نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 10 صفحه : 401
كيف تصرف الرسل والأنبياء والأولياء في أزماتهم؟
ـ[فريد البيدق]ــــــــ[02 - 06 - 2012, 03:30 م]ـ
(1)
من وسائل التنمية البشرية استعراض النماذج الإنسانية الناجحة، ومراقبة تصرفاتهم وسلوكهم في لحظات الضعف والأزمات، واستنباط الوسائل التي سلكوها أو كتبت لهم للخروج من هذه الأزمات. وتصنيف هذه السمات، ثم تعميمها في صورة ضوابط عامة تصلح للإنسان في كل مكان.
وإذا استعرضنا تلك النماذج وجدناها محصورة في ميادين دنيوية؛ فهي إما رجال أعمال مشتغلون بالمال والأعمال، وإما مشهورون في عالم الرياضة أو التمثيل أو الغناء أو ... إلخ.
وإذا كان هناك شيء إيجابي في استعراض هؤلاء يتمثل في استنباط وسائل النجاح فهناك شيء سلبي قد يفوق هذا الإيجاب.
ما هو؟
هذا الشيء يتمثل في الصعود الدنيوي، هذا الصعود الذي لا يربطك بدين بل بقيم إيجابية في الحياة، ولا يقربك من ربك.
وماذا في ذلك؟
فيه أنه يحبسك في سجن الغفلة ويتركك مع الأسباب وحدها.
وهل هناك بديل؟
نعم.
كيف؟
أحاول هنا نقل النماذج الإنسانية التي تقف على قمة عالم الإنسان، نماذج كل لحظة معهم نجاح وتفوق مهما كانت اللحظة التي تختارها لهم.
من هم؟
إنهم الرسل والأنبياء والأولياء.
ماذا كانوا يفعلون عند أزماتهم؟ هل تختلف وسائلهم؟ أم تتفق وتنحصر في بند واحد؟
إنهم بدءا من أبينا آدم وأمنا حواء، وانتهاء بسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، ومرورا بما بين البدء والمنتهى- ينتهجون شيئا واحدا.
ما هو؟
الالتجاء إلى الله تعالى؛ فهم عباد، والعبد دائما يلجأ إلى معبوده عند الأزمات.
وهذا المعنى لا تنقله لنا تلك النماذج التي تختارها التنمية البشرية، وهذا يوقعنا في شيء يفزعنا.
ما هو؟
إنهم يعظمون الإنسان بعيدا عن ربه، وليست هناك عظمة بعيدا عن الله تعالى.
تعالوا لنستعرض بعضا من هذه النماذج التي تقف على قمة بني آدم استعراضا عاما؛ فالمهم أن نعيش مع الآيات لا مع كلام التحليل في مختلف جوانب الحياة لنرى عبودية العبد ونصرة الرب المعبود.
وسيكون هذا الاستعراض في جانبين: أولهما في التمثل، والآخر في التعجل.
(2)
الجانب الأول- التمثل
أ- نبدأ مع بدء البشرية، مع آدم وحواء عندما نجح الشيطان في إغوائهما فأرداهما في أزمة المعصية.
ماذا فعلا؟
قال تعالى في سورة [الأعراف: 20 - 22]: {فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِنْ سَوْآتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ (20) وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ (21) فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُلْ لَكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُبِينٌ (22) قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ}.
ب- وإذا كان هذا مع أزمة المعصية بعد الوقوع فيها فإن سيدنا يوسف التجأ إلى ربه قبل الوقوع في أزمة المعصية.
كيف؟
قال تعالى في سورة [يوسف: 33، 34]: {قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ (33) فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}.
ج- وليست الأزمات الواردة في القرآن الكريم عن هؤلاء الرموز في المعصية فقط، بل في عالم الحياة بكل ما فيها.
كيف؟
ها هو سيدنا يعقوب عليه السلام يعاني أزمة فقد الابن الحبيب إلى القلب، فماذا فعل؟
¥
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 10 صفحه : 401