responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 10  صفحه : 1774
وفي هذا الحديث ما يدل على أهمية هذا الأمر، حيث يقول الإمام الكرماني -رحمه الله- عن أنواع الوحي في هذا الحديث: (النوع الأول أشد عليه من النوع الثاني، وذلك لأن الفهم من كلام مثل صلصلة الجرس أشكل من الفهم من كلام الرجل المتكلم على الطريقة المعهودة عند التخاطب، أو لأن سنة الله تعالى لما جرت من أنه لابد من مناسبة بين القائل والسامع حتى يصح بينهما التحاور والتعليم والتعلم، فتلك المناسبة إما باتصاف السامع بوصف القائل لغلبة الروحانية عليه، وهو النوع الأول، أو باتصاف القائل بوصف السامع، وهو النوع الثاني، والدليل عليه تمثله رجلاً كما أن الدليل على الأول كونه قسيماً له، ثم لاشك أن الأول أشد، وقد تبين وجه الحصر فيهما من هذا التقدير) أهـ.
لذا ينبغي للمسؤولين عن الدعوة وإعداد الدعاة، أن يهتموا بكون الدعاة من أهل البلاد التي تكون فيها الدعوة، حتى لا ينفروا منهم، ويبتعدواعنهم، أو على أقل تقدير لا يأنسوا بهم مما يُضعف نتائج الدعوة المرجوةفيهم.
السادس من الفقه الدعوي في هذا الحديث: أهمية تفريغ المدعو من الشواغل قبل البدء بدعوته:
يقول الإمام النووي - رحمه الله تعالى- عند شرحه لهذا الحديث: (قال العلماء: والحكمة في ذلك -أي شدة الوحي وقوة صوته- أن يتفرغ سمعه صلى الله عليه وسلم ولا يبقى فيه، ولا في قلبه مكان لغير صوت الملك) أهـ.
فمن هنا ينبغي التأكيدعلى أهمية احتياط الداعية بتنبيه المدعوين وإحضار قلوبهم وصرف الشواغل عنها، وذلك يكون برفع الصوت، أو إسكات الناس، أو صرف الشواغل الأخرى – كزخرفةالمساجد، أو أن يكون حاقناً (وهو الحابس لبوله) وغيره من الشواغل - فإن هذا الأمرممايساعد الداعية بشكل كبير على التأثير في المدعوين، وإيصال الرسالةإليهم.
السابع من الفقه الدعوي في هذا الحديث – هو اهتمام أم المؤمنين عائشةبملاحظةأحوال النبيوبيانها للأمة:
فإنه يظهر من خلال هذا الحديث مكانة أمِّ المؤمنين عائشةَ رضي الله عنه - في ملاحظتها لأحوال النبي صلى الله عليه وسلم ومن ثَمَّ نَقلُ هذه الأحوال والعلوم إلى الأمة - إذ تقول في هذا الحديث: (وَلَقَدْرَأَيْتُهُ يَنْزِلُ عَلَيْهِ الْوَحْيُ فِي الْيَوْمِ الشَّدِيدِ الْبَرْدِ فَيَفْصِمُ عَنْهُ وَإِنَّ جَبِينَهُ لَيَتَفَصَّدُ عَرَقًا).
هذاوقد روت عائشةرضي الله عنه، أحاديث كثيرة حتى عُدت من المكثرين الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذلك كله منها طلباً للفائدة منه، ولتسير على هديه صلى الله عليه وسلم، ومن ثم لتُفيد الآخرين وتفوز بشرف الدعوة لهذا الدين.
فما أحرى وأجدى بالنساءالمسلمات إلى أن يقتدين بهذه السيدة الجليلة في الاهتمام بالدعوة والتعليم، وأن يشغلن أوقاتهن بما ينفع في الدنيا والآخرة، وأن يصبحن شموعاً تضيء البيوت، وكل مكان يحللن فيه.
هذاوالله تعالى أعلم وصلى الله على نبينا وعلى آله وصحبه أجمعين)

نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 10  صفحه : 1774
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست