responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 10  صفحه : 1986
طبق من أسرار الرسم القرآني
ـ[العرابلي]ــــــــ[06 - 09 - 2008, 07:40 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
طبق من أسرار الرسم القرآني (1)
لعلنا في هذا الشهر الكريم أن نقدم أطباقًا (على قدر ما يبسط الله لنا) من علم المعاني الذي قام عليه الرسم القرآني المشهور بالرسم العثماني.
وخير ما نبدأ به هو الحديث عن أسماء الله الحسنى
انقسمت أسماء الله تعالى وصفاته التي جاءت على وزن فاعل أو فعَّال إلى ثلاثة أقسام:
· أسماء حذفت فيها الألف.
· أسماء أثبتت فيها الألف.
· أسماء فيها حذف وإثبات للألف.
وقبل ذكر الأسماء نريد أن نبين:
لماذا زيدت الألف على الفعل ليصبح اسم الفاعل؟
كما هو معلوم من لوحة مفاتيح معاني الحروف الهجائية:
فإن الألف: هي للامتداد المنفصل.
وامتاز حرف الألف بأنه حرف مد؛ يمكن مد الصوت به، وزيادته إلى القدر الذي ينتهي فيه النفس. وأن الفم ينفتح مع مده؛ فجاء استعمال الألف موافقًا لنطقه؛ في انكشاف الفعل بحدوثه، والعلم به، وانقطاعه في آن واحد.
والنفس تمتد؛ وامتدادها بالأفعال ما قصر مدته منها، أو طال. ولا بد للفعل من فاعل؛ فكانت زيادتها على الفعل لتدل على القائم بالفعل. فحمل الفاعل بذلك صفة ما فعل.
ودلت الألف على اثنين؛ على الفعل وعلى الفاعل، والأصل هو الفاعل، والزيادة التي حصلت للفاعل امتداده بالفعل، والفعل مهما طال ينفصل بانتهائه، وتبقى النفس حاملة تبعاته.
ولماذا وضعت الألف بعد فاء الفعل؟
لأن فاء الفعل تدل على الحركة، والفاعل يحمل الصفة من دخوله في الفعل وبداية حركته به، وليس بعد الانتهاء منه؛ كمثل: جالس، وراكب، وسابح، وراكض، والفاء مفتوحة، ومدها يتولد منها الألف ...
أما زيادة الألف في الأسماء التي جاءت بصيغة المبالغة؛ فتكون بعد الحرف المشدد؛ لأن المبالغة تحصل بعد كثرة التكرار، والانحصار في داخل العمل؛ فتمثل ذلك بتشديد عين الفعل؛ كمثل نجَّار، وحدَّاد، وبقَّال، وكل الأعمال التي تحتاج جهدًا وتعبًا ...
وإضافة الألف ليدل على أن هذا الامتداد الذي يحصل بالأفعال قابل للانفصال؛ وهو متعلق بالصفات، والصفات تقديرية، ومخرج الألف وحروف المد تقديرية، من خوف الفم والحلق؛ أي من الخواء الذي فيها، وبقية الحروف محققة؛ إذ تعتمد على حيز من الحلق أو الفم أو الشفتين.
وزيادة الألف في الصفات؛ كأن يوصف الذي يصدق بأنه صادق، فصار للموصوف مسميان مسمى سابق عرف به، ومسمى جديد زاد من أسمائه أو صفاته.
وهذه الصفة تبقى دائمة له ما دام هو متصف بها، فإن أصبح على خلافها وصف بخلافها.
وليست هذه الصفة يحملها الجميع، فهناك من يحملها، وهناك من لا يحملها؛ لذلك إثبات الألف للدلالة على الحالين؛ أي حمله لها زيادة حصلت له، وليست لكل الناس.
فصار الأصل هو إثبات الألف في هذه الأسماء.
لكن لما كان هناك من يحمل نفس الوصف، ولا يحملها إلا هو.
وهناك الذين يحملون نفس الصفة؛ ولكن ليسوا بنفس الدرجة في حملها؛
فكان لا بد من التفريق بين الحالين.
فأسماء الله تعالى التي لا يشاركه أحد فيها: تحذف الألف فيها ليكون الحذف علامة على أن الله تعالى يحمل الاسم وحده، ولا يشاركه أحد في الصفة التي يدل عليها هذا الاسم، فالمقارنة بينه وبين غيره تكون معدومة.
وعدد هذه الأسماء التي استحضرتها تسعة:
1. اسم الجلالة اللَّاه (اللَّاه): الألف فيه بعد اللام قد حذفت؛ لأنه لا أحد غير الله يحمل هذا الاسم، وحتى لم يجرؤ أحد على ادعائه.
2. الرحمان (الرَحْمَان): لا أحد غير الله يوصف به هذا الاسم ويكون معرفة؛ فلما انتفي قيام المثيل؛ حذف الألف لذلك.
3. الواحد (الوَا حِد): والواحد هو الذي في مكانة ومنزلة لا تتسع لغيره، أو لا يمكن لأحد أن يحل معه فيها، فحذفت الألف لانعدام أن يكون له ثاني أو شريك.
4. الظاهر (الظَاهِر): أي ظاهر لا يجهله أحد، وأن الجهل به قد انتهى، ولا امتداد له، وليس ذلك إلا لله وحده. فمن لم يستدل عليه بآياته ومخلوقاته، عرفه عن طريق رسله.
5. الواسع (الوَا سِع): فالله تعالى هو واسع عليم، فهو واسع الفضل، وواسع المغفرة، وواسع الرحمة، وليس لأحد ما لله في سعة عطائه ومغفرته ورحمته وفضله.
6. السلام (السَلَام): والسلام اسم يدل على صفة العلو الدائم لله تعالى، وليس هناك من يتصف بذلك حتى يقارن علوه بعلو الله تعالى. فكل ما خلق هم دونه. وهم عبيده.
7. التوَّاب (التوَّا ب): وهي صيغة مبالغة لتدل على كثرة التوبة له على عبادة، وكثرة من يتوب عليهم؛ وهذه صفة لا يشارك الله فيها أحد.
8. الخالق (الخَالِق): فالله تعالى هو خالق كل شيء فصفته هذه صفة دائمة لله وحده.
9. الخلاق (الخَلَّاق): وهي صفة مبالغة لله تعالى بكثرة الذين خلقهم، وكثرة ما خلق، وهي صفة لله وحده. لا نصيب لأحد فيها.
فهذه الأسماء التسعة قد حذفت فيها الألف في القرآن في جميع مواضعها. لأن الله تعالى لا يشاركه فيها أحد، فلما سقطت دواعي المقارنة والتمييز والتفصيل في المراتب، سقطت الألف في الرسم.
ولما كان الأمر كذلك فلماذا لم يسقط صوت الألف كذلك؟
والجواب على ذلك أن هذه الأسماء والصفات هي أسماء وصفات متعددة لله تعالى، فواحدتها لا تغني عن بقيتها، فإبقاء الصوت بها لتدل على وجود غيرها لله، وليس وجود غير الله يحملها.
أبو/ مسلم عبد المجيد العرابلي
يتبع ...........
¥

نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 10  صفحه : 1986
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست