نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 10 صفحه : 182
ـ[عائشة]ــــــــ[18 - 06 - 2013, 02:21 م]ـ
،،، (الشَّرّ لَمْ يُضَفْ إلى اللهِ في الكتاب والسنَّةِ إلَّا علَى أحد وجوهٍ ثلاثة:
* إمَّا بطريق العُموم؛ كقولِه: ((اللهُ خالِقُ كُلِّ شَيْءٍ)).
* وإمَّا بطريقة إضافته إلى السَّبب؛ كقوله: ((مِن شَرِّ مَا خَلَقَ)).
* وإمَّا أن يُحذفَ فاعلُه؛ كقولِ الجنِّ: ((وأنَّا لا ندري أَشَرٌّ أُريدَ بِمَن في الأرضِ أم أرادَ بهم ربُّهم رَشَدًا)).
وقد جمع في الفاتحةِ الأصنافَ الثَّلاثة، فقال: ((الحمدُ لله ربِّ العالمين))، وهذا عامٌّ، وقالَ: ((صِراطَ الَّذين أنعمتَ عليهم غيرِ المغضوبِ عليهم ولا الضَّالِّينَ))، فحذف فاعل الغضب، وقال: ((ولا الضَّالِّين))، فأضاف الضَّلال إلى المخلوقِ.
ومن هذا قولُ الخليلِ: ((وإذا مرضتُ فهو يَشْفينِ))، وقول الخضر: ((فأردتُّ أن أعيبَها))، ((فأردْنا أن يُبْدِلَهما ربُّهما خيرًا منه زكاةً وأقربَ رُحْمًا))، ((فأرادَ ربُّكَ أن يَبْلُغَا أَشُدَّهُما))).
ـ[عائشة]ــــــــ[20 - 06 - 2013, 01:08 م]ـ
،،، قالَ شيخُ الإسلامِ -رحمه الله تعالى-:
(لكنَّ أكثرَ ما ذُكِرَ في هذه السُّورةِ [أي: البقرة]: اليهود، كما أنَّ أكثرَ ما ذُكِرَ في سورةِ آل عمران: النَّصارَى؛ فإنَّ هذه نزلَتْ أوَّلَ مقدمِه المدينة، وكانَ اليهود جيرانه، وآل عمران تأخَّر نزولُها إلى آخرِ الأمرِ، لَمَّا قَدِمَ عليه نصارَى نجران، وفيها فرض الحجّ، لَمَّا طَهَّر اللهُ مكَّةَ من المشركين. فكان أكثرَ دعائه في أوَّل الأمر للمشركين؛ لأنَّهم جيرانُه بمكَّة، ثمَّ لليهود؛ لأنَّهم جيرانه بالمدينة، ثمَّ للنَّصارَى؛ لأنهم كانوا أبعدَ عنه من ناحية الشَّام، واليمن، والمجوس أيضًا؛ لأنهم كانوا أبعدَ عنه بأرضِ العراق، وخراسان. وهذا هو التَّرتيب المُناسب، يدعو الأقربَ إليه فالأقرب، ثمَّ يرسل رسلَه إلى الأبعدِ).