responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 10  صفحه : 168
متعة الموضوعية والاتزان
ـ[عمر بن عبد المجيد]ــــــــ[15 - 08 - 2013, 05:58 ص]ـ
متعة الموضوعية والاتزان

عمر بن عبد المجيد البيانوني

facebook.com/OMARBIANONY (http://www.facebook.com/OMARBIANONY)

1 ـ آفة الكلام سطوة الهوى، ونشوة النفس بالتميُّز والترفُّع على الأقران، فإذا اجتمع إلى ذلك نقد أفكار الآخرين وأقوالهم، وكشف أخطائهم كان لذلك متعة للنفس، تزيد من غلوائها، وتتجاوز حدَّها إلى التجريح والتسفيه والاتِّهام ..

وقلَّ مَنْ ينتبه لآفات النفس في ذلك، ويقف بها عند حدِّ الشرع وأدب الحوار والقول .. ومن يجاهد نفسَهُ، ويتجرَّد عن تلك الآفات يثمر حواره، وينتفع الناس بكلامه، ويعوِّضه الله بفضله متعة أعظم، ألا وهي متعةُ الموضوعيةِ والاتِّزانِ!

2ـ لقد ضاعتْ كثيرٌ من الحقائق بين المبالغين في المدح والمجاملة وبين المبالغين في الذم والانتقاص ..
أصبحتُ لا أثق بكثير مما يقال في تراجم الناس وسِيَرهم.
فبعضهم لمحبته لشيخه لا يترك فضيلة إلا وينسبها إليه ويجعله عالماً متفنناً في أكثر العلوم. وفي المقابل إذا كان بينه وبين غيره خلاف أنكرَ فضلَهُ وجحدَ علمَهُ ..
رَحِمَ اللهُ المحدِّثين أصحابَ النزاهةِ والدقةِ في الحكم على الرجال.

3ـ إنَّ الذي يريد أنْ يصلَ إلى الحقيقة عليه أنْ يبتعدَ عن كلِّ أشكال التعصب، فتكون غايته هي الوصول إلى الحقِّ، فلا يهمه من أيِّ شخص جاء هذا الحق، ولا في أيِّ مذهب أو جماعة أو اتجاه وُجِد.

4ـ إنَّ الحقَّ ليس محصوراً في شخص أو فئة واحدة، فما معنى أنْ يزعم أحدهم أنه يبحث عن الحقِّ ثم لا تجده إلا منتصراً لشخص واحد أو طائفة واحدة في كل اجتهاداته، ويبالغ في الرد والتعنيف على كلِّ من يخالف ذلك!

5ـ وكثيراً ما يكون الحق موزعاً بين طرفين أو أطراف، فيكون هناك جزء من الحق عند طرف وجزء آخر عند الطرف المقابل، وقد يكون عند كلا الطرفين شيء من التطرف، وكلاهما متطرف في اتجاهه، فالباحث عن الحقيقة عليه أنْ يأخذَ الحقَّ من كلا الطرفين، ويترك الخطأ والتطرف من كلا الطرفين .. ولا يكون همه منصرفاً إلى الدفاع عن اتجاه معين فيلوي النصوص والأدلة، ويتكلف في الاستدلال له بأدلة بعيدة، وكل هذا فقط ليوافق الاتجاه الذي هو عليه!

6ـ إنَّ الحماسَ للحقِّ، لا يبرِّرُ الخروجَ عن الحقِّ.
من العجيب أن تجد من يريد الدفاع عن الحق، فلا يتورع من الوقوع في أباطيل كثيرة في سبيل الوصول إلى غايته من الحق! عجباً له، ألم يعلم أنَّ الغايةَ لا تبرر الوسيلة، وأنَّ الحقَّ لا يحتاج في إثباته إلى باطل يقوِّيه، فالحقُّ يستمدُّ قوَّته من ذاته، والباطلُ ضعيفٌ في نفسه، يكفي أنْ تدحضه بكل حيادية وموضوعية، فلا يلبث أنْ ينكشفَ زيفُه وعوارُه، وتُمحَى معالمه وآثارُه، فهي مبنية من خيوط العنكبوت الواهية ..

إن الحماسَ للحقِّ، لا يبرِّرُ الخروجَ عن الحقِّ، فلا يصح لمن يبيِّن الحقَّ أنْ يعتذر لشدته وقسوته في كلامه أنه مع الحقِّ؛ لأنَّ الحقَّ يقتضي منه أنْ يدافع عنه بمنهج الحقِّ فيكون هادئاً بعيداً عن الإساءة والتجريح لمن يختلف معه.

أما من يجعل اهتمامه بالشخص أكثر من اهتمامه بالفكرة، ويسيء إلى مَنْ يختلف معه ويلمزه وينتقصه، فعليه أن يعلم أنه صاحبُ هوى وأنَّ نيَّتَهُ غيرُ خالصة وإن ادَّعى الإخلاص والنزاهة!

7ـ منهج (لَيْسُوا سَوَاءً). عندما تحدَّثَ الله تعالى عن أهل الكتاب الكافرين بما أُنزل على النبي عليه الصلاة والسلام وذمَّهم بقوله سبحانه: (ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلا بِحَبْلٍ مِنَ اللهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ وَبَاؤوا بِغَضَبٍ مِنَ اللهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ المَسْكَنَةُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللهِ وَيَقْتُلُونَ الأنبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ).
¥

نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 10  صفحه : 168
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست