نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 10 صفحه : 1633
الثالثة: تقدّم في البقرة القول في السحر وحقيقته, وما ينشأ عنه من الاَلام والمفاسد, وحكم الساحر¹ فلا معنى لإعادته.
الرابعة: قوله تعالى: {الْفَلَقِ} اختُلف فيه¹ فقيل: سِجن في جَهنم¹ قاله ابن عباس. وقال اُبَيّ بن كعب: بيت في جهنم إذا فُتح صاح أهل النار من حره. وقال الحُبُليّ أبو عبد الرحمن: هو أسم من أسماء جهنم. وقال الكلبي: واد في جهنم. وقال عبد الله بن عمر: شجرة في النار. سعيد بن جبير: جُبّ في النار. النحاس: يقال لما اطمأنّ من الأرض فَلَق¹ فعلى هذا يصح هذا القول. وقال جابر بن عبد الله والحسن وسعيد بن جبير أيضاً ومجاهد وقتادة والقُرَظِيّ وابن زيد: الفَلَق, الصّبْح. وقاله ابن عباس. تقول العرب: هو أبين من فَلَقِ الصّبْح وفرقَ الصبح. وقال الشاعر:
يا ليلةً لم أنمْهَا بِتّ مُرْتَفِقاًأرْعَى النجومَ إلى أنْ نَوّرَ الفَلقُ
وقيل: الفلق: الجبال والصخور تنفلق بالمياه¹ أي تتشقق. وقيل: هو التفليق بين الجبال والصخور¹ لأنها تتشقق من خوف الله عز وجل. قال زهير:
ما زِلْتَ أرْمُقُهُم حتّى إذا هَبَطَتْأيدِي الرّكابِ بِهِمْ مِن راكِسٍ فَلَقَا
الراكس: بطن الوادي. وكذلك هو في قول النابغة:
أتانِي ودُونِي راكِسٌ فالضّواجِعُ
والراكس أيضاً: الهادي, وهو الثور وسط البَيْدَر, تدور عليه الثّيران في الدّياسة. وقيل: الرحم تنفلق بالحيوان. وقيل: إنه كل ما انفلق عن جميع ما خَلَق من الحيوان والصبحِ والحبّ والنّوَى, وكل شيء من نبات وغيره¹ قاله الحسن وغيره. قال الضحاك: الفَلقُ الخلْق كُلّه¹ قال:
وَسْوَسَ يَدْعُو مُخْلِصاً رَبّ الْفَلقْسِرّا وقدْ أوّنَ تَاْوِين العُقُقْ
قلت: هذا القول يشهد له الاشتقاق¹ فإن الفَلْق الشق. فَلقْت الشيء فلقاً أي شققته. والتفليق مثله. يقال: فَلقته فانفلق وتَفَلّق. فكل ما انفلق عن شيء من حيوان وصبح وحب ونَوًى وماء فهو فَلَق¹ قال الله تعالى: {فَالِقُ الإِصْبَاحِ} (الأنعام: 96) قال: {فَالِقُ الْحَبّ وَالنّوَىَ} (الأنعام: 95). وقال ذو الرمّة يصف الثور الوَحْشِيّ:
حَتّى إذَا ما انْجَلَى عن وجهِه فَلَقٌهادِيهِ في اُخْرَيَاتِ اللّيلِ مُنْتَصِبُ
يعني بالفلق هنا: الصبح بعينه. والفلق أيضاً: المطمئن من الأرض بين الربْوتين, وجمعه¹ فُلْقان¹ مثل خَلَق وخُلْقان. وربما قالوا: كان ذلك بفالق كذا وكذا¹ يريدون المكان المنحدر بين الربوتين. والفلَق أيضاً مِقطرة السّجان. فأما الفِلْق (بالكسر): فالداهية والأمر العجب¹ تقول منه: أفلق الرجل وافتلق. وشاعر مُفْلِق, وقد جاء بالفِلْق (أي بالداهية). والفِلْق أيضاً: القضيب يُشَقّ باثنين, فيعمل منه قَوْسان¹ يقال لكل واحدة منهما فِلْق. وقولهم¹ جاء بعُلَقَ فُلَق¹ وهي الداهية¹ لا يُجرى (مُجرَى عُمر). يقال منه: أعلقت وأفلقت¹ أي جئت بعُلَق فُلَقَ. ومرّ يفتلق في عدوِه¹ أي يأتي بالعجب من شدّته.
قوله تعالى: {مِن شَرّ مَا خَلَقَ} قيل: هو إبليس وذرّيته. وقيل جهنم. وقيل: هو عامّ¹ أي من شر كل ذي شر خلقه الله عز وجل.
الخامسة: قوله تعالى: {وَمِن شَرّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ} اختُلف فيه¹ فقيل: هو الليل. والغَسَق: أوّل ظلمة الليل¹ يقال منه: غَسَق الليلُ يَغْسِق أي أظلم. قال (ابن) قيس الرقيات:
اِنّ هَذَا الليلَ قد غَسَقاواشْتكَيْتُ الهمّ والأرَقَا
وقال آخر:
يا طيفَ هِندٍ لَقَدْ أبْقَيت لِي أرَقاًاِذْ جِئتنا طارِقاً والليلُ قَدْ غَسَقَا
هذا قول ابن عباس والضحاك وقتادة والسّدّيّ وغيرهم. و «وَقَبَ» على هذا التفسير: أظلم¹ قاله ابن عباس. والضحاك: دَخَلَ. قتادة: ذَهَبَ. يَمانُ بن رِئاب: سَكَن. وقيل: نزل¹ يقال: وَقَب العذاب على الكافرين¹ نَزَل. قال الشاعر:
وَقَبَ العذابُ عليهمُ فكَأنّهُمْلَحِقتْهُمُ نارُ السّمُومِ فاُحْصِدُوا
¥
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 10 صفحه : 1633