|
||||
| نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 10 صفحه : 1715 | ||||
|
التعليم ... القصاص .... والسن بالسن ـ[أبو عبد القادر]ــــــــ[24 - 02 - 2010, 02:35 م]ـ أثناء التدريس بلغ الغضب مني مبلغه بسبب تلميذ مشاكس داخل الصف، الذي قل حياؤه وكثر شغبه، فضربته بيدي على وجهه. بعد الحصة التدريسية جاء والده منذرا بأن ولده قد سقطت منه سنا أثناء ضربي له؟ هذه حكاية واقعية أسردها يمكن من خلالها بحث عدة مسائل كـ: - الضرب من أجل التعليم والتأديب وضوابطه. - الصفات الواجب توفرها لمن يِؤهل للتدريس. - كيفية التعامل مع أنماط من التلاميذ يجبرون على التعليم جبرا (قانون إلزامية التعليم للجميع) في إطار قوانين لا تسمح بضرب التلاميذ (ولو بزهرة). - القصاص بخصوص السن بالسن. ـــــــــــــــــــــــ وما دفعني لطرح هذا الموضوع هو المسألة الأخيرة (القصاص). للدواعي التالية: - حين ضربت التلميذ لم أكن أتعمد إذاءه لهذه الدرجة ولم أنوي إسقاط سنه. - لم يتبين لي أثناء الحصة الدراسية سقوط سنه ولم يخبرني التلميذ بذلك. - عمر التلميذ يحتمل أن تكون سنه التي سقطت هي سن تبديل (فلعل أنها كانت غير ثابتة وأنها كانت ستسقط ليتم ظهور سن بدلها). - ثم هل فعلا سقطت له سنا وليس مجرد دعوى كاذبة (إن لم يكن من ولي التلميذ فمن التلميذ نفسه). التحري على كل هذا كيف يتم وبما يثبت؟ انشغلت بهذا الأمر وأهمني كثيرا، فما عاد الأمر يتناول مسألة مأزق إنحدار مستوى التعليم ,المعلمين والمتعلمين على السواء، (لأن هموم التعليم بعوائقه وإشكالاته المؤرقة في ظل بيئة لا توفر مناخ التعليم وفي وسط يكبل المعلم ويوأد التعليم، دفعني إلى خلع هذه المهنة من رقبتي وترك هم مسؤولية التعليم نهائيا إلى غير رجعة، من تلقاء نفسي وندمت على اختياري لهذا المسار أيما ندم) فالقصاص واجب. لكن كيف يتم القصاص - هذا ما خطر في بالي فعلا- حتى أتحلل من هذا؟ السن بالسن: أي ستسقط لي سنا مقابل ما أسطت له سنا. ولكن كيف: هل بالضرب ومن يضمن أنه سيسقط سنا واحدة أثناء ضربه لوجهي، وكيف يعرف بأنه سيسقط السن المقابلة لسنه التي سقطت؟ وهل إذا أسقط أكثر من واحدة، هل أعاود ضربه قصاصا من أجل اسقاط أسنانا زائدة؟ ثم أنه إذا ضربته ثانية، كيف أتحقق من اسقاط أسنان معدودة ومن مواضع محددة مماثلة؟ وإذا أخطأت أنا في هذه المرة، هل سيستمر هكذا دواليك، حتى يفقد كل منا فمه كاملا، فيتحقق القصاص بالتمام والكمال. بل لعله أيضا يشكل فيما عند الكبير من أسنان لم تتكون بعد للصغير كيف يكون أمرها. عقب هذه الحادثة أقض الهم مضجعي، وعشت كوابيسا كان فمي مسرحا لها، وما أن جاء الصباح حتى قابلني المدير مبشرا أن ولي التلميذ قد تنازل عن حقه مسامحا، فحمدت الله أن نجاني من اجتهدات بشرية كانت ستطبق علي، ومحافظة على فمي وأسناني وحرصا على عدم الحاق الأذى بأسنان الآخرين، استقلت من هذه المهنة مكمما فمي إلى أبد الآبدين بالابتعاد عن تعليم الآخرين، فذلك اسلم لي في الدنيا والدين. |
||||
| نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 10 صفحه : 1715 | ||||
|
www.eShia.ir