إلهنا بك تفرد المتفردون في الخلاوات، ولعظمتك سبحت الحيتان في البحار الزاخرات، ولجلالة قدسك اصطفقت الأمواج المتلاطمات، أنت الذي سجد لك سواد الليل وضوء النهار والفَلكُ الدوار والبحر الزخّار والقمر النوّار، وكل شيء عندك بمقدار، سبحانك يا إلهي إذا ذكرنا خطايانا ضاقت علينا الأرض بما رحبت، وإذا ذكرنا رحمتك ارتدت إلينا أرواحنا ..
اللهم إليك قمنا نبتغي ما عندك من الخيرات، قمنا نتعرض لجودك، فكم من ذي جُرم قد صفحت عن جرمه، وكم من ذي كرب عظيم قد فرّجت له عن كربه، وكم من ذي ضرٌ كبير قد كشفت له عن ضره، فبعزتك ما دعانا إلى مسألتك وقد تجرأنا على معصيتك إلا الذي عرّفتنا من جودك وكرمك فأنت المؤمل لكل خير وأنت المرجو عند كل نائبة ..
إلهنا أحلى العطايا في قلوبنا رجاءك، وأعذب الكلام على ألسنتنا ثناؤك، ربنا ما أحكمك وأجودك وأرأفك وأرحمك، وأعدلك وأقربك، وأعطفك وأكرمك، وأخبرك وأعلمك، ربنا ما أجزل عطاءك وأجلّ ثناءك، ربنا ما أعلى مكانك، وأعظم سلطانك، ربنا ما أعز ملكك وأتم أمرك، ربنا ما أوسع رحمتك وما أعرض جنتك ..
إلهنا .. أنت الذي خلقتنا وفي الأرحام صورتنا، وللإسلام هديتنا، إلهنا .. بأي قدم نقف بين يديك وبأي لسان نعتذر إليك، وبأي عين ننظر إليك وأنت قد علمت سرائر أمرنا، وختمت على ألسنتنا، وأنطقت جوارحنا، فيا من أظهر الجميل وستر القبيح، يامن لا يؤاخذ بالجريرة ولا يهتك بالستر، يا غياث المستغيثين، ويا قرة أعين العابدين، ويا حبيب قلوب المتهجدين، ها نحن جئناك تائبين منكسرين خاضعين، فاقبل توبتنا، واستجب دعوتنا، وارحم عبرتنا وأقلنا عثرتنا، بفقرنا إليك وغناك عنا، بقوتك وضعفنا، وبعزك وذلنا إلا رحمتنا وعفوت عنا ..
من كان يخشى الله جلّ جلاله فليكثر العبرات في الخلوات
فلعله بعد التدثر والبكاء أبدلت له العبرات بالحسنات
وتخفف الأوزار عن منشوره يوم الحساب وموقف الحسرات
لا إله إلا أنت سبحانك إن كنا من الظالمين ..
ربنا ظلمنا أنفسنا فإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكوننا من الخاسرين ..
ربنا ظلمنا أنفسنا ظلماً كثيراً ولا يغفر الذنوب إلا أنت .. فاغفر لنا مغفرة من عندك، وارحمنا إنك أنت الغفور الرحيم ..
اللهم صل وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ..
سبحانك اللهم وبحمدك .. أشهد أن لا إله إلا أنت نستغفرك ونتوب إليك
ـ[محمد بن عامر]ــــــــ[01 - 06 - 2009, 11:40 م]ـ
بارك الله فيك أبا نواره، وجزاك الله خيرا على هذا النقل ..
وأدامنا الله وإياكم على طاعته، وعلى العمل بما يحبه ويرضاه ..
{اللهم أنت ربنا، لا إله إلا أنت، خلقتنا، ونحن عبيدك، ونحن على عهدك ووعدك ما استطعنا، نعوذ بك من شر ما صنعنا، نبوء لك بنعمتك علينا، ونبوء بذنبنا، فاغفر لنا فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت}.
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 10 صفحه : 1777