نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 10 صفحه : 440
.. صحح شيخُنا الشَّيخ الألباني -رحمهُ اللهُ-تبعًا لجماعةٍ من أهل العلم- عدَّة أحاديث في فضلِ معاوية -رضيَ اللهُ-تعالَى-عنهُ-؛ منها: ما في «المسند» أن النَّبيَّ -صلَّى اللهُ عليهِ وآلهِ وسلَّم- قال -داعيًا له-رضيَ اللهُ عنهُ-أي لِمعاوية-: «اللهمَّ علِّمهُ الكتابَ والحِسابَ، وَقِهِ العذابَ»، هذا من دعاء النَّبيِّ -عَليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ- الذي صحَّ عنه -صلواتُ الله وسلامُه عليهِ- في فضل معاوية -رضيَ اللهُ عنهُ-.
وكذلك صحَّ من فضائله -أيضًا-كما في «سنن الترمذي» -:
أن النَّبيَّ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم- قال: «اللهمَ اجعلهُ هاديًا مهديًّا، واهدِهِ، واهدِ بهِ» -رضيَ اللهُ-تعالى-عنهُ وأرضاهُ-.
فهذه نُبذٌ من فضائل معاويةَ -رضيَ اللهُ-تعالى-عنهُ وأرضاهُ-.
أيضًا: قد ارتضى معاويةَ الشَّيخانِ الجليلان، سيِّدا شُيوخِ أهل الجنَّة، والمُقتدَى بِهما بعد رسول الله -عَليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ- القائل: «اقتدُوا باللَّذَين مِن بَعدِي أبِي بكرٍ وعُمرَ»، لقد ارتضاه الشَّيخان على ولاية الشَّام، فوليَّاه: ولاه أبو بكرٍ في عصره، وكذلك ولَّاه عُمرُ في عصره، فلولا مكانتُه، ولولا منزلتُه، ولولا فضلُه؛ لَما كان منهما -رضيَ اللهُ عنهُما- مثلُ هذه التَّوليةِ له -رضيَ اللهُ-تعالَى-عنهُ-.
قد يقول قائل، أو يسألُ سائل:
وما جرى بينه وبين عليٍّ -رضيَ اللهُ عنهُ-مِن فتنة-؟
نقول: كلٌّ منهما مجتهدٌ -وإن كان أحدُهما مُخطئًا-ولا شكَّ-، وإن كان الأقربَ إلى الحقِّ عليٌّ -رضيَ اللهُ-تعالَى-عنهُ-؛ لكنَّنا لا ندخل في التَّفاصيل، ولا ندخلُ في المُجرَيات والأحداث؛ لأن النَّبيَّ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم- يقول: «إذا ذُكرَ أَصحابِي فأمسِكُوا»، والمقصودُ بالإمساكِ هُنا: الإمساك عن مواضع الفِتنة، وعن أسبابِها، وليس المقصود: «إذا ذُكرَ أَصحابِي فأمسِكُوا» عن ذِكر فضائلهم! ليس هذا هو المقصود -طبعًا وبداهة-؛ وليس هذا هو المراد!
وإنما المُرادُ -كما قال المُناوي وغيرُه-: أي: أمسِكوا عما جرى بينهم من الفِتنة والمحنة -رضيَ اللهُ-تَعالى-عنهُم-؛ لِتبقَى القلوبُ مُفعمةً بالمحبَّة لهم، والتَّرضِّي عنهم، والتَّقدير لَهم، والتَّعظيم لِمكانتهم.
ونبرأ إلى اللهِ مِن كلِّ مَن طعن فيهم، أو في واحدٍ منهم، أو مَن غمزَ فيهم، أو غَمز في واحدٍ منهم، ولا نَظنُّ سُنِّيًّا -ينتسبُ إلى السُّنَّة، ويتشرَّفُ بِها- أن يقولَ شيئًا فيه الطَّعنُ بِهم؛ إلا أن يكونَ قولُه فيما لا يَقصِد، وفيما لا يُريد، {رَبَّنا لا تُؤاخِذْنا إِنْ نَسِينَا أَو أَخْطأنا}.
أمَّا أن يتعمَّد سياقَ ألفاظٍ فيها إهانةٌ، أو فيها طَعنٌ، أو فيها غمزٌ، أو فيها تبكيتٌ، أو تنكيلٌ لَهم أو بهم -رضيَ اللهُ عنهُم-؛ فهذا لا يُمكنُ أن يكونَ سُنِّيًّا -مَن قصد ذلك وتعمَّده وأرادهُ-كما قلتُ-؛ إلا أن يَسبقَ على لسانِه لفظٌٌ خطأٌ يَسوقُه في غيرِ مَساقِه، يجبُ عليه أن يرجعَ عنه، وأن يتبرَّأ منه، وأن يتوبَ إلى الله -تباركَ وتَعالَى-حتى لو كان ذلك مِمَّا سبق به لسانُه، ومِمَّا لَم يقصدهُ جَنانه-.
فمَنزلةُ الصَّحابة عاليةٌ عليَّة، ومكانتُهم مُرتفعةٌ سَنيَّة، لا يَصلُ أيُّ أحدٍ مِن بعدِهم إلى مَرتبتِهم -مهما فَعل، ومهما عمِل-؛ كما قال النَّبيُّ -عَليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ-: «فوالذي نفسي بِيدِه: لو أنفقَ أحدُكُم مثلَ جبلِ أحُدٍ ذهبًا؛ ما بلغ مُدَّ أحدِهِمْ ولا نَصيفَه»؛ إشارةً إلى الاستحالةِ في أن يَصلَ أحدٌ مِمَّن بعدهم إلى درجتِهم، إلى فضلِهم، إلى مكانتِهم، إلى منزلتِهم -رضيَ اللهُ-تعالَى-عنهُم أجمعين-.
قال:
((فتعلمُ أنَّ هذا موضعُه ومنزلتُه)):
نعم -والله-؛ إنَّنا لنعلمُ ونُعلِّم ونتعلَّم أنَّ هذه منزلتُه ومكانتُه -رضيَ اللهُ-تعالَى-عنهُ-؛ فقد ثبتَ له شرفُ الصُّحبة وفضلُها بالعُموم-، وثبتَ فيه شيءٌ من الفضائلِ -عند مَن ثبَّتها مِن أهل العلم- ...
تفريغ أختكم / أم محمد
(*) ما كان من لونٍ مغاير فإشارة للمتنِ، وثلاث نقاط فلِلحذف! -فالتفريغ ليس تامًّا! -.
ـ[أم محمد]ــــــــ[14 - 05 - 2012, 07:58 م]ـ
من أسئلة ما بعد الدرس-في الدقيقة (49:40) -:
يقول السَّائل: كيف نوجِّه قول النَّبيِّ -عَليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ- في معاوية -رضيَ اللهُ عنهُ-: «لا أشبعَ اللهُ بَطنَهُ» -وبخاصَّة أن الشِّيعة يعتبرونها مَنقصَةً-؟
الجواب:
أجاب عن هذا الإمامُ الذهبيُّ في ترجمة معاويةَ -رضيَ اللهُ-تعالَى-عنهُ-، قال: بل هذا مِن خصائصِ معاوية؛ لأن النَّبيَّ -عَليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ- قال: «أيُّما رجلٍ سببتُه، أو دعوتُ عليه؛ فاجعلْ ذلك له رحمة»؛ فهذا مِن رحمةِ الله بِمعاوية فيما صدر مِن رسولِ الله -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم- عنه.
هذا ما ذكره الإمامُ الذهبي -[رحمهُ اللهُ]-، وجعله من خصائصِ ومِن مَناقب معاوية -رضيَ اللهُ-تعالَى-عنهُ-.
¥
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 10 صفحه : 440