نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 10 صفحه : 1651
1 - ينبغي علي قارئ القرآن أن يقرأهُ علي أكمل الحالات: من طهارة وإستقبال قبلة فلا يمسه إلا طاهر, ومن حرمته أن يقرأه وهو علي طهارة , وأنهم أجازوا للمحدث قراءة القرآن الكريم بلا مس له بيد أو جزء منه ولذا يحل تقليب أوراقه بعوده أو نحوه , والصحيح عدم جواز المس إلا بطهارة كاملة عند الثلاثة وكذا عند مالك لغير متعلم وعالم، فقد قال الله في كتابه: (أنه لقرآن كريم في كتاب مكنون لا يمسه إلا المطهرون) وقال رسول الله صلي الله عليه وسلم: (لا يمس القرآن إلا طاهر) أخرجه النسائي , كما تمنع الجنابة من قراءة القرآن إلا الإستعاذة , إلا أنهم أجازوا للجنب والحائض والنفساء تلاوة القرآن لضرورة إذا كانت المرأة مثلاً معلمة أو دارسة أو التي تقرأ وردها في الليل أو النهار… , لكن الأفضل أن يقرأ القرآن علي طهارة لقوله صلي الله عليه وسلم حين رد السلام عقب التيمم: (إني كرهت أن أذكر الله إلا علي طهارة) أخرجه أبو داود وغيره , ومن حرمة القرآن أن يستاك قارئه ويتخلل فيطيب (فمه) إذ هو طريق القرآن , قال يزيد بن أبي كعب (إن أفواهكم طريق من طرق القرآن فطهروها ونظفوها ما أستطعتم) ومن حرمته أيضاً أن يلبس الثوب كما يلبس للدخول علي الأمير لأنه مناج ربه , فقد كان أبو العالية: إذا قرأ القرآن إعتم أي لبس العمامة , وأرتدي ثيابه , وأستقبل القبلة , ومن حرمه القرآن أن يُمسك عن القراءة إذا تثاءب لأنه مُخاطب ربه ومُناج ٍله سبحانه وتعالي , والتثاؤب من الشيطان , ومن حرمته أن يخلو بقراءته حتي لا يقطع عليه أحد الكلام فيخلطه بجوابه لأنه إن فعل ذلك زال عنه سلطان الإستعاذة الذي إستعاذ به في البدء.
2 – إن يرتله ولا يسرع في تلاوته فلا يقرأ في أقل من ثلاثة ليالي , فلو قرأ في أقل من هذا فلن يفقه , كما قال الصادق المعصوم صلي الله عليه وسلم.
3 – أن يلتزم الخشوع عند تلاوته وأن يظهر الحزن وأن يبكي أو يتباكي إن لم يستطيع البكاء.
4 – أن يحسَّن صوتهُ بالقراءة (زَينُوا القرآنَ بأصَواتِكمْ) أو كما قال صلى الله عليه وسلم.
5 – أن يسر تلاوته إن خشي علي نفسه رياء أو سمعة أو كان يشوش علي المصلين.
6 – أن يتلوه بتدبر وتفكر وتعظيم وإستحضار قلب وتفهم لمعانيه فإذا مر بآية وعد بالمغفرة ودخول الجنة إستبشر , وإذ مر بآية وعيد وعذاب إستعبر وسأل اللهَ العافية.
7 – إذا وضع المصحف لا يتركه مفتوحاً بغير قراءة , وألا يضع فوقه شيئاً من الكتب حتي يكون أبداً عالياً لسائر الكتب.
8 – أن لا يكون عند تلاوته من الغافلين عنه المخالفين له إذ قد يتسبب في لعن نفسه لأنه إن قرأ (ألا لعنه الله علي الكاذبين) وكان كاذباً أو ظالماً فإنه يكون لاعناً لنفسه.
9 – يجتهد في أن يتصف بصفات أهل القرآن كما قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه (ينبغي لقارئ القرآن أن يعرف بليله إذ الناس نائمون , وبنهاره إذ الناس مفطرون , وببكائه إذ الناس يضحكون , وبورعه إذ الناس يخوضون , وبخشوعه إذ الناس يختالون , وبحزنه إذ الناس يفرحون).
الحرب على القرآن
{إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون}
… هذه هي الآية التاسعة من سورة الحجر في القرآن الكريم وهي وعد ٌمن الله الذي أنزله بأن يحفظه , ولم يكن في مقدور سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم ولا أحد من البشر من بعده أن ينفذ هذا الوعد , وإنما كان حفظه بمحض قدرة الله , والواقع الذي نعيشه يؤكد أن الوعد قد تم ويزدادُ الإعجاز عبر الزمان من كل جهة , فإن القرآن لم يُحفظ ْفي المكتبات بعيداً عن الناس , بل حَفِظَهُ الأطفال بالملايين في كل مكان , وزاد من الإعجاز أن حفظه من لم يتعلم العربية ولم يعرف فيها كلمة واحدة.
… وقد تعرض القرآن الكريم ولا يزال يتعرض لمحاولات التحريف , ومحاولات الترجمة الخاطئة السيئة النية , أو محاولة تقليده بسئ الكلام وركيكه فلم يزحزحه هذا عن مكانته ولم يؤثر فيه , ولم تفلح كل تلك المحاولات متفرقة ومجتمعة في نيل غرضها.
1) قالوا أن الذي علم سيدنا محمد هو ورقة بن نوفل إبن عم زوجته خديجة وأنه هو الذى هيأه وأنشأه للنبوة، والتاريخ يُكَّذب كل هذا فورقة مات قبل البعثة.
¥
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 10 صفحه : 1651