نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 10 صفحه : 1727
ـ[عائشة]ــــــــ[12 - 02 - 2010, 01:53 م]ـ
المدُّ المنفصل تُلتَزَم فيه حالةٌ واحِدةٌ؛ فإذا بدأ القارئُ قراءَته بمدِّهِ؛ فإنَّه يلزم المدَّ في سائرِ القراءةِ، وإذا بدأ قراءتَه بالقَصْرِ؛ فإنَّه يلزَم القصرَ، ولا يصِحُّ أن يمدَّ تارةً، ويقصِر أُخْرَى في نفسِ القراءةِ.
ويجدُر التَّنبيه علَى أنَّ مِن المدِّ المنفصِلِ: ما تلا هاء التنبيه، و (يا) النِّداء، وجاءَ بعده همز؛ نحو: ((هأنتم))، ((هؤلاء))، ((يأيُّها))، ((يإبراهيم))، وإن كُتِبَ ذلك مُتَّصلاً في المصحَف.
وليسَ من المدِّ المنفصل: ((هَاؤُم))؛ وإنَّما هو مَدٌّ واجِبٌ متَّصِلٌ، لا يجوزُ قصرُهُ.
والمدُّ المنفصِلُ يُمَدُّ في حالِ الوَصْلِ، فإذا وقفَ القارئُ عليه؛ فلا يُمَدُّ إلاَّ بمقدار المدِّ الطَّبيعي، ولا يُزادُ عليه -حينئذٍ-؛ قال ابنُ النَّاظمِ في «الحواشي المفهمة شرح المقدِّمة» عن المدِّ المنفصل: (وهذا المدُّ في الوَصْلِ، فإن وَقَفْتَ علَى حرفِ المدِّ؛ عادَ إلَى أصلِهِ، وسقطَ) انتهى.
والله تعالى أعلمُ.
ـ[الأسلمية]ــــــــ[14 - 02 - 2010, 01:03 ص]ـ
أيا عائشة: كأنك والله تنفضين الغبار عن ذاكرتي:)
فهذا تخصصي، لكن انكبابي على العلوم الأنفع - بعد تخرّجي - أنساني كثيرًا مما نقلتِ.
نعم أطبّق القواعد أثناء التّلاوة تطبيقًا عمليًّا، بل وأجيد ذلك تمامًا:)
لكن أبيات الشِّعر والتعاريف وغيرها مما يُحفظ نَسيته!
ربما تأثرتِ بموضوعكِ، فلم تضعي على النون الساكنة سُكونًا، وشدّدتِ على الياء، حتى تُدغم النون مع الياء - والياء من حروف الإدغام بغنة - فتكون حرفًا واحدًا مشددًا:)
ـ[جمال الجزائري]ــــــــ[14 - 02 - 2010, 12:54 م]ـ
ربما تأثرتِ بموضوعكِ، فلم تضعي على النون الساكنة سُكونًا، وشدّدتِ على الياء، حتى تُدغم النون مع الياء - والياء من حروف الإدغام بغنة - فتكون حرفًا واحدًا مشددًا:)
أولا جزى الله الأخت الفاضلة خير الجزاء وكتب أجرها، والموضوع غاية في الأهمية على بساطته ولكنه لمن رام تعلم فنون التجويد وإتقان التلاوة فلابد له ان ينتبه إلى هذه الملاحظات الدقيقة.
وبالنسبة لما قالته الأخت بخصوص الإدغام فحسب علمي أن الإدغام الناقص يكون فيه رسم السكون على النون وتشديد حرف الإدغام لأن النون لم تذهب بالكلية فقد بقيت صفتها لذلك سمي الإدغام ناقصا بخلاف الكامل أو التام فلا يرسم السكون لتبيين أن الإدغام كامل .... والله أعلم.
وتقبلوا مروري وأول مشاركة لي بينكم.
أمَّا عن كتابتي (أن يَّعْلَمَ) بتعريةِ النُّونِ منَ السُّكونِ، وتشديدِ الياءِ؛ فلأنِّي أرسُمُ الحَرَكاتِ علَى الحُروفِ بحسب نُطقي لها؛ فأكتب (كدتُّ) بتعريةِ المدغَمِ من السُّكون، وتشديد المدغَمِ فيه، وأكتُبُ بهذه الطَّريقةِ كُلَّ ما كانَ علَى هذه الشَّاكلةِ.
أمَّا عن إدغامِ النُّونِ في الياءِ والواوِ؛ فإنَّه يكونُ بغُنَّةٍ، وبلا غُنَّةٍ، وهو لجميعِ القراءِ بغنَّة، إلاَّ خلفًا عن حمزةَ؛ فإنَّه أدغمَ بلا غُنَّةٍ؛ قال الشَّاطبيُّ -رحمه الله- في «الحِرْز»:
وكُلٌّ ب «ينمو» أدغَموا مع غُنَّةٍ ... وفي الواوِ واليا دونَها خَلَفٌ تَلا
وما ذَكَرَهُ الأستاذ/ جمال الجزائريُّ -في ضبطِ ما كانَ مِنَ الإدغامِ النَّاقصِ- هُو المتَّبَعُ في المصحَفِ المكتوبِ برواية وَرْشٍ عن نافعٍ، ولعلَّ هذا هُو المتَّبَعُ عند المغاربةِ؛ لأنَّ المُصحَفَ كُتِبَ علَى طريقتهم، وقد جاءَ في آخرِ مُصحفِ المدينة برواية ورشٍ عن نافعٍ ما نصُّه:
(ووضعُ علامة السُّكونِ فوقَ المدغَم، وعلامة التَّشديد فوق المدغَم فيه: يدلُّ علَى إدغام الأوَّل في الثَّاني إدغامًا ناقصًا؛ بحيث يذهب معه ذات المدغَم مع بقاء صفتِه، فالتشديد يدلُّ علَى الإدغامِ، ووَضْعُ السُّكونِ يدلُّ علَى النُّقصانِ، ويشمَلُ ذلك ما يلي:
(أ) إدغام النُّون السَّاكنة في كُلٍّ من الياء والواو؛ نحو: ((منْ يَّشَاءُ))، ((مِنْ وَّلِيٍّ))، وكان الإدغام هنا ناقصًا؛ لبقاء صفة الغُنَّةِ.
(ب) إدغام الطَّاء السَّاكنة في التَّاء؛ نحو: ((بَسَطْتَّ))، ((أَحَطْتُّ))، وكان الإدغامُ هنا ناقصًا؛ لبقاء صفة الإطباق) انتهى.
أمَّا في المصحفِ المكتوب برواية حفصٍ عن عاصمٍ؛ فإنَّ المتَّبَع في ضبطِ الإدغامِ النَّاقصِ: أن يُّجَرَّدَ المدغَم من السُّكونِ، مع عدم تشديد المدغَم فيه؛ هكذا: ((مَن يَقُولُ))، ((مِن وَالٍ))، ((فَرَّطتُمْ))، ((بَسَطتَ))، ((أَحَطتُ)).
وقد اتَّفقَ المشارِقةُ والمغاربةُ في أنَّ المدغمَ إدغامًا كامِلاً يُعرَّى من السُّكون، مع تشديد التَّالي له المدغَم فيه؛ نحو: ((مِن لِّينَةٍ))، ((مِن رَّبِّكَ))، ((مِن نُّورٍ))، ((مِن مَّاءٍ))، ((أُجِيبَت دَّعْوَتُكُمَا))، ((عَصَوا وَّكَانُوا))، ((بَل رَّفَعَهُ اللهُ إلَيْهِ)) ... ، وكذا: ((نَخْلُقكُّم)) علَى الوجْهِ المقدَّمِ في الأداءِ. والإدغام الكاملُ: هو الَّذي يذهَبُ معه ذاتُ المدغَم وصفتُهُ.
والله تعالَى أعلمُ.
¥
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 10 صفحه : 1727