قال الله تعالى: ((فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ)) [الشُّعراء: 63].
يجوزُ في راء ((فِرْقٍ)) التَّفخيم والتَّرقيق.
جاءَ في «أحكامِ قراءةِ القرآنِ الكريم» (158)، للشَّيخ الحُصَريِّ -رحمه الله-:
(ويجوزُ الأمران في راءِ ((فِرْقٍ)) في سورة الشُّعراءِ.
قال الشَّيخ المرعَشيُّ:
اختلفَ أهلُ الأداء في تفخيم راء ((فِرْقٍ))؛ فمنهم مَنْ فخَّمَها نظرًا إلى وجودِ حرف الاستعلاء بعدها، ومِنهم مَن رقَّقَها للكَسْر الَّذي في حرف الاستعلاء؛ لأنَّ حرف الاستعلاء قد انكسرت قُوَّتُه المفخمة؛ لتحرُّكه بالكسر المُناسِب للتَّرقيق، أو رُقِّقَتْ لكسر ما قبلها وما بعدها؛ فيكون وَجْه ترقيقِها: ضعفها؛ لوقوعها بين كسرتَيْن، حتَّى ولو سكنتِ القافُ في الوَقْف؛ نظرًا لعُروض هذا السُّكون.
قال الدَّانيُّ:
والوَجْهان جيِّدان؛ ولكنَّ الرَّاجح هو التَّرقيق، وهو المأخوذ به، المُعوَّل عليه) انتهى.
ينبغي علَى القارئِ أن يُّراعِيَ تخليصَ الحُروفِ؛ فلا يُؤثِّر المفخَّم في المرقَّق، ولا المرقَّق في المفخَّم إذا تجاورا؛ بل يُعطَى كُلُّ حَرْفٍ ما يستحقُّهُ من صفةٍ.
ففي كلمة (القَمَر) -مثلاً-: تجاورَ حرفانِ: مفخَّم (وهو القاف)، ومرقَّق (وهو الميم)؛ فلا تُفخَّمُ الميمُ لمجاورتِها القافَ المفخَّمة؛ وإنَّما تُرقَّقُ.
ـ[عائشة]ــــــــ[08 - 02 - 2010, 07:29 م]ـ
ليس في إدغامِ الواوِ في مثلِها غُنَّة؛ نحو قولِه تعالَى: ((عَصَوا وَّكانوا))، وقوله: ((اتَّقَوا وَّآمَنوا))، وقوله: ((فنَادَوا وَّلاتَ))، وقوله: ((آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ)). فعند إدغامِ الواو في الواوِ: يُؤتَى بواوٍ واحدةٍ مشدَّدةٍ، بلا غُنَّةٍ؛ كنطقكَ الواو المشدَّدة في نحو: ((أوَّل))، و ((يطَّوَّف))، ولا يُفْعَلُ فيه مثلما يُفعَلُ عند إدغام النُّونِ في الواوِ؛ نحو: ((مِن والٍ)).
ـ[عائشة]ــــــــ[09 - 02 - 2010, 01:21 م]ـ
علَى القارئِ أن يَّعلمَ ما يُدْغَمُ مِنَ الحروفِ -في روايةِ حفصٍ عن عاصمٍ- ممَّا لا يُدْغَمُ؛ فعلَى سبيلِ المثالِ: تُدغَمُ التَّاء في الدَّالِ؛ نحو: ((فلَمَّا أثقلَت دَّعَوَا))؛ فتذهب التَّاء، ويبقَى حَرْفٌ واحِدٌ مشدَّد؛ هو الدَّال. وكذلك: تُدغَمُ التَّاءُ في الطَّاءِ؛ نحو: ((لَهَمَّت طَّائفةٌ))، والدَّال في التَّاء؛ نحو: ((ولقد تَّرَكْنَا)) ...
والإدغامُ في الأمثلةِ السَّابقةِ: إدغامٌ كامِلٌ، وعلامتُهُ: أن يُّجَرَّدَ الحَرْفُ المُدْغَمُ مِنَ السُّكون، وتوضع الشَّدَّةُ علَى الحرفِ التَّالي له، المدغَمِ فيه.
وعلَيه: فلا إدْغامَ في نحو: ((كذَّبَتْ ثَمُودُ))، ((وَلَقَدْ ضَلَّ))، ((ولَقَدْ ذَرَأْنَا))، ((إذْ سَمِعْتُموهُ)) ... ؛ وإنَّما الواجِبُ إظهارُ كُلُّ ذلك عند حفصٍ.
¥
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 10 صفحه : 1726