فهذه فتاوى في حُرمةِ القرآنِ الكريمِ، جمعتُها من مصادرَ عِدَّةٍ - مقروءةٍ ومسموعةٍ -، وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يَّنفعَ بها.
،،،،،،،،،،،،،،،،،،
سُئِل فضيلة الشَّيخ العلاَّمة محمَّد بن صالح العُثيمين - رحمه الله -:
هل تجوز كتابة بعض آيات القرآن الكريم - مثل آية الكرسيِّ - على أواني الطَّعام والشَّراب لغرض التَّداوي بها؟
فأجاب بقوله:
يجب أن نعلمَ أنَّ كتاب الله - عزَّ وجلَّ - أعزُّ وأجلُّ مِنْ أن يُّمتَهَنَ إلى هذا الحدِّ، ويُبتَذَلَ إلى هذا الحدِّ، كيف تطيب نفسُ مؤمِنٍ أن يجعلَ كتابَ الله - عزَّ وجلَّ - وأعظم آية في كتاب الله - وهي آية الكرسيِّ - أن يَّجعلها في إناءٍ يشرب فيه، ويُمتهَن ويُرمى في البيت، ويلعب به الصِّبيان؟! هذا العمل لا شكَّ أنَّه حرامٌ، وأنَّه يجب على مَنْ عندَه شيءٌ مِن هذه الأواني أن يَّطمسَ هذه الآيات الَّتي فيها؛ بأنْ يذهبَ بها إلى الصَّانع فيطمسها، فإنْ لمْ يتمكَّن من ذلك؛ فالواجب عليه أنْ يحفِرَ لها في مكانٍ طاهر ويدفنها، وأمَّا أنْ يُبقيَها مُبتَذَلة مُمْتَهَنة، يشرب بها الصِّبيان ويلعبون بها؛ فإنَّ الاستشفاء بالقرآن على هذا الوجه لمْ يَرِدْ عن السَّلف الصَّالح - رَضِيَ اللهُ عنهم -.
[المصدر: «فتاوى أركان الإسلام» لفضيلة الشَّيخ/ محمَّد بن صالح العُثيمين، جمع وترتيب: فهد بن ناصر السُّليمان، ص66].
ـ[عائشة]ــــــــ[21 - 05 - 2009, 11:18 ص]ـ
س: هل يجوز تعليق آيات قرآنية أو أدعية نبويَّة على جدران المنزل؟
ج: تعليقُ الآيات المكتوبة أو الأحاديث والأدعية: كلُّ هذا لم يكن مِن عمل السَّلَف. ما كانوا يكتبون الآيات والأدعية والأحاديث ويعلِّقونها على الجدران، إنَّما كانوا يحفظونها ويعملون بها، ويحترمونها غاية الاحترام، ويكتبونها في الكُتُب. أمَّا تعليق الآيات والأحاديث والأدعية؛ فهذا لا يجوز، خصوصًا الآيات القرآنية؛ فإنَّ في تعليقها تعريضًا لها للامتهان؛ قد تسقط هذه المعلَّقات، أو الملصَقات، وتُداس، وتُمتَهَن، وقد ينالها ما ينالها مِنَ الأذى، والامتهان؛ فهذا مِنَ العَبَث. وغالبًا ما يُفعل مِنْ أجل الزِّينة والمناظر الَّتي تُعلَّق، وربَّما تُكتب الآيات على شكلٍ لا يجوز، حتَّى إنَّ بعضهم يكتبها على شكل حيوان أو طائر، أو يكتبها على صورة مصباح كهربائيٍّ أو قنديل، فهذا كلُّه عَبَث لا يجوز. كما تُكتب أحيانًا على شكلٍ غيرِ مقروء، وعلى شكلِ نقوشٍ؛ مِمَّا يدلُّ على أنَّ القصد مِنْ ذلك النُّقوش، وإبراز جمال الخطوط، والزِّينة، وهذا كلُّه مِنَ العبث؛ الَّذي يُصان عنه كتابُ الله -عزَّ وجلَّ-.
[المصدر: «المنتقى مِن فتاوى الشَّيخ الفوزان» (كتاب إلكتروني، إعداد: موقع روح الإسلام)، ج2، السؤال (65)].
ـ[عائشة]ــــــــ[22 - 05 - 2009, 01:44 ص]ـ
سُئل فضيلة الشَّيخ: صالح الفوزان -حفظه الله-:
نرى بعض القلائد التي تُكتبُ عليها بعض الآيات القرآنيَّة؛ فهل يجوز بيعها وشراؤها ولبسُها وهي على هذه الحالة؟ أفتونا جزاكم الله خيرًا.
فأجاب بقوله:
لا يجوز بيعُ ولا لبسُ القلائد التي يُكتَبُ فيها شيءٌ من القرآن، ولا تجوزُ هذه الكتابة؛ لأنَّ في ذلك امتهانًا للقرآن، ولأنَّ هذا قد يُتَّخذُ حُجُبًا وتمائم يُعتقَدُ فيها الشِّفاء مِنَ الأمراض، وقد نهى النَّبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- عن تعليق التَّمائم، وهذا النَّهيُ يعمُّ المعلَّقَ مِنَ القرآن وغيره على الصَّحيح. والله أعلم.
[المصدر: «المنتقى مِن فتاوى الشَّيخ الفوزان» (كتاب إلكتروني)، ج1، السؤال (91)].
ـ[عائشة]ــــــــ[22 - 05 - 2009, 02:28 م]ـ
س: عندما يُرزق أحدُنا بمولود؛ يُكتَبُ له دعاءٌ وما تيسَّر من القرآن الكريم، ويُعلَّق في كتف أو رقبة الطِّفل، وفعلاً يكون الطفل في راحةٍ نفسيَّة ظاهرة، فهل يجوز ذلك؟
ج: تعليق التَّعاويذ والكتابات على الكبار أو الأطفال لا يجوز؛ لأنَّه تعليق للتَّمائم، وقد نَهَى النَّبيُّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- عن تعليق التَّمائم:
فإذا كانَتْ هذه التَّمائم مِنَ الخزعبلات، أو مِنَ الطَّلاسم، أو يُكتَبُ فيها بكلامٍ لا يُعرَفُ معناه، أو أسماء شياطين، أو أسماء جنٍّ، أو أسماء مجهولة، أو غير ذلك؛ فهذا حرام؛ لأنه يُخِلُّ بالعقيدة، ويجرُّ إلى الشِّرك قطعًا بإجماع المسلمين.
وإنْ كانَتْ هذه التَّمائم مِنَ القرآن، أو مِن الأدعية الشَّرعيَّة؛ فالصَّحيح مِن قولي العلماء: أنَّه لا يجوز تعليقها أيضًا؛ لأنَّ تعليقها وسيلةٌ إلى تعليق ما لا يجوز من التَّمائم؛ فإذا فُتِحَ البابُ؛ توسّعَ النَّاس في هذا الشَّيء، وعلَّقوا ما لا يجوز، هذا مِن ناحية، والنَّاحية الثَّانية؛ أنَّه يكون في تعليق القرآن على الطِّفل إهانة للقرآن؛ لأنَّ الطفل لا يتحرَّز من دخول الخلاء، ومِن النَّجاسة، وغير ذلك؛ ففي تعليق كلام الله عليه: إهانةٌ للقرآن الكريم؛ فلا يجوز تعليق هذه الأشياء.
وكونه يحصل راحة نفسيَّة بذلك أو يحصل شفاء مِن مرض؛ هذا لا يدلُّ على جواز هذا الشَّيء؛ لأنَّ حصول الرَّاحة أو شفاء المريض بعد تعليق هذه الأشياء: قد يكون وافق قضاءً وقدرًا، وهُمْ يظنُّون أنَّه بسبب هذا التَّعليق، وقد يكون هذا من باب الاستدراج لهم، ومِن باب العقوبة لهم؛ حتَّى يقعوا فيما هو شرٌّ مِن ذلك؛ فحصول المقصود للإنسان الذي يعمل هذه الأشياء غير المشروعة: لا يدلُّ على جوازها؛ لأنَّه إمَّا أنْ يكون هذا من باب الاستدراج والعقوبة والإملاء، وإمَّا أنْ يكون هذا وافق قضاء وقدرًا، لا علاقة له بتعليق هذا الشَّيء، فيظنّ النَّاس أنَّه بسبب تعليق هذا الشَّيء؛ فيفتَتنونَ فيه.