نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 10 صفحه : 1802
وفي قوله تعالى: (تَرَى الظَّالِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا كَسَبُوا وَهُوَ وَاقِعٌ بِهِمْ وَالَّذِينَ ءامَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فِي رَوْضَاتِ الْجَنَّاتِ لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الكَبِيرُ (22) الشورى.
وفي قوله تعالى: (سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ (1) لِلْكَافِرينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ (2) المعارج.
وظنوا انه واقع بهم، وهو واقع بهم؛ علامة على قيامه وامتداده؛ فكان إثبات الألف على ذلك.
وعلى ذلك أيضًا كان ثبات الألف؛
في قوله تعالى: (وَرَءَا الْمُجْرِمُونَ النَّارَ فَظَنُّوا أَنَّهُمْ مُوَاقِعُوهَا وَلَمْ يَجِدُوا عَنْهَا مَصْرِفًا (53) الكهف.
وثبتت الألف في؛ سأل سائل بعذاب واقع؛ أي دعا بالعذاب الذي يُتَوَعَد به؛
كقوله تعالى: (وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ (47) الحج،
وقوله تعالى: (فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلاَّ أَنْ قَالُوا ائْتِنَا بِعَذَابِ اللَّهِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (29) العنكبوت، فالعذاب قادم لا محالة، وهو يسأل الاستعجال به.
وحذفت ألف "واقع" في ثلاثة مواضع مؤكدة بلام التوكيد؛
في قوله تعالى: (وَإِنَّ الدِّينَ لَوَاقِعٌ (6) الذاريات.
وفي قوله تعالى: (إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ (7) الطور.
وفي قوله تعالى: (إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَوَاقِعٌ (7) المرسلات.
وذلك أن الذي يحتاج إلى توكيد هو ما كان مشكوكًا فيه، وأن زمن العذاب والحساب في علم الغيب، وغير قائمين، ويتوعد بهما في زمن قادم؛ وعلى ذلك كان حذف الألف.
وحذفت الألف مع القسم؛
في قوله تعالى: (فَلا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ (75) الواقعة.
وذلك أن القسم هو لتوكيد ما هو مشكوك فيه، والله تعالى لا يقسم بلفظ القسم؛ لأن القسم دال على قِسْمَين مختلف فيهما، والتبس الحق فيهما، فيُحتاج القاضي إلى القسم من المتنازعين لتقوية أحدهما، والأشياء عند الله تعالى على حال واحدة لأنه سبحانه وتعالى عالم الغيب والشهادة، فقسم الله جاء في ثمانية مواضع بالنفي بلا، وعلى ذلك كان حذف الألف بالمقسوم به.
والقسم من الناس كان في ثمانية مواضع، وكانوا فيها من الكاذبين.
وقد تبين لنا بعد تقدم العلم، أن مواقع النجوم التي نراها هي مواقع قديمة قد تمتد إلى زمن مضى منذ ملايين السنين، وغير قائمة في الوقت الذي نراه في أيامنا هذه. فكان الحذف موافق لما عليه واقع النجوم التي نراها.
وثبتت الألف مع تأنيث "الواقعة"، حيث وردت مرتين؛
في قوله تعالى: (إِذَا وَقَعَتْ الْوَاقِعَةُ (1) الواقعة.
وفي قوله تعالى: (فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتْ الْوَاقِعَةُ (15) الحاقة.
لأن الحديث في الآية عند تحقق وقوع الواقعة، أو وقت تحققها، وعند ذلك يثبت قدومها، ولا زوال لها، ولا انقطاع لها، أو انتهاء استمرارها؛ فثبتت لذلك ألف فيها.
ووردت في هذه الآيات؛ الظالمين، والكافرين، والصادقين؛ وهي جموع مذكر سالم، والقاعدة فيها، أن الجموع تحذف ألفاتها على قاعدة دخول الفرد في الجمع وتساويه مع أفراده، وعدم تميزه عن غيره إلا بقرينة.
ومثل ذلك" الصالحات؛ فالألف الأولى حذفت على نفس القاعدة؛ لدخول الفرد وتساويه مع أفراد الجمع، وحذفت الألف الثانية علامة الجمع لتساوي أفراد الجمع وعدم تميز بعضها عن بعض.
وتحذف ألف ضمير الجمع للمتكلم "نا"؛ إذا اتصل به ضمير المخاطب؛ كما في: ءاتَيْنَاكُمْ؛ لأن الضمير المتكلم هو فاعل، وما بعده مفعول به، ولا يقع فعل الفاعل على المفعول به إلا إذا كان بينما اتصال، وإثبات الألف قطع للاتصال، وحذفها يوصل بينهما، في صورة الكلمة، وما فعله الفاعل انقطع عن الفاعل، ووصل إلى المفعول به، وعلى ذلك كان حذف ألف الفاعل أينما وجدت في القرآن.
أما ثبات ألفي "روضات الجنات" فيرجع إلى الإضافة؛ فكل روضة مستقلة في ذاتها عن الروضات لأنها ملحقة بإحدى الجنات، وكل جنة لها الروضة الخاصة بها، وعلى ذلك ثبتت ألف كل منهما؛ لتميز كل روضة عن بقية الروضات، وكل جنة عن بقية الجنات.
وثبتت ألف "عذاب" أينما جاءت في القرآن؛ لأن العذاب أشكال وأنواع كثيرة ومتفاوتة.
وثبتت ألف "دافع"؛ لأنه في وضع النفي؛ والنفي هو نفي لقيامه، وعلى ذلك ثبتت ألفه.
والله تعالى أعلم.
ـ[العرابلي]ــــــــ[05 - 05 - 2009, 04:00 م]ـ
¥
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 10 صفحه : 1802