التي فيها عمار رضي الله عنه.
ثم كيف يكون قتالهم لعلي رضي الله عنه مخرجا لهم من الإسلام وفيهم أناس بشرهم الرسول صلى الله عليه وسلم بالجنة كطلحة بن عبيد الله والزبير بن العوام رضي الله عنهما، أيبشرهم الرسول صلى الله عليه وسلم بالجنة وهم كفار بغاة خارجون من الإسلام؟
وأما قولك:
وأتمنى بعض التواضع!
وحتى لو كان ما سأورده ضعيفا أو مكذوبا، فبينوا لي بدون شتم وتبديع وتخسئة. .
رجاء الأدب أولا، يا أهل اللغة والأدب.
فأقول: نَعَم، نِعْمَ الخلق الأدب، ولكن ينبغي أن تعظ نفسك بهذا أولا، فأنا في ردي الأخير ما شتمتك بل دعوت لك ونصحتك برفق ولين.
إنما شتمتك أول مرة في ردي الذي حذف لأنك شتمت معاوية رضي الله عنه، فكيف تسوغ لنفسك شتم معاوية رضي الله عنه وهو من أجلاء الصحابة، وتعيب علي شتمك مع أنك رجل لا ندري من هو ولا من يكون؟
فإني أرى في عينك الجذع معرضا ** وتعجب أن أبصرت في عيني القذى
وأما ما أوردته من أقوال تنسب إلى عمار رضي الله عنه، فإن كنت طالب علم صادقا تريد الحق فاسأل عنها رجلا خبيرا بها من أهل العلم يَجْلُ عنك شبهتها وما التبس عليك منها، أما أنا فليس لي علم بتصحيح الأحاديث والآثار وتضعيفها، ولا ينبغي أن يتكلم في هذا إلا رجل له علم ودراية به.
وإن كنت من أهل السنة فلا حاجة بك إلى سؤال أحد عنها، بل يكفيك أن تعلم أن أهل السنة مجمعون على توقير معاوية رضي الله عنه وإجلاله ومحبته والترضي عنه، فيلزمك متابعتهم والأخذ بقولهم كما قال تعالى: ((ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم)).
ـ[صالح العَمْري]ــــــــ[15 - 05 - 2012, 08:20 ص]ـ
وأقول أيضا عن الأقوال عن التي أوردتها منسوبة إلى عمار رضي الله عنه:
هذه الأقوال لا ينظر إلى شيء منها ولا يلتفت إليه حتى تثبت صحته بيقين، ولسنا مطالبين نحن بتبيين كونها ضعيفة أو موضوعة بل أنت المطالب بإثبات صحتها، لأنك إنما أوردتها تحتج بها علينا وتستدل بها وأنت لا تدري لعلها ضعيفة أو موضوعة، والعلماء يقولون: إذا وجد الاحتمال بطل الاستدلال, وهذه يحتمل أن تكون كلها ضعيفة أو موضوعة.
فأتنا بكلام علمي قوي مؤصل على طريقة أهل الحديث في نقد الأحاديث والآثار، وبين لنا صحتها بالدليل القاطع، فإذا فعلت نظرنا فيها وناقشناها، وإلا فلا تورد علينا كل شيء تجده.
ـ[محمود محمد محمود مرسي]ــــــــ[15 - 05 - 2012, 01:55 م]ـ
¥
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 10 صفحه : 477