responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 10  صفحه : 1524
حكم إحياء الآثار الإسلامية
ـ[أم محمد]ــــــــ[05 - 10 - 2010, 10:06 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم

حكم إحياء الآثار الإسلامية
للشيخ العلامة ابن باز -رحمه الله-

ما حكم الإسلام في إحياء الآثار الإسلامية لأخذ العبرة مثل (غار ثور، وغار حراء، وخيمتي أم معبد)، وتعبيد الطرق للوصول لتلك الآثار ليعرف جهاده ـ صلى الله عليه وسلم ـ ويتأسى به؟

الجواب:

إن العناية بالآثار على وجه الاحترام والتعظيم يؤدي إلى الشرك بالله عز وجل؛ لأن النفوس ضعيفة ومجبولة على التعلق بما تظن أنه يفيدها، والشرك بالله أنواعه كثيرة غالب الناس لا يدركها، والذي يقف عند هذه الآثار يتضح له كيف يتمسح الجاهل بترابها ويصلي عندها!! ويدعو من نسبت إليه!! ظنا منه أن ذلك قربة إلى الله!! وسبب لحصول الشفاء!!

ويعين على هذا كثير من دعاة الضلال، ويزينون زيارتها حتى يحصل بسبب ذلك الكسب المادي، وليس هناك -غالبًا- من يخبر زوارها بأن المقصود العبرة فقط، بل الغالب العكس.

وروي في الترمذي وغيره بإسناد صحيح عن أبي واقد الليثي، قال: خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى حنين، ونحن حدثاء عهد بكفر، وللمشركين سدرة يعكفون عندها، وينوطون بها أسلحتهم، يقال لها ذات أنواط، فمررنا بسدرة فقلنا: (يا رسول الله! اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط. فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: " سبحان الله هذا كما قال قوم موسى: {اجعلْ لنا إلَهًا كمَا لَهُمْ آلِهَة}! والذي نفسي بيده لتركبن سنة من كان قبلكم ") فشبه قولهم: اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط بقول بني إسرائيل: اجعل لنا إلهًا كمَا لَهُمْ آلِهَة، فدل ذلك على أن الاعتبار بالمعاني والمقاصد لا بمجرد الألفاظ.

ولو كان إحياء هذه الآثار أو زيارتها أمرًا مشروعًا؛ لفعله النبي -صلى الله عليه وسلم-، أو أمر بذلك أو فعله أصحابه أو أرشدوا إليه، وهم أعلم الناس بشريعة الله، وأحبهم لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -.

فلم يحفظ عنه ولا عنهم أنهم زاروا غار حراء أو غار ثور، ولم يحفظ أنهم عرجوا على موضع خيمتي أم معبد، ولا محل شجرة البيعة.

بل لما رأى عمر -رضي الله عنه- بعض الناس يذهب إلى الشجرة التي بويع النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ تحتها؛ أمر بقطعها خوفًا على الناس من الغلو فيها، والشرك، فشكر له المسلمون ذلك، وعدوه من مناقبه -رضي الله عنه-.

فعلم بذلك أن زيارة تلك الآثار وتمهيد الطرق إليه؛ أمر مبتدع لا أصل له في شرع الله.

والواجب على علماء المسلمين وولاة أمورهم أن يسدوا الذرائع المفضية إلى الشرك حماية لجناب التوحيد.

وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم.

نقلاً من: " فتاوى علماء البلد الحرام "، (ص 1028).

نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 10  صفحه : 1524
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست