responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 10  صفحه : 1548
شهر شعبان .. تنبيهات على صيامه وتوجيهات لصوامه (مقال جامع)
ـ[أم محمد]ــــــــ[16 - 07 - 2010, 11:42 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم

شَهْرُ شَعْبَانَ ..
تَنْبِيهَاتٌ عَلَى صِيَامِهْ وَتَوْجِيهَاتٌ لِصُوّامِهْ

بقلم: علي أبو هنيَّة

الحَمْدُ للهِ خالق الأزمان والدهور, والصَّلاة والسَّلام على رسول اللهِ ما تعاقبت الأيام وتوالت الشهور, وعلى آله وصحبه مصابيح الهدى والنور, صلاة نلقى ثوابها يوم العرض والنشور, أما بعد:
فسبحان من فضَّل بعض الأزمنة على بعض, واختار بعض الأمكنة في الأرض, واصطفى بعض خلقه الاصطفاء المحض, يخلق ما يشاء, ويفضِّل من يشاء, ويصطفى كيفما شاء, يتصرف في خلقه ولا يسأله السائلون, لا يُسأل عما يفعل وهم يسألون, فالخلق خلقه, والأمر أمره, ولا إله غيره, ولو كره الكافرون, ?وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ?.
قال الحافظ ابن كثير -رحمه الله-: «يخبر -تعالى- أنه المنفرد بالخلق والاختيار، وأنه ليس له في ذلك منازع ولا معقِّب فقال: ?وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ? أي: ما يشاء، فما شاء كان، وما لم يشأْ لم يكن، فالأمور كلُّها خيرها وشرُّها بيده، ومرجعها إليه».اهـ
ومن هذه الأزمنة المختارة العظيمة, والأوقات الجليلة الكريمة: (شهر شَعبَان) , الذي بين رجب ورَمَضان, شهر فضَّله الله بجميل فضائل, وميَّزه بحميد شمائل, وخصَّه نبيُّنا بجليل العبادات, وبيَّن لأمته ما فيه من مَكرُمات, ومن هذه العبادات الواردة في سنته, الموصلة إلى رضوان الله وجنَّته؛ عبادة الصيام للرحمن, المولجة صاحبها باب الرَّيَّان, إلا أنها -وكغيرها من العبادات, وما شاكلها من سائر القربات,- لها أحكامٌ منصوصة, وتقيِّدُها ضوابط مخصوصة, على العبد الالتزام بها, والوقوف عندها, فلا يتجاوزها, حتى يكون عمله مقبولاً, وفي طاعة ربه -حقًّا- مشغولاً.
ولن أتمكَّن في هذه العجالة, وفي كتابتي هاتيكم المقالة, من الإحاطة بكل ما يتعلَّق بصيام شَعبَان من مسائل, واستقصاء ما حواه من فضائل, ولكن حسبنا الإشارات إليها, والوقفات القصيرات عليها, ومن أنيق الكلام عند أهل الخلق: «حسبك من القلادة ما أحاط بالعنق» ..
وأبدأ بتقدمة تعريفية:
* سبب تسميته بـ (شَعْبَان):
قال الحافظ ابن حجر -رحمه الله-: «وَسُمِّيَ شَعبَان: لتشعُّبهم في طلب المياه, أو في الغارات بعد أن يخرج شهر رجب الحرام, وهذا أَولى من الذي قبله, وقيل فيه غير ذلك».اهـ «فتح الباري» (4/ 213).
* الحكمة من تفضيل شهر شَعبَان:
أولاً: أنه شهر يغفل عنه النَّاس بين رجب ورَمَضان:
عن أسامة بن زيد -رضي الله عنهما- قال: قلت: يا رسول اللهِ! لم أرَكَ تصوم من شهر من الشهور ما تصوم من شَعبَان؟! قال: «ذاك شهر تغفل النَّاس فيه عنه, بين رجب ورَمَضان, وهو شهرٌ ترفع فيه الأعمال إلى ربِّ العالمين؛ وأُحبُّ أن يُرفع عملي وأنا صائم». رواه أحمد (21753) والنسائي (2356) وصححه الألباني في «صحيح الترغيب» (1022).
قال الحافظ ابن رجب -رحمه الله-: «في قوله: «يغفل النَّاس عنه بين رجب ورَمَضان» إشارة إلى أن بعض ما يشتهر فضله من الأزمان أو الأماكن أو الأشخاص قد يكون غيره أفضل منه إِمَّا مطلقاً, أو لخصوصيَّة فيه لا يتفطن لها أكثر الناس؛ فيشتغلون بالمشهور عنه, ويفوِّتون تحصيل فضيلة ما ليس بمشهور عندهم, وفيه دليل على استحباب عمارة أوقات غفلة النَّاس بالطاعة, وأن ذلك محبوب لله -عز وجل-, كما كان طائفة من السلف يستحبُّون إحياء ما بين العشاءين بالصَّلاة, ويقولون: هي ساعة غفلة, لذلك فُضِّل القيام في وسط الليل المشمول لغفلة أكثر النَّاس فيه عن الذكر».اهـ «لطائف المعارف» (ص 138).
¥

نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 10  صفحه : 1548
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست