نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 10 صفحه : 1640
د – إن اللفظ قد يكون عاماً ويقوم الدليل علي تخصيصه , فإذا عُرِفَ السبب قصر التخصيص علي ما عدا صورته.
هـ – معرفة اسم النازل فيه الآية وتعيين المبهم فيها.
و– الجهل بأسباب التنزيل موقع للشبه والإشكالات , ومورد للنصوص الظاهرة مورد الإجمال حتى يقع الإختلاف وذلك مظنة أي نزاع.
والطريقة والوحيدة لمعرفة أسباب النزول هو النقل الصحيح , ومن أراد المزيد فعليه بقراءة كتاب (أسباب النزول) لأبي الحسين علي الواحدي النيسابوري , فإن هذا للإشارة – أى ما أكتبه – حتي يعرف المسلم كم أجهد العلماء أبدانهم وعقولهم في تقصي علوم القرآن فلا يستهين , وبالله نستعين ونكمل.
لماذا نزل القرآن مفرقاً؟
1 - تثبيت قلب النبي صلي الله عليه وسلم علي ما يلاقيه من أذي وجحود من المشركين.
2 - التحدي والإعجاز لأهل قريش في أسئلتهم التعجيزية , وجواب الله الذي يأتي بالحق.
3 - مسايرة الحوادث والطوارئ في تجددها وتفرقها.
4 - التدرج في تشريع الأحكام.
5 - تنشيط الهمم لقبول ما نزل من القرآن وتنفيذه.
6 - تيسير حفظه وفهمه حيث كانوا يحفظونه خمساً خمساً.
7 - الدلالة القاطعة علي أن القرآن الكريم تنزيل من حكيم حميد , وهو أن هذا القرآن الذي نزل منجماً علي رسول الله صلي الله عليه وسلم في أكثر من عشرين سنه تتنزل الآيات بل الآية علي فترات من الزمن يقرؤه الإنسان ويتلو سورة فيجده محكم النسج , مترابط المعاني , رصين الأسلوب , متناسق الآيات والسور , كأنه عقد فريد نظمت حباته بما لم يعهد له مثيل في كلام البشر , إذ لو كان كلاماً بشري قيل في مناسبات متعددة , ووقائع متتالية , وأحداث متعاقبه ,لوقع فيه التفكك والإنفصام , وأستعصيأن يكون بينه التوافق والإنسجام: (ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه إختلافاً كثيراً)
المكي والمدني في القرآن
ما الذي يقصد بوصف السورة بأنها مكية أو مدنية؟
… للعلماء ثلاثة أقوال أو إصطلاحات في التعريف فمنهم من أتخذ المكان أساساً , ومنهم من اتخذ الخطاب والمخاطبين به أساساً , مثل إذا قيل يا أيها الناس فهو مكي , وإذا قيل يا أيها الذين آمنوا فهو مدني , غير أنهم إجتمعوا علي التعريف الثالث وهو: ما أتخذ الزمان أساساً فقالوا: أن المكى هو كل ما نزل قبل هجرة النبي صلي الله عليه وسلم حتي ولو كان شئ منه نزل خارج مكة , والمدني هو كل ما نزل بعد هجرته صلي الله عليه وسلم إلي المدينة حتى ولو كان نزوله خارجها بل حتي ولو كان نزوله في مكة ذاتها كالذي نزل بعرفة يوم حجة الوداع , وهذا هو الإصطلاح المشهور وهو الأصح لأنه أتي ضابطاً وحاصراً وهو ما كان يقصده الصحابة أيضا لأنهم عدوا التوبة والفتح والمنافقون قرآن مدني , ومعلوم أن التوبة لم تنزل كلها بالمدينة بل كثيراً منها نزل والرسول صلي الله عليه وسلم في طريق عودته من تبوك , وسورة الفتح نزل علي النبي صلي الله عليه وسلم وهو في طريق عودته من صلح الحديبية , وكذلك نزلت سورة المنافقون وكان صلي الله عليه وسلم في غزوة بني المصطلق وهذا ما قال به ابن عطية , والحافظ بن كثير , والعلامة البقاعي , والزركشي والسيوطي.
… ولا سبيل إلي معرفة المكي والمدني إلا بما ورد عن الصحابة والتابعين , فقد كان القرآن ينزل في زمانهم وهم يشاهدون الوحي والتنزيل والمكان والزمان وأسباب النزول عياناً , وليس بعد العيان بيان , وهذا ما كان يقصده سيدنا عبد الله بن مسعود حين يقول:
(والله الذي لا إله غيره ما نزلت سورة من كتاب الله إلا وأنا أعلم أين نزلت , ولا نزلت آية من كتاب الله إلا وأنا أعلم فيما نزلت , ولو أعلم أن أحداً أعلم مني بكتاب الله تبلغه الإبل لركبت إليه)
… والعلم بالمكي والمدني وإن لم يكن منصوصاً عليه توقيفاً ولا مطلوباً في تحصيله بنص فإنه من بين علوم القرآن اللازمة لبيانه وتفسيره والوقوف علي مقاصده , لكن الزركشى يسوق كلاماً في لزوم معرفته فيقول " من أشرف علوم القرآن , نزوله وجهاته وترتيب ما نزل بمكة وما نزل بالمدينة وحكمه مكي وما نزل بمكة وحكمه مدني …إلي قوله هذه خمس وعشرون وجهاً من لم يعرفها ويميز بينها لم يحل له أن يتكلم في كتاب الله تعالي).
¥
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 10 صفحه : 1640