نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 10 صفحه : 1767
ـ[احمد الحنبلي]ــــــــ[07 - 04 - 2010, 11:38 ص]ـ
أولا أخي عمار أوافقك إجمالا في مقالك الأول ونقلك مع اختلافي مع الدكتور غانم في تحديد التواريخ إذ إنها غير دقيقة بالمرة وتحديد نشأة العلوم لايكون بالشهرة والتواتر العصري أي بما يسمعه الإنسان في عصره وإنما نشأة العلوم بأول من كتب وأول من دون ونظرة في كتاب سيبويه تعلم المرء أن تدوين الصوتيات قديم وهو داخل في علم النحو الذي كان قديما يحتوي أربعة علوم انفصلت عنه فيما بعد النحو والصرف والخط (ليس الخط العربي وإنما قواعد الكتابة وكان يطلق عليه الخط) وكذلك الصوتيات وأما إسهام ابن جني في علم الصوتيات فهو مرجع النابهين من المعاصرين لكن أخي ألا ترى أن ترتيب المعاجم الصوتية المعروفة يدل على معرفة دقيقة بعلم الأصوات بل ألا ترى أن علماء التجويد لا سيما من تأخر منهم كانوا على معرفة دقيقة بهذا العلم بل ودونوا فيه المسائل مثل نهاية القول المفيد لمحمد نصر مكي وتنبيه الغافلين للإمام العالم العلامة النوري الصفاقسي بل هذه الكتب وصلت في أبواب صفات الحروف إلى ما لم تصل إليه الدراسات الحديثة أخي إن علم الأصوات الحديثة كما قلت أنه يختلف عن علم الأصوات القديم أو قل الإسلامي باعتبار من قننه أخي إن اختلاف الجوهر واختلاف طريقة التناول واختلاف طريقة العرض لمؤذن بالفصل بين الشيئين وإن اشتركا في بعض المسائل وأعني بالجوهر هنا روح العلم أخي كان في نقلك قول أعجبني جدا وهو في مقالك الثاني (إنَّ علماء الأصوات ..... واجتهاداتهم في هذا الجانب لا يترتب عليها شيء من النَّاحية العملية) أخي هذه ليست من سمات العلوم الإسلامية في ما دون علم العقائد بل حتى المسائل العلمية في علم العقائد يترتب عليها عمل القلب فلو قلت ليس من سمات العلوم الاسلامية باطلاق لكنت مصيبا إن المسلمين لا يدونون بضرب من اللهو والعبث الفكري أو غيره بل يدونون فيما عليه العمل ولو ذهبت إلى التمثيل لك في هذا الأمر لكتبت لك متون العلوم كلها
أما قولك في المقال الثاني أن (إنَّ علم الأصوات لا يستطيع الاقتراب مما هو من قبيل الرواية، أما ما كان من قبيل الدراية ففيه مجالٌ للاجتهاد) كيف لايستطيع الاقتراب إذا لم يكن ما في كتاب سيبويه من الأصوات ونطقها من قبيل الرواية فليس النحو الذي فيه أيضا من قبيل الرواية هذا باعتبار بداية تدوين علم الأصوات ولما انتقل بعض هذا العلم إلى علم التجويد صار انتقاله بالرواية لامحالة وإلا لم كتب علماء التجويد في اللحن ونبهوا على الخطأ الواقع حال تلاوتهم الكتاب العزيز لم وجد اللحن فإن كان ذلك من قبيل الاجتهاد فيسوغ إذن لمن اعتبر العرف في تلاوة الكتاب العزيز وقرأ الذال زالا والثاء ساءا باعتبار أن العرف معتبر في أصول الفقه في العمل فكما اجتهد من وضع قوانين الصوت أهل مصر هذه طبيعتهم فاجتهدوا في استخدام العرف أخي هذا قول جزافي ومخاطره كبيرة هذا إن كان له مستند علمي أو دليل شرعي وأما أن نصوص الصوتيات ليست وحيا فهذا صحيح لكنها لغة العرب والقرآن نزل بلغتهم ولما لم يأتي الله بتغييره أو بأحكام تغاير كلامهم دل على إقرار الله للغتهم ولكيفية نطقهم ولما اختلفت طرائق نطقهم اختلفت قراءات القرآن المجيد أم قولك (والإحالة إلى أصواتٍ بديلة يجب الأخذ بها) فقد كان يا أخي لو عرفت مخرج حرف الضاد الذي وصفه العلماء وكذلك صفاته لوجدت أن الكثير من القراء والكثير أيضا من علماء الصوتيات أرادوا تغييره ألم تسمع بعالم الصوتيات الكبير الذي قال وصف الضاد إما أنه وصف كان مختصا بعصر سيبويه ولم يصلنا أو أن سيبويه أخطأ في الوصف فالأمر في كلا الحالين أن نطق الضاد صحيحا كما وصفه علماء التجويد ليس له وجود من زمن وعمل جماهير المسلمين من عصر سيبويه على خلافه ألا ترى أن هذا تحريف تاريخي لنطق الحرف صحيحا ولقد سألت عالم صوتيات آخر وخبير بمجمع اللغة بالقاهرة عن حرف الضاد فلما هذى بهذيان علماء الصوتيات الحالي سردت عليه نصوص العلماء السابقين من مجودين ولغويين وكان آخر من سردت قوله هو ابن الجزري فقال ابن الجزري ده مش عارف حاجة ولا علماء القراءات عارفين حاجة وكانت إجابته عن النصوص أنه حرف الضاد الذي أتى وضفه أنه وصف خطأ كل جماهير المسلمين وصفت خطأ وهو وعلماء الصوتيات من يعلمون الوصف الصواب
ثم رجعت وقلت (لأنهم يَعْلَمُون أنَّ التلقي من أفواه الشيوخ العارفين المتقنين هو الأصل الذي لا يجوز تغييره، فإنَّ القراءة سُنَّةٌ يأخذها الآخر عن الأول) طيب أول راو لذلك التلقي ولذلك النطق عمن أخذه لو كان بدعا من الفعل لكان طريقة خطأ ولو كان أخذه بالتلقي لكان صوابا إذن رجعنا إلى القول بأن الأصوات نقلت مع القراءة فلما فسدت الألسنة دونت
وأما نصيحتك التي قلت فهذا ما أنصح به أنا أيضا والتحري في البحث وتحمل النصب فيه
والله الموفق والهادي إلى سبيل الرشاد
¥
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 10 صفحه : 1767