responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 10  صفحه : 1508
اللهُ عَنْها، وعن أبيها، وعن جميع الصحابةِ، وعن جميع أهل البيتِ الطَّاهِرين-).

هذه إشارةٌ إلى عقيدةِ أهل السُّنة في أهل البيتِ أنَّهم مقدَّمون، وأنهم مُقدَّرون، وأنهم نُبلاء ومُكرَّمون؛ لكن: لا نغلُو فيهم كما لا نجفو عنهم، ونتكلَّم فيهم بما ذكرهُ اللهُ عنهم أو رسولُه الكريم -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، ولا ندَّعي فيهم العِصمة، ولا ندَّعي فيهم علمَ الغيب، ولا ندَّعي فيهم النفعَ والضرَّ من دون الله؛ فكلُّ ذلك مِما لا يَرضَونَه ولا يَقبلونه؛ بل يُحارِبونَه ويَنهَون عنه ويَرفُضونه.

وهكذا -أيها الإخوةُ- اسمَعوا ماذا يقولُ الإمامُ الآجريُّ في آخرِ جملةٍ مِن كلامِه، قال:
(لقد خابَ وخسِر مَن أصبحَ وأمسَى وفي قلبِه بُغضٌ لعائشةَ -رضِيَ اللهُ عَنْها-، أو لأحدٍ من أصحابِ رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، أو لأحدٍ مِن أهلِ بيتِ رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) رَضي الله عنهم جميعًا ونفعنا بحُبِّهم.

وها هُنا كلمةٌ نقلَها الإمامُ أبو محمَّدٍ ابن حزمٍ في كتابِه "المحلَّى" -وهو مِن أجلِّ كُتب الإسلام؛ كما قال الإمامُ شمسُ الدِّين الذهبيُّ في كتابه "سِير أعلام النُّبلاء"، ذكَر كُتب الإسلام المهمَّة؛ فذَكر مِنها كتاب أبي محمَّد ابن حزم "المُحلَّى"-، نقل الإمامُ ابن حزمٍ عن الإمامِ مالكٍ قولَه: (مَن سبَّ أبا بكرٍ وعُمرَ جُلدَ، ومَن سبَّ عائشةَ قُتِلَ)، قيل له: لِم يُقتلُ في عائشة؟ يعني: يُقتل في عائشة ولا يُقتل في أبي بكرٍ وعمر؛ قال: (لأن الله -تعالى- يقول في عائشةَ -رضِيَ اللهُ عَنْها-: {يَعِظُكُمَ اللهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ})، الإمام مالكٌ يقولُ -مستنبِطًا من الآيةِ-: (فمَن رماها؛ فقد خالفَ القرآنَ، ومَن خالف القرآنَ قُتل) أي: في هذا الأمرِ المكفِّر. لهذا قال ابنُ حزمٍ -معلِّقًا، وكاشفًا ما قد يُشكِل على الأذهان- قال: (قول مالكٍ -ها هُنا- صحيحٌ، وهي رِدَّةٌ تامَّة، وتكذيبٌ لله -تعالى- في قطعِه ببراءَتِها)؛ إذًا: مخالفةُ القرآن المؤدِّية للقَتل مِن أي باب .. ؟ مِن باب أن فيها تكذيبًا لنصِّ القرآنِ الكريم الذي قطعَ ببراءَتِها -رضي الله-تعالى-عنها وأرضاها-.
وقال الإمامُ أبو بكرٍ ابن العربيِّ. . وأبو بكر ابن العربيِّ غير محيي الدِّين ابن عَربي! لذلك اصطلح أهلُ العلم على ابنِ عربي الصوفيِّ بـ (النَّكِرة!) تمييزًا له عن ابن العَربي المالِكي بشَيئَين بـ (أل) التَّعريف التي إذا رُفعت يكون صاحبُها نكرةً، وبعقيدتِه النَّكرة المُخالفة لكتاب اللهِ وسُنَّة رسوله.

قال أبو بكرٍ ابن العربي القاضي الفقيهُ المالِكيُّ في كتابِه المشهورِ "أحكام القرآن" قال: (إن أهلَ الإفكِ رمَوا عائشة المطهَّرة بالفاحشةِ فبرَّأها الله، فكلُّ مَن سبَّها بما برَّأها اللهُ منه؛ فهو مُكذِّب لله، ومَن كذَّب الله؛ فهو كافِر).

ثم قال: (فهذا طريقُ قول مالِكٍ)؛ يعني: هذا السَّبب الذي جعل الإمامَ مالكًا يقول بتَكفير مُخالِف القرآن -أي: في هذه الجزئيَّة، وعلى هذا المعنى-.

قال: (وهي سبيلٌ لائحة لأهلِ البصائر) يعني: أهلُ العلم الذين يَعرفون الحقائقَ الشَّرعيَّة، والقواعدَ المرعيَّة؛ يعرفون أن حُكمَ الإمامِ مالِكٍ حُكمٌ صحيح.
ونقل شيخُ الإسلامِ ابن تيميَّة -رحمهُ اللهُ- في كتابه "الصَّارِم المسلولِ على شاتِم الرَّسول" قولَ القاضي أبي يَعلَى الحنبلي: (مَن قذف عائشةَ -رضِيَ اللهُ عَنْها- بما برَّأها اللهُ منه؛ كَفَر -بلا خِلاف-).

ثم قال شيخُ الإسلام: (وقد حكى الإجماعَ على هذا غيرُ واحدٍ، وصرَّح غيرُ واحدٍ من الأئمة بهذا الحُكم).

وهذا يُذكِّرني بفِريةٍ شيعيَّةٍ مُعاصِرة قاءَها وقالَها بعضُ فَجَرتِهم وكَذَبتِهم؛ قال: (إنَّ آياتِ الإفكِ الواردة في القرآن ليستْ في عائشةَ! وإنما هي في مارية القِبطيَّة -رضِيَ اللهُ عَنْها-أيضًا-)!

وقد نقل الإمام ابنُ الجوزيِّ في كتابه "زاد المَسير في علم التَّفسير" إجماعَ المفسِّرين -بلا خِلاف- على أن هذه الآيات نازلةٌ في تبرئةِ وتطهيرِ أمِّ المؤمنين عائشة -رضِيَ اللهُ عَنْها-.
فهؤلاء قومٌ يُخالفون الإجماعَ، يُخالفون نصوصَ كتابِ الله، يُخالِفون ما صحَّ عن رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-؛ فهُم أحقُّ بما يَقولونَه وبما يَفترونه فيمَن برَّأهم الله منه، وفيمَن زكَّاهم الله بخلاف قولِهم.

أسأل الله -عزَّ وجلَّ- بأن يُلحقَنا وإيَّاكم والصَّالحين مِن عبادِ الله تحت لواء نبيِّه الكريم لنشربَ -لا لِنُطرَد-؛ إنَّه -سُبحانه- وليُّ ذلك والقادر عليه.

وصلَّى الله وسلَّم وبارَك على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آلِه وصحبِه أجمعين، ولا عُدوانَ إلا على الظالِمين.

تفريغ: أم محمد

ـ[طويلب لغة]ــــــــ[23 - 12 - 2011, 06:25 م]ـ
رد الشيخ علي القرني علي ياسر الحبيب (http://www.safeshare.tv/w/VpCoDCKZmS)

نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 10  صفحه : 1508
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست