نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 10 صفحه : 153
قدَرُ اللهِ وما شاء فعل، أم قدَّرَ اللهُ وما شاء فعل؟
ـ[محمد تبركان]ــــــــ[28 - 08 - 2013, 02:10 م]ـ
بسم الله الرّحمن الرّحيم
* قدَرُ اللهِ وما شاءَ فَعَلَ أم قَدَّرَ اللهُ وما شاءَ فَعَلَ:
قد زبرتُ هذا الإيقاظ لاستجلاء ملفوظ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فيما خرّجه الإمام مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه، والمتعلِّق بجملة (قدر اللهِ وما شاءَ فَعَل)،هل هي بتخفيف الدّال أم بتشديدها؛ وذلك لما شاب هذه الجملة من التّباين في رسمها في كثير من دواوين السنّة المشرَّفة، ولستُ أشكُّ في أنّ نقلة أخبار المصطفى صلّى الله عليه وسلّم من حُفّاظ الحديث وعلمائه قد نقلوا حديثه هذا، وأدّوه إلى الأجيال الخالِفة على أكمل وجه تَلقّوه به، قد عَلِم ذلك كلُّ مُنصِف، لكنّني أشكُّ بل أتيقّن في أنّ عدم العناية بضبط مفردات أحاديث الرّسول صلّى الله عليه وسلّم إنّما كانت من قبل بعض النّسّاخ والورّاقين قديما، وسرى الدّاء واستشرى بعد دخول الطّباعة بلاد المسلمين، ولِدَرْءِ شرِّه جُدِّد علم تحقيق الكتب والمخطوطات، وعَرفَ نهضةً علميّة، رفع رايتها علماء أفذاذ، وأساتذة فضلاء، ثمّ تسوّره أدعِياء شابوا بل مسخوا الكتب تحت مسمّى التّحقيق، وبلغ السّيلُ الزُّبى في هذا العصر من خلال انتشار مَهْنَة طباعة الكتب ونشرها لكلّ مَن ضاقت به السّبل في كسب لقمة العيش، وإن كان عاطِلا من العلم، سادرا في غيايات الجهل.
نعم، إنّ المطابع الحديثة من نِعَم الله تعالى على الإنسان، ولكنّ النِّعمة إذا لم يحسن استغلالها فقد تنقلب إلى نقمة، وأعني به مظاهر التّقصير الكثيرة في إخراج الكتب، والتّساهل في مقابلتها على أصولها، إلى عدم مراجعة تجارب الطّبع، والعجلة في نشرها؛ كان وراء هذا الغموض الّذي اكتنف بعض الألفاظ والجمل من كلامه الشّريف عليه الصّلاة والسّلام.
وبعدُ، فإليك مرقوم حديث رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بحروفه كما ورد في صحيح الإمام مسلم (8/ 16 / 215 كتاب القدر/نووي)،قال – رحمه الله تعالى -:
(حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَابْنُ نُمَيْرٍ قَالَا حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ مُحَمَّدِ ابْنِ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ عَنْ الْأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
• الْمُؤْمِنُ الْقَوِيُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ وَفِي كُلٍّ خَيْرٌ احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ وَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَلَا تَعْجَِزْ وَإِنْ أَصَابَكَ شَيْءٌ فَلَا تَقُلْ لَوْ أَنِّي فَعَلْتُ كَانَ كَذَا وَكَذَا وَلَكِنْ قُلْ قَدَرُ اللَّهِ وَمَا شَاءَ فَعَلَ فَإِنَّ لَوْ تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَانِ ?).
نماذج من الضّبط لجملة: (قدر الله وما شاء فعل) في بعض دواوين السّنّة:
• ضُبطت بتشديد الدّال (قَدَّرَ اللَّهُ وَمَا شَاءَ فَعَلَ) في:
1 - سنن ابن ماجه (1/ 31 رقم 79 المقدّمة/عبد الباقي) و (ص 29 - 30 رقم 79 المقدّمة وص 693 رقم 4168 مكتبة المعارف) و (ص 26 رقم 79 المقدّمة. ط/بيت الأفكار الدّوليّة).
2 - مسند أحمد (8/ 420 رقم 8777 أحمد شاكر/دار الحديث) و (3/ 362 – 363 رقم 8777 و 3/ 372 رقم 8815 عالم الكتب).
3 - سنن النَّسائي الكبرى (9/ 231 – 232 رقم 10383 - 10384 - 10385 - 10386 مؤسّسة الرّسالة).
4 - مسند الحميدي (2/ 267 رقم 1147).
5 - صحيح الجامع (2/ 1129 رقم 6650 – 2276).
6 - مسند أبي يعلى (11/ 124 رقم 6251 و 11/ 230 رقم 6346).
7 - صحيح ابن حبان (13/ 29 رقم 5722).
8 - الفتح الكبير في ضمّ الزّيادة إلى الجامع الصغير (3/ 250 - 251).
9 - تهذيب الكمال (9/ 135).
10 - كشف الخفاء (2/ 202 رقم 2098).
11 - القضاء والقدر للبيهقي (ص438 رقم 147).
12 - أمالي ابن سمعون (ص 217 رقم 210).
13 - الفوائد المنتخَبَة الصّحاح والغرائب (1/ 1 / 701 - 703 رقم 59).
14 - رياض الصّالحين (65 رقم 6/ 100).
15 - عمل اليوم واللّيلة لابن السُّنِّي (ص 169 – 170 رقم 348).
• ضُبطت بتخفيف الدّال (قَدَرُ اللَّهِ وَمَا شَاءَ فَعَلَ) في:
1 - صحيح مسلم (ص 1229 رقم 34/ 2664).
2 - شرح النّووي على صحيح مسلم (8/ 16/ 215 كتاب القدر).
¥
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 10 صفحه : 153