responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 10  صفحه : 36
8ـ مِنْ تعاليمِ الإسلام: الولاءُ والبراءُ، والمحبةُ في الله والبغضُ في الله،
فلماذا لا يعرف بعضهم إلا البراء والبغض في الله، ولا يوجد عندهم موضع للولاء والمحبة في الله ..

ومِنْ منهج المحدِّثين: الجَرْحُ والتعديل، وليس الاقتصار على الجرح، مع التزامهم بشروط ذلك وآدابه.
فلماذا يقتصر البعض على الجَرْح ويتركون التعديل، ولا يلتزمون بأحكام ذلك وآدابه ..

9ـ كلما سمعوا نقداً تساءلوا:
1ـ لماذا في هذا الوقت؟
2ـ من وراء هذه الحملة؟
3ـ لماذا يتوجه النقد إلينا وليس إلى غيرنا؟

والجواب:
1ـ النقد ليس له وقت محدد.
2ـ ينبغي أن يكون الاهتمام بالأفكار وليس بالأشخاص.
3ـ للحرص على تطوُّرِكم وتقدُّمِكم.
فالنقدُ البنَّاء هو دليل المحبة والوفاء، وليس علامة على الكراهية والجفاء ..

10ـ من أسباب الخلافات اللفظية:
كثيرٌ من الخلافات عند التحرير والتدقيق يتبيَّن أنها خلافاتٌ لفظيَّةٌ، لا يترتب عليها اختلاف حقيقي.
ومِنْ أهمِّ أسباب وجود هذه الخلافات اللفظية: عدمُ تحريرِ المصطلح بشكل دقيق ..
فتراهم يختلفون في الأمر، وكلٌّ منهم له مفهوم مختلف عن الآخر لذلك المصطلح!

فهناك من ينكر دليل (الاستحسان) لأنه يحسب أنه استحسان بالرأي من غير ضابط ولا دليل.
وهناك من يعتبر الاستحسان دليلاً مقبولاً، ويرى أنه العدول بحكم المسألة عن نظائرها لدليل خاص أقوى.
أو أنه عدول عن قياس جلي إلى قياس خفي، فيكون الاستحسان هنا نوعاً من القياس لكنه ليس قياساً جلياً ظاهراً ..

وكذلك الأمر فيمن أنكر المجاز في اللغة العربية، فالذين يثبتون المجاز وهم أكثر العلماء، يعرِّفونه بأنه استعمال اللفظ في غير ما وضع له في أصل اللغة.
لكن الذين أنكروا المجاز قالوا: اللفظ في أصل اللغة يُستعمَل في هذين المعنيين، فلهذا لا يجعلون استعماله في المعنى الآخر من باب المجاز ..

فالفريقان أثبتوا المعنى نفسَهُ، لكن أحدهم اعتبره حقيقة لأنه يرى أن اللفظ يستعمل في أصل اللغة في هذين المعنيين، والآخرون اعتبروه مجازاً لأنهم يرون أنه استعمالٌ للفظ في غير ما وضع له في أصل اللغة.
فالخلاف بين الفريقين لفظي وليس خلافاً معنوياً، فلا يوجد اختلافٌ جوهري بين الفريقين ..

11ـ يحسب أحدهم أنه استطاع بحنكته وخبرته أن يقرأ ما وراء السطور، وهو لم يفهم حتى ظاهر السطور!
فقد استطاع أن يتهم الآخر باتهامات كثيرة من خلال فهمه لما وراء السطور، ولم يستطع من قراءته لمنطوق كلامه أن يصحح لنفسه هذه الظنون الخاطئة .. وكأنه لم يعلم أنَّ المنطوقَ مقدَّمٌ على المفهوم، وأنَّ الأصلَ هو براءةُ الذمة، فالبراءةُ هي اليقين، وما ثَبَتَ باليقين لا يزول بالشك ..

12ـ مِنْ صور اختلال الموازين واضطرابها:
أـ يطالبه أن يكون مَلَكاً عندما يكون هو شيطاناً!
فينسى ويترك أقل ما يجب عليه، ويتذكر ويطالب الآخرين أن يؤدوا له أعلى الحقوق ..
لهذه الدرجة تصل الأنانية عند بعض الناس، فلا يرون إلا أنفسهم وما لهم من الحقوق، وما عدا ذلك فلا يعنيهم في شيء ..

ب ـ عندما ينتقد أستاذَهُ أو أحداً من جماعته أو مذهبه، تراه في غاية اللطف والأدب، ويتأول له الأعذار الكثيرة، ويبيِّنُ أنَّ هذا الخطأ ليس إلا زلةً مغمورةً في بحر حسناته ..
لكنه عندما ينتقد مَنْ يخالفه في المذهب أو الاتجاه تَذهب هذه اللغةُ اللطيفةُ أدراجَ الرياح، ويَطعن في دينه وعِرْضِه بأمْضَى الرِّمَاح، ولا يترك للمحبة والصلح مكاناً ولا موضعاً يستقر فيه ..

فهذا الصنف يُحمَدُ له أنه ينقد أموراً في اتجاهه ومذهبه ولا يقتصر على نقد غيرهم من الاتجاهات الأخرى، إلا أنه ينقصه أن يكون نقده للاتجاهات الأخرى بنفس الأسلوب اللطيف الذي يفعله مع اتجاهه.
فيكفيه من الإنصاف أن ينقد الآخرين بنفس اللهجة التي ينقد فيها شيخه وأستاذه ..

ج ـ يرضون لأنفسهم أن يكونوا من (الخوارج) مع العلماء والدعاة وعامة المسلمين، فيسارعون بتضليلهم وتفسيقهم عند أدنى خلاف ولو كان معتبراً وسائغاً ..
ولكنهم يكونون (مرجئة) مع الحكَّام الظالمين، فمهما أجرموا وأفسدوا، سكتوا عن كل ذلك، بل قد يبررون لهم هذه الجرائم ..
لماذا اختلفت موازينهم بين الحكام وغيرهم؟ فإما أن يكونوا متسامحين متساهلين مع الجميع، أو متشدديين معهم كلهم ..

¥

نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 10  صفحه : 36
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست