نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 10 صفحه : 1577
هل لابن القيم تفسير؟
ـ[أم محمد]ــــــــ[07 - 06 - 2010, 06:08 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
التَّفسيرُ
وأمْنِيَةُ ابنِ القيِّم
-رحمه الله- *
هناك سؤال مُلحٌّ وهو: هل لابن القيم تفسير للقرآن مُستقل؟
لا، ولا شك في ذلك. وما شاع مما يُسمَّى " التفسير القيِّم "؛ فهو ليس مَن جمعَه بهذا النسَق؛ إنما مِن صُنع بعض المعاصِرين في أوساط هذا القرنِ العشرين ...
ولكن ابن القيم -رحمه الله تعالى- تمنَّى تفسيرَ القرآنِ الكريم؛ تَرى ذلك في مواضعَ مِن كُتبِه.
يقول -رحمه الله تعالى- في " بدائعِ الفوائدِ " (1/ 141 - 142) -عقبَ كلامِه عن سورةِ " الكافرون "-: " فهذا ما فتحَ اللهُ العظيمُ به مِن هذه الكلماتِ اليسيرةِ، والنبذةِ المُشيرةِ إلى عظمةِ هذه السورةِ وجلالتِها، ومقصودِها، وبديعِ نظمِها، مِن غير استعانةٍ بتفسير، ولا تتبُّعٍ لهذه الكلماتِ من مظانّ توجَد فيه، بل هي استملاءٌ مما علَّمه الله وألهمَه بفضلِه وكرَمِه، واللهُ يعلمُ أني لو وجدتُّها في كتابٍ؛ لأضفتُها إلى قائِلها، ولبالغتُ في استحسانِها، وعسى اللهُ المانُّ بفضلِه الواسعِ العطاءِ الذي عطاؤُه على غيرِ قياسِ المخلوقين؛ أن يُعينَ على تعليقِ تفسيرٍ على هذا النمطِ، وهذا الأسلوب. وقد كتبتُ على مواضعَ متفرِّقةٍ من القرآنِ بحسبِ ما يسنح من هذا النمط وقتَ مقامي بمكةَ وبالبيت المقدس. والله المرجوُّ إتمامَ نعمتِه ".
رحمكَ الله -يا ابن القيم! -، وأثابك اللهُ بحُسنِ نيَّتِك ...
إذًا؛ فابن القيم -رحمه الله تعالى- لم يصنع تفسيرًا -مع أمنيتِه لذلك-.
ـــــــــــ
* [من مقدمة " بدائع التفسير " لابن القيم -رحمه الله تعالى-، جمعَه: يُسري السيد محمد، دار ابن الجوزي، الطبعة الأولى 1414هـ-1993م، (1/ 16)].
هذا العمل ليس من صُنع ابن القيِّم نفسه، " إنما جمَعه الأستاذ الشيخ العلاّمة محمد أويس الندوي، خرِّيج ندوة العلماء من (تكرام، ضلع لكهنؤ) من البلاد الهندية. بذل فيه جهدًا مشكورًا؛ قرأ المطبوع من مؤلَّفات الإمام الحافظ شمس الدين ابن القيِّم، ثم استخرج منها هذه المجموعة القيِّمة من التفسير. وهي -وإن كانتْ لم تستوعبْ تفسير القرآنِ كلِّه " (1).
وقد نقل الشيخ بكر عبد الله أبو زيد عن الأستاذ محمد بهجت البيطار " ثناءَه على هذا الجَمْع، ونبَّه على مواضعَ فاتتِ الجامعَ، وتمنَّى لو حصل التتبُّعُ الدقيقُ، والتقصي الأنيقُ لمباحِثِ ابن القيِّم في ذلك ". [من كتابه "ابن القيِّم: حياتُه، وآثارُه، وموارِدُه"، (232)].
2 - وهذا العمل المتميِّز الفريد قد شابَه بعضُ لمساتِ الخللِ التي لا يخلو منها عملُ بشرٍ.
من ذلك:
عدمُ استيعابِه لجميع السُّوَر التي تكلَّم عن بعضِ آياتِها ابن القيِّم. وهذا؛ لعدم تيسُّرِ كل ما طُبِع تحت يديه، أو لعدمِ استيعابِه لكلِّ ما فسَّره في نفس المرجعِ.
والسُّوَر التي لم أستطِع الوقوفَ على شيءٍ من تفسيرِها مما تحت يدي من مؤلفاتِه [يعني: ابن القيِّم] المطبوعة:
1 - القدْر.
2 - القارعة.
3 - الفيل.
4 - قريش.
5 - الكوثر.
ـــــــ
* من مقدمة " بدائع التفسير " لابن القيم -رحمه الله تعالى-، جمعَه: يُسري السيد محمد، دار ابن الجوزي، الطبعة الأولى 1414هـ-1993م، (1/ 17 - 19)، بتصرف.
(1) قال في الحاشية: من مقدمة "التفسير القيِّم" (ص3) بقلم مُراجِعه ومُحقِّقِه: الشيخ محمد حامد الفقي، رئيس جماعة أنصار السُّنةِ المحمديةِ -رحمه الله تعالى-.
ـ[أم محمد]ــــــــ[07 - 06 - 2010, 06:11 م]ـ
" بَدائعُ التَّفسيرِ
الجامع لتفسير الإمام ابن قيِّم الجَوزيَّة "
جمعه ووثق نصوصه وخرَّج أحاديثَه
يُسري السَّيِّد محمَّد
من حين أراد الله تعالى لهذه الصحوةِ المبارَكةِ أن تُشرِقَ شمسُها، ونحن نرى مشايخَنا وأساتِذَتَنا يحثُّوننا على قراءةِ كتب عالِمٍ جليلٍ، وَرِعٍ صادقٍ هو الإمام ابن القيِّم -رحمه الله تعالى-.
فأنت في بستان "فوائده" تنتقلُ بين زهورِه اليانعةِ النافعة، ثم مع حصنِ "إغاثة اللهفانِ" يحوطك بسياجِ الخير الحاميةِ لك مِن الشر، وبالأدلةِ والبراهين في "إعلام الموقعين" ترى الحقَّ ساطعًا، والاتباع واضحًا، والتقليد والمقلِّد مفلِسًا ...
فكلُّ عمل مِن أعمالِه -رحمه الله تعالى- حدائقُ يانعةُ الثمار، وأنهارٌ عذبةُ المياه، وليس مع الثمرِ والماء جوعٌ أو عطش.
فكُنا نقرأ كتبه -رحمه الله تعالى- مراتٍ.
وكثيرًا ما كنا نُنصح أن ندوِّن ما نقرؤه في هيئة جذاذة بطاقة، فيسهلُ الوصولُ إلى المعلومةِ المرادةِ في بحث أو محاضرةٍ أو خطبة.
وكان أكثر ما يشغلني في هذا الأمر كتب التفسير والحديث.
وكان الإعجاب الشديد بابنِ القيِّم -رحمه الله تعالى-، والاعتماد على كتبِه دافعًا لموضوع الفهرسةِ لِكُتبه.
وفي الخطوات الأولى للفهرسة كنتُ أظن الأمرَ سهلا، ولكن بالنظر إلى اثنينِ وثلاثينَ كتابًا لابن القيِّم، تحتوي على خمسين مجلدًا في المتوسط ... فعليك بتصوُّر هذا العمل كيف يكون؟!
وفي أثناء ذلك عنَّ لي: لماذا لا أجمع ما فسَّره الإمامُ ابنُ القيِّمِ من آياتِ الذِّكرِ الحكيمِ.
فقمتُ بتجميع ما يتعلق بكل سورةٍ على حِدة حسب ترتيب الآيات.
وهذا كله وسط ظروفٍ ألمَّتْ بي في بداية العمل، كادتْ أن تُنهيَه قبل أن يبدأ -لولا فضل الله تعالى ورحمته-.
ولكن هذا لم يمنعْ من الاستمرارِ؛ خاصة بعد تشجيعٍ من مشايخِنا وأساتِذتنا والأصدقاء الأوفياء، وبيانِهم لأهمية هذا العملِ، وضرورةِ إخراجِه؛ لِما سوف يُيَسِّرُه لإظهار منهجِ ابن القيِّمِ -رحمه الله تعالى- في التعاملِ مع القرآنِ الكريمِ؛ تفسيرًا ولغةً وأحكامًا، وهو فَهمُ عالِمٍ كبيرٍ من علماء الأمة الكِبار.
فأرجو أن أكونَ قد وُفِّقتُ، ولا يكلِّف الله نفسًا إلا وُسعَها. *
ــــــ
* من مقدمة " بدائع التفسير " لابن القيم -رحمه الله تعالى-، جمعَه: يُسري السيد محمد، دار ابن الجوزي، الطبعة الأولى 1414هـ-1993م، (1/ 13 - 14، 21، 22)، بتصرف.
¥
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 10 صفحه : 1577