responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 10  صفحه : 1985
في الجنة غرفات فلكل مؤمن نصيب منها، وهي مخصصة له، والغرفة إنما تسمى بهذا الاسم إذا خصصت لشخص، أو شيء ما؛ للطعام مثلاً، أو للنوم، أو لجلوس، ومن ذلك فعل الغرف من الإناء؛ فما يغرف يخصص لأحد الآكلين ... لذلك جاء اللفظ بالجمع عند الجميع ما عدا حمزة.
أما القراءة بالإفراد فهي لحال آخر؛ فالآية ذكرت الأولاد، وقبلها جاء ذكر كثرت الأولاد، والله تعالى يكرم أصحاب الجنة بأن يلحق بهم من ذريتهم من اتبعه على الإيمان، ومن كمال السعادة أن يجتمع له ذريته معه، ويأتونه إلى غرفته، فهم آمنون في الغرفات، وآمنون في الغرفة؛ لذلك جاءت القراءتان لبيان الحالين معًا، فصلحت الغرفات أن تقرأ بالإفراد وبالجمع.
وأما فتحها لو لم توجد قراءة بالجمع؛ فلأن وجود جمع في غرفة يدل على انفتاحها لهم ليدخلوا فيها على من خصصت الغرفة له.

أبو مسلم/ عبد المجيد العرابلي

بسم الله الرحمن الرحيم

(19) - بسط تاء غيابت

غيابت: وردت مرتين في سورة يوسف فقط.

قال تعالى: (قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ لَا تَقْتُلُوا يُوسُفَ وَأَلْقُوهُ فِي غَيَبَتِالْجُبِّ يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ (10) يوسف.
وقال تعالى: (فَلَمَّا ذَهَبُوا بِهِ وَأَجْمَعُوا أَنْ يَجْعَلُوهُ فِي غَيَبَتِالْجُبِّ وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُمْ بِأَمْرِهِمْ هَذَا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (15) يوسف.
قرأ نافع وأبو جعفر: غيابات؛ بالجمع.
وقرأ الباقون: غيابة؛ بالإفراد.
الفرق بين البئر والجب؛ أن البئر ضيق من أسفل وواسع من أعلى، والجب واسع في وسطه، فلو قيل أنه أُلقي في البئر؛ لأفاد القول أنه ألقي في الماء، وليس له مكان في البئر يقف فيه إلا الماء، الذي قد يغرقه ويقتله، وأما الجب فإن جوانبه واسعة فيحتمي من برد الماء بهذه الجوانب، ويغيب عن الناظر، والناظر في الجب لا يحيط بما فيه بنظرة واحدة كما هو الحال في البئر، فالناظر من أعلاه بما فيه يحتاج إلى تقليب النظر في كل جوانبه؛ لذلك أصبحت الغيابة غيابات، وبكلا القراءتين قرأت "غيبت الجب"، فهي غيابة لبئر واحد فقط، وهذه الغيابة غيابات موزعة على جوانب البئر في وسطه، ومحيطة بعينه.
والجب من مادة "جبب" مستعملة كلها في القطع، والجب جاء اسمه من القطع في الأرض أو الصخر، وتناسبت تسمية البئر بالجب مع فعل أخوة يوسف لقطع الصلة بين يوسف وأبيه يعقوب عليهما السلام.
وبسط تاء "غيابت" كائن ولو لم تكن هناك قراءة أخرى بالجمع، لأن أخوة يوسف عليه السلام لا يريدون من حبسه في الغيابة الإغلاق عليه، بل اختاروا له مكان يكون فيه سلامته من الغرق، ومن الحيوانات، وأن يكون له سبيل في النجاة بمرور السيارة عليه، ليأخذوه بعيدًا عن والدهم، وعن أرضهم، فيخلوا لهم وجه أبيهم من بعده .... والله تعالى هو الأعلم.
بهذه الحلقة في هذه السلسلة نختتم جميع التاءات المبسوطة التي وردت في القرآن الكريم على الرسم القرآني، وليس على الرسم الاصطلاحي أو الإملائي ... سائلين الله تعالى أن يبلغ ما في هذه المواضيع أكبر عدد من المسلمين ليزداد الذين آمنوا إيمانًا بأن هذا القرآن هو من عند الله، بلفظه ورسمه، وهو الذي تكفل سبحانه وتعالى بحفظه رحمة منه بنا، وحجة على العالمين.

أبو مسلم/ عبد المجيد العرابلي

الدال على الخير كفاعله

أدع إخوانك ومن يهمك أمرهم للدخول على هذه السلسلة

لجعل أكبر عدد من الناس يتفاعل مع هذا العلم

ـ[المعقل العراقي]ــــــــ[20 - 02 - 2009, 03:42 م]ـ
رائع يا أخي ولكن هل هذا كل في الجعبة هنا ...

ـ[العرابلي]ــــــــ[20 - 02 - 2009, 09:44 م]ـ
رائع يا أخي ولكن هل هذا كل في الجعبة هنا ...

بارك الله فيك يا أخي الكريم
وزادك الله تعالى من علمه وفضله
لا يكلف الله نفسًا إلا وسعها
هذه عشرات من الأبحاث نشرتها في هذا الموقع وتكملتها في مدونتي
والآن أعد المقطوع والموصول في الرسم القرآني وفيه 36 بحثًا
أسأل الله تعالى الإعانة على إنجازه وإخراجه قريبًا لتعم الناس منفعته
وجزاك الله بكل خير

ـ[المعقل العراقي]ــــــــ[20 - 02 - 2009, 10:01 م]ـ
بارك الله فيك يا أخي الكريم
وزادك الله تعالى من علمه وفضله
لا يكلف الله نفسًا إلا وسعها
هذه عشرات من الأبحاث نشرتها في هذا الموقع وتكملتها في مدونتي
والآن أعد المقطوع والموصول في الرسم القرآني وفيه 36 بحثًا
أسأل الله تعالى الإعانة على إنجازه وإخراجه قريبًا لتعم الناس منفعته
وجزاك الله بكل خير
بوركت أياديك وسددك الرحمن لكل خير وفضل ..

ـ[العرابلي]ــــــــ[21 - 02 - 2009, 07:00 ص]ـ
بوركت أياديك وسددك الرحمن لكل خير وفضل ..

أحسن الله إليكم بكل خير وفضل

نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 10  صفحه : 1985
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست