نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 10 صفحه : 438
محاضرة مفرغة: فضل معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه
ـ[أم محمد]ــــــــ[14 - 05 - 2012, 02:40 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
فضل معاوية بنِ أبي سُفيانَ
-رضيَ اللهُ عنهُ وأرضاهُ-
الدرس الخامس والسَّبعون
من دروس شرح «الإبانة الصُّغرى» (*)
لفضيلة الشَّيخ علي الحلبي
-حفظهُ الله-
إن الحمدَ لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذُ باللهِ مِن شرورِ أنفسِنا ومِن سيئاتِ أعمالِنا، مَن يهدِه اللهُ فلا مُضِلَّ له، ومَن يضللْ فلا هاديَ له.
وأشهدُ أنْ لا إلهَ إلا اللهُ وحده لا شَريك له، وأشهد أنَّ محمدًا عبدُه ورسولُه.
أمَّا بعد: فإنَّ أصدقَ الحديثِ كلامُ الله، وخيرَ الهَدْي هديُ محمد -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم-، وشرَّ الأمور محدثاتُها، وكلَّ محدَثةٍ بدعة، وكلَّ بدعةٍ ضلالة، وكلَّ ضلالةٍ في النار.
وبعد:
... مجلسُنا -في هذا اليومِ المُبارك- فلا يزالُ في فضائلِ أصحابِ رسول الله -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم-، وفي بيانِ مكارِمهم، وعظيم منزلتِهم، وكبيرِ مكانتِهم -رضي اللهُ-تعالَى-عنهُم-، وهُم الذين يكونُ حبُّهم فَيصلًا بين السُّنَّة والبدعةِ، وبرزخًا بين الحقِّ والباطِل، وطريقًا يفصلُ أهلَ الهُدى مِن أهلِ الضلال.
فمَن أحبَّهم على الطَّريقةِ السَّنِيَّة السُّنِّيَّة، جامعًا لأصول أهلِ السُّنَّة والجماعة -والتي على رأسِها تقديرُ الصَّحابة وتعظيمهم-؛ فهو السُّنِّيُّ السَّنِي، ذو المَورِد الهَنِي.
وأمَّا مَن كان مُبغِضًا لهم، ساخطًا عليهم، مُضلِّلًا إيَّاهم -فضلًا عن أن يكونُ مُكفِّرًا لهم-؛ فهذا لا رحمَ اللهُ فيه مغرِزَ إبرة؛ فهو مِن أهل الضَّلال المُبين، ومِن أهل الكُفران المُستبين.
أعاذنا الله -تبارك وتَعالى- وإيَّاكم ...
ولا يزال الشِّيعةُ الشَّنيعة إلى هذه السَّاعةِ، ولحقهم على هذا الطَّريقِ الخرِب بعضُ الصوفيَّة، وبعضُ الأشعريَّة -وللأسفِ الشَّديد! -مِمَّن ينتسبون إلى السُّنَّة، وإلى أهل السُّنَّة-والسُّنَّة منهم على هذا النَّحو براء-؛ أقول:
لا يزالون يطعنون في مُعاويةَ -رضيَ اللهُ عنهُ-، وفي أبيهِ -رضيَ اللهُ عنهُ-، وفيهما مِن الفضائل السُّنِّيَّة، ومِن المكارم السَّنيَّة الشَّيءُ الكثير الكثير.
ومَجلسنا عن معاويةَ وحدَه -رضيَ اللهُ عنهُ-، وإن كان أبوه -أيضًا-أبو سُفيانَ- قد نال شرفَ الصُّحبةِ؛ ففي «صحيح مُسلم»: أن النَّبيَّ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم- قال: «مَن دَخَلَ دارَ أبي سُفيانَ فهوَ آمِن»؛ في إشارةٍ إلى مكانتهِ في قومِه، ومنزلتِه في الصَّحابةِ بعد إسلامِه -رضيَ اللهُ-تعالى-عنهُ وأرضاهُ-.
قال المؤلف -رحمهُ اللهُ-:
((وتترحَّمُ على أبي عبد الرَّحمنِ مُعاويةَ بنِ أبي سُفيانَ)):
ذكر الترحُّم وهو أقلُّ درجةً من الترضِّي، وهو أشملُ اصطلاحًا منه؛ لأن الشِّيعةَ الشَّنيعةَ لا تترضَّى عنه -فضلًا عن أن تترحَّم عنه-، ولا تترحمُ عليه -فضلًا عن أن تترضَّى عنه-رضيَ اللهُ-تعالى-عنهُ وأرضاهُ-.
لذلك: ذكرَ التَّرحُّمَ إشارةً إلى منزلتِه في جنَّة اللهِ وفي رحمةِ الله -تباركَ وتَعالى-، وأنَّ مَن شكَّ في مسألةِ التَّرضِّي فلا أقلَّ مِن أن يترحَّم عليه؛ بينما نرى الشِّيعةَ الشَّنيعةَ لا ترضى هذا ولا تَقبَل ذاك! فهي تُكفِّره!!
وعلى هذا النَّسق -وللأسفِ الشَّديد! -كما قلتُ- بعضُ الصُّوفيَّة والأشعريَّة -في هذا الزَّمان-مِمَّن اتَّهموا هذا الصَّحابيَّ الجليلَ -رضيَ اللهُ-تعالى-عنهُ وأرضاهُ-.
قال:
((أخي أمِّ حبيبةَ زوجةِ رسولِ اللهِ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم-)):
فهو شقيقُ أمِّ حبيبة بنتِ أبي سُفيان -رضيَ اللهُ-تعالَى-عنهُا وعن أبيها-؛ فالنَّبيُّ -عَليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ- تزوَّج عدَّة نساء، مِنهنَّ هذه الصحابيَّةُ الجليلةُ أختُ معاويةَ -رضيَ اللهُ عنهُا-.
قال:
((خالِ المؤمنين أجمعين)):
طالما أنَّه شقيقُ أمِّ حبيبةَ، وأمُّ حبيبة مِن أمَّهات المؤمنين؛ إذن: يكونُ هو بِمنزلةِ خالِ المؤمنين.
¥
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 10 صفحه : 438