«أحدهما:» اجتماع على مؤانسة الطمع وشغل الوقت، فهذا مضرته أرجح من منفعته، وأقل ما فيه يفسد القلب ويضيع الوقت.
«ثانيهما:» الاجتماع بهم على التعاون على أسباب النجاة والتواصي بالحق، والصبر. فهذا من أعظم الغنيمة وأنفعها. ولكن فيه ثلاث آفات:
«الأولى:» تزين بعضهم لبعض.
«الثانية:» الكلام والخلطة أكثر من الحاجة.
«الثالثة:» أن يصير ذلك شهوة وعادة ينقطع بها عن المقصود.
وبالجملة فالاجتماع والخلطة لقاح إما للنفس الأمارة وإما للقلب والنفس المطمئنة، والنتيجة مستفادة من اللقاح، فمن طاب لقاحه طابت ثمرته، وهكذا الأرواح الطيبة لقاحها من الملك والخبيثة لقاحها من الشيطان. وقد جعل الله سبحانه برحمته الطيبات للطيبين، والطيبين للطيبات، وعكس ذلك.
الفوائد_الإمام شمس الدين أبي عبد الله بن قيم الجوزية
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 10 صفحه : 1881