responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 10  صفحه : 1566
فإلى عهد ٍ قريب ٍ كانَ الطالبُ إذا لزمَ شيخَه عشر سنين َ وكان شيخَه متفنِّنا ً خرجَ قاضيا ً , يقضي بين النَّاس.
والآن على عكس ذلك قد يدرس عشر سنين وضعفها وعنده مكتبته , وعنده وعنده! ولا يحصِّل شيئا ً , ويبقى مبتدئاً.
والسرُّ في ذلكَ –في رأيي الخاص-عدمُ فهم ِ المنهجيَّة ِ الصَّحيحةِ لطلب العلم الشرعي, ولذا من الخلل الكبير في المنهجية أنها حُصِرتِ في حزئية واحدة ٍ وهو ما يعتري طالب العلم , فلا يُتصور من يسمع محاضرة ً في" المنهجية " إلا ماذا يحفظ؟ ماذا ينتهي؟ وهذا خللٌ كبير!

والمنهجيَّةُ نوعان:
1_ منهجيَّةٌ أصليَّة: وهي تهيأة النّفس للعلم الشرعي , بأن يزكيَ نفسَه أولا ً " قل آمنتُ بالله ِ ثمَّ استقم " وكما قال النبي عليه الصلاة والسلام " فإنَّما أنا قاسمٌ والله يعطي " وهي قاعدة مهمة , وهي أنَّ العلم لا شكَّ أنه من الهداية وهي نوعان – كما هو معلوم -!
1_ هدايةُ الدلالة ِ والإرشاد: 2_ هدايةُ التوفيق: (من يردِ الله به خيراً يفقهِّهُ في الدين) وهي الأصل , فإن زكى نفسه سهُل عليه أن يحفظَ ما يحفظ.

2_ منهجيَّةٌ فرعيَّة: وهي الطريقة في حفظ ِ المتون ماذا يحفظ؟ ماذا يقدم؟ ماذا يبدأ؟ هذه مهمة لكن ليست الأولى!

ونذكر ما تيسر في هذه المنهجيَّة:
أولا ً: مما ينبغي العناية ُ به بيانُ المراد ِ عن العلم المحمودِ شرعا ً وأهلِه , لأنك ستبذل مالك وعمرك وستقدم العلم كلًّ شيء , لأن العلم لن يعطيك شيئا ً إلا أن تعطيه كلك ,فينبني على العلم المحمود أنَّه كلَّما ازدادَ علما ً ازدادَ استقامةً , وكلما ازدادَ استقامةً ازدادَ إيماناً , وكلما ازدادَ إيمانا ً ازداد محبَّة عند الله عزوجل , فهذه مراتبُ مبنيٌّ بعضها على بعض.
فالمرادُ بالعلم ِ العلمُ الشرعيُّ ويستدركُ على ما مضى " المنهجيَّة في طلبِ العلم " التي توصل الإنسان عالماً وكلامي موجه لهم أخص الخاصة , فالعلمُ الشرعيُّ الذي أخِذ من كتابِ الله تعالى ثم سنة نبيه , ثم العلوم الشرعية التي تخدم السنة.

فالعلمُ الشرعيُّ قسمان:
1_ علمُ مقاصد:
2_ علمُ وسائل:
ولا يمكن الوصول إلى فهم المقاصد إلا إن فُهِم الوسائل , فعلمُ المقاصد " الفقه , التفسير , الحديث " كما ذكره ابن حجر
يعني نصوص الوحيين , ومن يرجح؟ العامي؟ لا , فلا بد من علم الوسائل! لفهم ِ المقاصد.
فما أثنى اللهُ عليه علمانِ 1_ علمُ الكتابِ والسنة وهو الأصل 2_ ما يخدُم كتبَ السنة وهو داخلٌ في النصوص , فالاشتغالُ بلسانِ العرب مما يثابُ عليه العبدُ , بل يجبُ عليه , لأن ما يتمُّ الواجبُ إلا به فهوَ واجبٌ!.
ونقل ابن تيمية والطوفي في " الصعقة القضبية " الإجماعَ أن فهمَ الكتابِ والسنة واجبٌ.!
إما على الأعيان أو على الكفاية –اختلفوا-!.
فكلَّ نصٍّ جاء في فضل العلم ِ الشرعي فعلمُ لسان ِالعرب داخلٌ فيه من نحو وصرف وبلاغة , وكذلك علم الأصول الذي ينْبَنِي عليهِ الفقه علم الحلال ِ والحرام وهو قواعد الاستنباط.
فكيف يستنبط؟ قلنا ثمة وسائل تتعلق بأشخاص ٍ لأمور ٍ أو مآرب أو فقه الواقع! لكنها وسائل شيطانية , لأن كل قاعدة ٍ قعدها أهل الأصول أنْ تكون صحيحة , فما لا يتمُّ الواجبُ إلا به فهو واجب.

الخلاصة: أنَّ المراد َ بالعلم ِ الشرعيِّ الممدوح على مرتبتين , فمن الخلل ِ في المنهجيَّة أنّ طالبَ العلم لا يستحضر الثواب في طلب العلم إلا إنْ قَرأ التفسير والحديث –وهما من أعظم –
لكنَّ بعضهُم يقول (إن درس علوم الآلة) " نجدُ قسوةً في قلوبنا , نقول: سببه عدم استحضارِ النِّيَّة الصالحة ِ في طلبِ العلم ِ الشرعيّ.

العلمُ قال اللهُ قال رسُوله ** قالَ الصَّحابةُ هم أولوا العرفان ِ
وقال تعالى " وأنزل اللهُ عَلَيْكَ الْكَتَابَ والحكمةَ وعلَّمكَ ما لم تكن تعلم " إذاً الكتابُ والسنة علمُ فإن أطلق العلم في الكتاب ِ والسنة فالمراد هما , فعلمُ الطبِّ لا يدخل لا ابتدائا ولا انتهاءا لا أوليا ولا ثانوياً.
وقال اللهُ تعالى " وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ "
¥

نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 10  صفحه : 1566
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست