نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 10 صفحه : 377
فبالقرآن يكون الهداية إلى الإيمان، وفي الإيمان حياةُ القلب، والكفر موتٌ للقلب، يدل عليه قوله تعالى: (يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ المَيِّتِ)، قيل المؤمن من الكافر.
والمراد من قوله: (لِما يُحْيِيكُمْ) الحياة الطيبة الدائمة قال تعالى: (مَنْ عَمِلَ صَالِحَاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً)، وقال http://www.attaweel.com/vb/attachment.php?attachmentid=550&stc=1&d=1337446059: (مَثَلُ الَّذِي يَذْكُرُ رَبَّهُ وَالَّذِي لا يَذْكُرُ رَبَّهُ مَثَلُ الحَيِّ وَالمَيِّتِ) متفق عليه.
والحياة الطيبة هي السعادة في الدنيا من اطمئنان القلب والرضا عن الله، والتوفيق إلى الطاعات والشعور بحلاوتها، وما يَهَبُ الله من حسنات في الدنيا، (وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ) أي في الآخرة (بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ).
جعلك الله حيَّاً بالقرآن، مُنوَّراً بنوره، ممن يحيا حياةً طيبةً بإيمانه وعمله الصالح.
........
3ـ حتى تكون عزيزاً
إذا أردتَ أن تكون عزيزاً عليك أن تعلم أولاً أن العزة هي لله وحده، قال تعالى: (مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فلله العِزَّةُ جَمِيعَاً)، وقال: (الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلهِ جَمِيعاً)، وقال سبحانه: (سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ)، فجعل الله العزة له وحده.
وكذلك في قوله تعالى: (وَلِلهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ)، فالعزة هنا هي لله سبحانه، فكل من اتصل بالله فهو عزيز لاتصاله به سبحانه، ومن هنا جاءت العزة لرسل الله ولعباده المؤمنين، ونعتز بالإسلام لأنه دين الله تعالى، كما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه (نحن قومٌ أعزَّنا اللهُ بالإسلام مهما ابتغينا العزةَ بغيره أذلَّنَا الله)، فالعزة من عند الله وقد أعزنا الله بدينه الإسلام، ومن ابتغى العزة بغيره أذله الله.
فبالإسلام يسمو الإنسان بنفسه فلا يعبد إلا الله تعالى ويتحرَّر من العبودية لغيره.
فالعزة تكون بطاعة الله سبحانه والقُرْب منه، والذلة والمهانة بمعصيته والبعد عنه، وأبى الله إلا أن يذل من عصاه، قال الإمام الشافعي: (مَنْ لم تُعِزُّهُ التقوى فلا عِزَّ له).