نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 10 صفحه : 1638
2) جُمِعَ القرآن في عهد سيدنا أبو بكر الصديق , فقد حدث ما حَمَّله ُعلي جمع القرآن في مصحف واحد , وهو موت كثير من حفظة القرآن من الصحابة في موقعة اليمامة , وقام زيد بن ثابت وهو من كتبة الوحي بجمعه وترتيبه , وقد راعي في كتابة الصحف أن تكون مشتملة علي ما ثبتت قرآنيته متواتراً وأستقر في العرضة الأخيرة , ولم تنسخ تلاوته , وأن تكون مرتبة الآيات والسور جميعاً , ثم وضعه في بيت أبو بكر , ولما توفي وضع في بيت عمر بن الخطاب , ولما توفاه الله أيضاً أستقرعند السيدة حفصة بنت عمر بن الخطاب.
3) ولما كانت غزوة أرمينية وإذربيجان في السنة الثالثة من خلافة سيدنا عثمان بن عفان , ووقع الخلاف بين القراء في وجوه القراءة , وأتهم كل منهم الأخر بالخطأ والتحريف , وحين إذ أدرك سيدنا عثمان بن عفان خطر هذا الخلاف , ووأده بوضع حد له بجمع القرآن ونسخه في مصاحف توزع علي البلدان الإسلامية وإحراق ما عداه , واختار لهذه المهمة أربعة من كبار الصحابة وهم (زيد بن ثابت , عبد الله بن الزبير , سعيد بن العاص , عبد الرحمن بن الحارث بن هشام) وكانوا لا يكتبون شيئاً إلا بعد عرضه علي الصحابة جميعاً ويتحققوا من أنه قرآن وأستقر في العرضة الأخيرة.
… وكان المصحف علي عهد سيدنا عثمان خالياً من النقط والشكل , وأستمر هكذا حتى إنتشرت الفتوحات الإسلامية وأختلط العرب بالأعاجم , والأعاجم يعسر عليهم النطق بكلمات القرآن لأنها مجردة من النقط والشكل , فأخترع أبو الأسود الدؤلي بأمر من زياد بن أبيه النقط فبدأ بإعراب القرآن بوضع نقط بمداد يخالف مداد المصحف , إذ جعل للفتحة نقطة فوق الحرف , وللضمه نقطة إلي جانب الحرف , وللكسرة نقطع أسفل الحرف , والمنون نقطتين متجاورتين , وأستمرت التحسينات تدخل عليه حتى أصبح علي هذه الصورة , ولكن لم تكن نقط الإعجام التي فوق الحرف وتحته قد عرفت بعد.
4) نقط الإعجام التي تميز بين الحروف وضعها العالمين نصر بن عاصم , يحي بن معمر وكان لون النقط يماثل لون كتابة حروف المصحف لأنها أصبحت من جنس الحرف بعكس نقط الإعراب للدؤلي.
5) ثم ظهر الخليل بن احمد البصري فأخذ نقط أبي الأسود الدؤلي وجعل يطور فيها إذ جعل الضمة واو صغيرة تكتب فوق الحرف والفتحة ألفاً صغيرة فوق الحرف , والكسرة ياء صغيرة تحت الحرف , والشدة وضع لها علامة (رأس الشين) وللسكون علامة رأس الخاء وعلامة للمد وعلامة للروم , والروم هو الإتيان ببعض الحركة بصوت خفي يسمعه القريب دون البعيد ويكون في المرفوع والمضموم والمجرور والمكسور , وعلامة للإشمام والإشمام هو إطباق الشفتين بقدرالإمكان ويدع القارئ بينهما إنفراج ليخرج النْفَّس بغير صوت , وذلك إشارة للحركة التي ختمت بها الكلمة , ولا يكون إلا في المرفوع والمضموم 000000 ولم تنتهِ التحسينات التي تدخل علي شكل القرآن، وجزى الله المهندس السوري صبحى طه الذى أصدر المصحف المجود الذى يسر القراءة بالتجويد لكل مسلم بطريقة ٍ سهلة ومبتكرة بأن لون الحروف بعدة ألوان وأعطى كل لون دلالة يعرف بها القارئ الحكم سواء كان إخفاء أو إدغاماً أو إظهاراً وهكذا , وقد أصبحت متداولة الآن , ولكن هذا لم يمس الرسم الإملائى للقرآن الكريم لأن متبعة بإتفاق الأئمة الأربعة , ولهذا يجب العلم أن رسم المصحف العثماني يجب إتباعه لكونه أمراً توقيفياً.
6) ولم يعرف تقسيم بهذا الشكل الذي بين أيدينا في الصدر الأول من الإسلام من أجزاء وأحزاب وأرباع , بل كان كتاب المصحف في عصرهم يضعون ثلاث نقط عند أخر كل فاصله من فواصل الآيات لكي يعلم بها إنتهاء الآية , ويضعون لفظ خمس عند إنتهاء عشر آيات , ويكرروا , وكان بعضهم يضع إسم السورة ويذكرونها مكية أم مدنية , ثم قامت طائفة من العلماء فقسمت القرآن إلي أجزاء , وكل جزء قسموه إلي حزبين , وكل حزب قسموه إلي أربعة أقسام , وكل قسم سموه ربعاً , وكل ربع قسموه إلي عشرين , وهذا ما ساهم في ترغيب القارئ للإستزادة، ويُسر في الحفظ.
لمحات عن كتبة وحي القرآن
أردت هنا وقفة إطمئنان لك – أخي وأختي المسلمة – عن كتبة القرآن علي عهد رسول الله صلي الله عليه وسلم تلقياً من فمه الشريف ,وممن شارك في جمعه في زمن الخليفة الثالث عثمان بن عفان رضي الله عنه وأرضاه , وأخترت مبتدئاً بالصحابي الجليل:
¥
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 10 صفحه : 1638