responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 10  صفحه : 1746
11 - وعن جعفر بن حسين -رحمه الله- قال: رأيتُ أبا حنيفة في النوم، فقلتُ: ما فعل الله بك يا أبا حنيفة؟ قال: غفر لي. فقلتُ له: بالعلم؟ فقال: ما أضرَّ الفتيا على أهلها! فقلتُ: فبِم؟ قال: بقول الناس فيَّ ما ليس مني.

12 - وقال مالك -رحمه الله-: حدثني ربيعة قال: قال لي أبو خلدة -وكان نِعمَ القاضي! -: يا ربيعة! أراكَ تُفتي الناس، فإذا جاءك الرجل يسألك؛ فلا تكن همتك أن تُخرجه مما وقع فيه، ولتكنْ همتك أن تتخلص مما سألك عنه.

13 - وقال عبد الله -رحمه الله-: سمعتُ أبي يقول: كان سفيان لا يكاد يفتي في الطلاق، ويقول: من يحسن ذا؟ من يحسن ذا؟ وقال -في رواية أبي الحارث-: وددتُ أنه لا يسألني أحد عن مسألة أو ما شيء أشد علي من أن أسأل عن هذه المسائل البلاء، يُخرجه الرجل من عنقه، ويقلدك، وخاصة مسائل الطلاق والفروج -نسأل الله العافية-.

14 - وعن القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق -رضِي الله عنهم-: أنه جاءه رجل فسأله عن شيء، فقال القاسم: لا أحسنه. فجعل الرجل يقول: إني وقفتُ إليك لا أعرف غيرك. فقال القاسم: لا تنظر إلى طول لحيتي، وكثرة الناس حولي، واللهِ ما أحسنه! فقال شيخ من قريش جالس إلى جنبه: يا ابن أخي! الزمها، فوالله ما رأيتُك في مجلس أنبل منك اليوم. فقال القاسم: واللهِ لأن يقطع لساني أحب إليَّ من أن أتكلم بما لا علم لي به.

15 - قال ابن وهب - رحمه الله -: قال لي مالك بن أنس - وهو ينكر كثرة الجواب للمسائل -: يا عبد الله! ما علِمتَه؛ فقُل به ودُلَّ عليه، وما لم تعلم؛ فاسكتْ عنه، وإياك أن تتقلد للناس قلادة سوء.

وعن مالك -رحمه الله- قال: ما أجبتُ في الفتوى حتى سألتُ مَن هو أعلم مني: (هل تراني موضِعًا لذلك؟)، سألتُ ربيعةَ، وسألتُ يحيى بن سعيد فأمراني بذلك. فقيل له: يا أبا عبدِ الله! فلو نهَوكَ؟ قال: كنتُ أنتهي، لا ينبغي للرجل أن يرى نفسه أهلا لشيء ويبذلها؛ حتى يسأل مَن هو أعلم منه.

وعنه قال: ما أفتيتُ حتى شهد لي سبعون أني أهل لذلك.

وجاء -أيضًا- عن مالك بن أنس -رحمه الله-: أنه سمع عبد الله بن يزيد بن هرمز يقول: ينبغي للعالِم أن يحدِّث جلساءه مِن بعده (لا أدري)؛ حتى يكون ذلك أصلا في أيديهم يفزعون إليه [إذا] سئل أحدهم عما لا يدري قال: لا أدري.

وعن مالك -أيضًا-: أنه ربما كان يُسأل عن خمسين مسألةً؛ فلا يجيب في واحدة منها، وكان يقول: مَن أجاب في مسألة؛ فينبغي قبل الجواب أن يعرض نفسَه على الجنة والنار، وكيف يكون خلاصُه في الآخرة، ثم يجيب فيها.

وصح عنه أنه قال: ذُلٌّ ومهانةٌ للعلم أن تجيب كلَّ من سألك.

وقال -أيضًا-: ما شيء أشد عليَّ مِن أن أُسأل عن مسألة من الحلال والحرام؛ لأن هذا هو القطع في حكم الله، ولقد أدركتُ أهل العلم والفقه ببلدنا، وإن أحدهم إذا سئل عن مسألة كأن الموت أشرفَ عليه، ورأيتُ أهل زماننا هذا يشتهون الكلام فيه والفتيا، ولو وقفوا على ما يصيرون إليه غدًا؛ لقللوا من هذا، وإن عمر بن الخطاب وعليًّا وعامة خيار الصحابة كانت تَرِد عليهم المسائل -وهم خير القرن الذي بُعث فيهم النبي صلى الله عليه وسلم- وكانوا يجمعون أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- ويسألون؛ ثم حينئذٍ يُفتون. وأهل زماننا هذا؛ قد صار فخرُهم الفتيا! فبِقدر ذلك يُفتح لهم من العلم.

قال: ولم يكن من أمر الناس ولا مَن مضى مِن سلفِنا الذين يُقتدى بهم ومعوّل الإسلام عليهم أن يقولوا: (هذا حلال، وهذا حرام)، ولكن يقول: (أنا أكره كذا، وأرى كذا)، وأما (حلال وحرام)؛ فهذا الافتراء على الله، أما سمعت قول الله تعالى: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا أَنْزَلَ اللهُ لَكُمْ مِنْ رِزْقٍ فَجَعَلْتُمْ مِنْهُ حَرَامًا وَحَلالًا} [يونس: 59]؛ لأن الحلال ما حلله الله ورسوله، والحرام ما حرماه.

وسأل رجل مالِكًا عن مسألة، وذكر أنه أرسل فيها من مسيرة ستة أشهر من المغرب، فقال له: أخبِر الذي أرسلك أنه لا علمَ لي بها! قال: ومَن يعلمُها؟ قال: مَن علَّمه الله.

¥

نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 10  صفحه : 1746
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست