نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 10 صفحه : 1688
وكانَ في اللَّجنةِ العلميَّةِ للدَّائِرةِ مَن على شاكلةِ المذكُورِ كـ (محمُود حَسن الدِّيوبندي) المتَّهمِ بالتَّحريفِ وغيره من المخازي و (مُناظِرْ أحسَن الكيلاني ـ أو الجيلاني ـ) الصُّوفيُّ المتعصِّبُ. وانظُر إشارةً عن تحريفِهم في كلامَ الشَّيخِ المعلِّميِّ في (التَّنكيلَ 1/ 211).
وكانَ بينهُم صِنفٌ آخرُ منَ التَّحرُّريِّينَ والحداثِيِّينَ، منهُمْ السِّير ـ لقبٌ كانَ البريطانِيُّونَ يَمنحُونهُ لكلِّ من يخدمُ أطماعَهم الاستِخرابِيَّةِ ـ سَيِّد أحمدْ خانَ، الَّذي قالَ عنهُ بعضُ مُتَرجِميه: (كانَ لا يُصلِّي ولا يَصُومُ غالبًا)!، وهُوَ مؤسِّسُ دعوةِ إنكارِ السُّنَّةِ في شِبهِ القارَّةِ الهِندِيَّةِ. انظرْ (اهتِمامَ المحدِّثينَ بِنقدِ الحديثِ سندًا ومتنًا ودحضُ مزاعِمِ المستَشْرِقينَ وأتباعِهمْ) رسالةُ دكتُوراةِ الشَّيخِ محمَّد لُقمانَ السَّلفيِّ حفظهُ الله (ص: 455 فما بعدها، ط: دار الدَّاعي للنَّشرِ والتَّوزيعِ بالرِّياضِ).
والقَصدُ مِن هذِه الإطالةِ التَّبصُّرُ في الاعتِمادِ على شَيءٍ مِن طبعاتِ هذه الدَّائِرةِ أو ما صُوِّرَ عنها أو اعتُمِدَ عليهِ في تَحقيقٍ حديثٍ إلَّا ما زكَّاهُ العلماءُ الخبرَاءُ أو قامَ عليه أحدُ أهلِ السُّنَّةِ المتجرِّدينَ كالشَّيخِ رحمهُ الله تعالى.
(6) ذُكِرَ الشَّيخُ في النَّشرةِ المذكُورةِ (ص: 15) ولُقِّبَ بِـ (حضْرةِ الفاضِلِ الجليلِ)، و (حضرة أوحضرتْ) لقبٌ أعجَميٌّ مصدرُه الصُّوفِيَّةُ ـ فلهذه الكلمة عندهم شأن وأي شأن ـ ولا زالَ عوامُّ العَجمِ ـ إلى زمانِنَا ـ يقُولُون للشَّيخِ أو العالِم: (هُزُور = حضُور) أو (هَزْرَتْ = حضرتْ)، يقصِدُونَ الاحتِرامَ والتَّبجيلَ ولا يدرُونَ ما وراءَ هذَا اللَّقبِ مِنَ الدَّاءِ الوبيلِ!!، بل دخلت في لغة العرب ـ لا سيما المصريين ـ وغالب الظن أنها عن طريق العثمانيين الأتراك.
وقدْ رحلَ الشَّيخُ رحمهُ الله إلى الهِندِ وعيِّنَ في الدَّائِرةِ سنةَ 1342، ومكثَ في عملِه بها قرابةَ 30 عامًا حقَّقَ فيها وعلَّقَ على كثيرٍ منَ الكُتُبِ، منها على سبيلِ المثالِ: التَّاريخُ الكبيرُ للبخاريِّ وتاريخُ جُرجانَ للسَّهْمِيِّ والموضِحُ لأوهامِ الجمعِ والتَّفريقِ للخطيبِ البغداديِّ والإكمالُ لابنِ ماكولا وتذكَرةُ الحفَّاظِ للذَّهبيِّ والأنسابُ للسَّمعانِيِّ رحمهمُ الله تعالى، إضافةً إلى ما شاركَ في تحقيقِه.
(7) وُلِدَ يَومَ النَّحرِ من سَنةِ 1310 وتُوفِّيَ يومَ الأربِعاءِ 13 رجب سنةَ 1395 عنْ 85 سنةً، كتَبَ ذلِكَ ـ في خاتِمةِ تَقديمِهِ للكِتابِ الَّذي طُبِعَ بِتَحقيقِه وهُو (النَّفقاتُ) لأبي بكرٍ الخصَّافِ وشَرحُه لحسامِ الدِّينِ البُخاريِّ عنْ لَجنةِ إحياءِ المعارِفِ النُّعمانِيَّةِ الَّتي أنشأها بِنفسِه ـ أحدُ طُلَّابِه، وذَكرَ أنَّ تَرجمتهُ مثبتةٌ في نِهايةِ شَرحِهِ لِكتابِ الآثارِ لمحمَّد بنِ الحسنِ الشَّيبانيِّ رحمهُ الله، الَّذي نَشَرتهُ اللَّجنَةُ المذكُورةُ، ولهُ تحقيقاتٌ ومصنَّفاتٌ غيرُ هذَا ولعلَّ جلَّها لا يَخرُجُ عنِ المذهبِ الحنفيِّ، لكن رأيتُ عندَه ما يَحتاجُ إلى توقُّفٍ وتأمُّلٍ.
(8.) عرَّفَ بَعضُهُم المقالَةَ بِأنَّها (قِطعةٌ من النَّثرِ مُعتدِلةُ الطُّولِ تُعالِجُ مَوضُوعًا ما مُعالجةً سريعةً مِن وِجهةِ نظرِ كاتبِها) وقالَ إنَّها (بنتُ الصَّحافةِ نَشأتْ بنَشأتها وازدَهرتْ بِازدهارِها)!!، وقالَ آخَرُ عنْ خصائِصِها وسِماتِها إنَّها (تُلِمُّ بالمظاهِر الخارجيَّةِ لِلمَوضُوعِ بطريقةٍ سَهلةٍ سَريعةٍ، ولا تُعنَى إلَّا بالنَّاحيَةِ الَّتي تمسُّ الكاتبَ عن قُربٍ)، ويُقَسِّمونَها من حيثُ الموضُوعُ إلى: اجتماعِيَّةٍ وسِياسِيَّةٍ، ومن حيثُ الأسلُوبُ إلى: عِلميَّةٍ وأدبِيَّةٍ، وهذه الرِّسالةُ ـ كما هُو بيِّنٌ ـ: اجتماعِيَّةٌ أدبيَّةٌ.
¥
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 10 صفحه : 1688