نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 10 صفحه : 1542
وبين -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم- لأمته أن الفجر فجران صادق وكاذب، فالكاذب لا يُحرم طعامًا ولا شرابًا ولا جِماعًا، ولم يكن -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم- يُشدد على أمته في رمضان ولا في غيره، فلم يشرع لهم ما يسمى بغير حق أذان الإمساك.
* وكان -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم- يُعجل الفطور ويُؤخر السحور، ويأمر أمته بذلك قائلا: " لا تزال أمتي بخير ما عجلوا الفطور ".
* وكان بين سحوره -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم- وقيامه صلاة الفجر قدر قراءة خمسين آية.
* وأما أخلاقه -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم- فحدث عن حسنها ورِفعتها ولا حرج؛ فقد كان -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم- أحسن الناس أخلاقًا، كيف لا وقد كان خلقه القرآن، كما وصفته أم المؤمنين عائشة.
وقد أمر -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم- أمته بحسن الخلق خصوصًا الصائمين منهم فقال: "من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه ".
* وكان يتعاهد أهله ويحسن عشرتهم في رمضان أكثر من غيره.
* وكان لا يمنعه الصيام من تقبيل أهله ومباشرتها وكان أملك الناس لإربه.
* ولم يكن يدع السواك في رمضان وغير رمضان، يطهر فاهُ ويُرضي ربَّه.
* وكان -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم- قد احتجم وهو صائم، ورخص بالحجامة للصائم، وخلاف ذلك منسوخ.
* وكان -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم- يجاهد في رمضان، ويأمر أصحابه بالفطر ليَقْوَوا على ملاقاةِ عدوهم.
ومن رحمته -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم- بالأمة أن رخَّص للمسافر بالفطر وللمريض والشيخ الفاني والمرأة العجوز والمرأة الحامل أو المرضِع؛ فيقضي المسافر، ويطعِم الشيخ الفاني والحامل أو المرضع.
* وكان يجتهد في العبادة والقيام في رمضان ما لا يجتهد في غيره، خصوصًا في العشر الأواخر يلتمس ليلة القدر.
* وكان يعتكف في رمضان -وخصوصًا في العشر الأواخر-، واعتكف في العام الذي تُوفِّي فيه عشرين يومًا، وكان لا يعتكف إلا صائمًا.
* وأما مدارستُه للقرآن: فلم يكن أحد يجتهد اجتهاده، وكان جبريلُ يلقاه فيدارسه القرآن في رمضان؛ لأنه شهر القرآن.
* أما جوده وكرمه في رمضان فلا يوصف، فقد كان -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم- كالريح المرسلة بالخير لا يخشى من ذي العرش إقلالًا.
* وكان -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم- أعظم المجاهدين، ولم يمنعه الصيام من المشاركة في الغزوات، فقد غزا ست غزوات في تسع سنوات، كلها في شهر رمضان، وقام بأعمال جِسام في رمضان؛ حيث هدم مسجد الضرار، وهدم أشهر أصنام العرب، واستقبل الوفود، وتزوَّج بحفصة أم المؤمنين، وفتح مكة في رمضان.
والخلاصة: أن شهر رمضان شهرُ اجتهادٍ وجِهاد وتضحية في حياة الرسول -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم- لا كما يفهم (ويفعل) كثيرٌ من مسلمي زماننا أنه شهر دعة وكسل وخمول وبطالة!
فاللهم وفقنا لاقتفاء أثر نبيك -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم-، وأحينا على سُنَّتِه، وأمتنا على شريعتِه.
(1) وكل ما في هذا المقال أحاديث صحاح، معظمها في "الصحيحين" أو أحدهما.
[المصدر: مجلة الأصالة، العدد الثالث، ص66].
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 10 صفحه : 1542