responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 10  صفحه : 16
قال: والشعبي محروم في عدم معرفته للمحروم؛ لأنه أراد معينًا في معنى المحروم والآية على العموم، يعني أراد أن يعين، المحروم هذا من هو بعينه؟!
فالشعبي ـ رحمه الله تعالى ـ لأنه ذهب هذا المذهب أعياه معرفة من المحروم، فجاءت عبارة ابن عطية اللطيفة هذه.

وعمومًا ابن عطية في هذا الباب ـ في طريقة توجيه أقوال السلف ـ أصل، ورأيت أنَّ شيخ الإسلام ابن تيميه وتلميذه ابن القيم قد استفادا منه في هذا الموضوع فائدة واضحة جدًّا.

وأما تفسير ابن كثير معروف لديكم، وخصوصًا فيما يتعلق بربط الأحاديث النبوية بالآية القرآنية، وهو يتميز بهذا عن جميع المفسرين، ولا أعرف من قاربه في هذا الباب.

وأما أبو حيان الأندلسي فصاحب تحريرات، وقد استفاد من ابن عطية ومن غيره.

وأما الطاهر بن عاشور صاحب كتاب «التحرير والتنوير» أيضًا في نظري أنه غني عن التعريف لمثلكم، فهو أيضًا كتاب فيه تحريرات ونفائس، خصوصًا في بلاغة القرآن ومشكلات التفسير، ويمكن أن يبني طالب العلم ويجعل عنده مُكْنة في علم التفسير.

هذا باختصار بعض الكتب، وكما قلت لكم:
هذه المرحلة مرحلة مختلفة ويمكن أن تطول كثيرًا.
هناك كتب كثيرة ليس المجال الآن مجال ذكرها أو معرفة خصائصها ومناهج مؤلفيها.

ما الذي نحتاجه في هذه المرحلة؟
1 ـ الحرص على استظهار الأقاويل في الآية، بمعنى أن طالب العلم في هذه المرحلة يحرص على أن يكون عارفًا بما قيل من أقوال في هذه الآية.

قد يقول قائل:
إذا جئت إلى قوله سبحانه وتعالى: ?والشفع والوتر? أو قوله سبحانه وتعالى: ?وشاهد ومشهود? التي ذكر فيها بعض المفسرين أكثر من خمسة وعشرين قولًا، فهل يلزم أني أعرف كل هذه الأقوال؟
نقول: لا، لكن إذا كان في الآية قولان، ثلاثة أقوال؛ فإن معرفتها مطلوبة، لكن ما ورد في الآيتين السابقتين هو من باب المثال، لذا لا نحتاج إلى معرفة جميع الأقوال فيهما، بل يكفي ذكر بعضها على سبيل المثال بعد التنبيه على العموم فيها.

واستظهار الأقاويل مهم في هذه المرحلة؛ لأنه سيبنى عليها الترجيح، ومعرفة ما هو القول الصحيح في الآيات.

2 ـ الحرص على معرفة أقاويل السلف خاصة، وأقصد بالسلف الصحابة والتابعين وأتباع التابعين، وهذه كما قلت لكم لها كتب تعتني بهذا يمكن أن تراجعها، وقد سبق ذكر بعضها.

لماذا نحرص على معرفة أقاويل السلف؟
هذه مسألة يطول ذكرها، لكن من أهمها ـ وأريد أن ننتبه إلى هذه القاعدة لأننا قد لا نستطيع أن نشرحها كاملة ـ:
لا يمكن أن يوجد آية لم يفهم السلفُ معناها.

هذه قاعدة يُبنى عليها أن معنى ذلك أن ما من آية وإلا وللسلف فيها كلام، ختى إنهم تكلموا عن الحروف المقطعة التي ظنَّ بعض المتأخرين أنها من المتشابه الذي لا يعلمه إلا الله، وتفصيل مذهبهم في الحروف المقطعة وما ينتج عنه من فوائد له محل آخر.

والمقصود أنه ما دام السلف تكلموا عن آيات القرآن، فإنه لا يمكن أن يكون هناك آية لم يفهموا معناها،؛ لأنه يلزم منه أن في القرآن ما لم تفهمه الأمة في وقتهم، وهذا محالٌ.

إذن هم فهموا معاني القرآن من حيث الجملة، وما من آية إلا ولهم فيها فهم صحيح على وجه معتبر من وجوه التفسير.

وعلى هذا الوجه من تقرير هذه المسألة يترتب قولنا:
بأن تفسيرهم حجة، ومعنى ذلك أن ما قالوا من حيث الجملة حجة.
فإن كانوا قد أجمعوا عليه فلا ريب في حجيته.

وإن كانوا اختلفوا اختلافًا محققًا (أي: ليس اختلافًا يمكن غئتلاف الأقاويل فيه على معنى)، فإنه لابدَّ أن يكون أحد أقوالهم حق يوافق المراد، وعملنا نحن أن نعمل بأرائنا في تتبع أقوالهم، واختيار الرأي الذي نراه هو الصحيح بناءًا على القواعد العلمية المعتبرة، وهي قواعد الترجيح وقرائنه التي عَمِل بها بعض علماء التفسير من المحققين، ثم إن وصولنا إلى القول الصحيح ظنِّيٌّ، لكن عندنا يقين بأن ما قاله الصحابة والتابعون وأتباع التابعين فيه المعنى الصحيح.

لكن بعد اجتهادنا في اختيار القول، واعتمادنا على وجوه الترجيح، فإنه قد يكون القول الآخر هو الصحيح، وليس ما اخترناه، وإنما سبيلنا في هذا أن نعمل بالأسلوب الأمثل في طريقة التفسير والترجيخ فيه، وهذا لا يعني أن التنازع سينقطع، بل سيبقى موجودًا.

¥

نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 10  صفحه : 16
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست