خامسًا: الحرصُ على الوقت: لا تُكثِر مِن زيارة المَتاجر والأسواق؛ إلا بقدر الحاجة وعند تَمام نُسكك؛ ليَسلم قلبُك؛ فإنَّما خرجتَ تعبُّدًا وطاعة، فالزَم نيَّتَك؛ تَغنَمْ وتَسعد.
والتِّجارة -بيعًا وشراءً- جائزة مع تحسينِ النِّيَّة، وتطهير الطَّويَّة، والبُعد عن المخالفات الشرعيَّة، وعدم جعل ذلك شغلك الشاغل!!
والله -سبحانه- يقول في شأن الحجِّ: {لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ ..}؛ وقد ذكر المُفسِّرون فيها أقوالًا؛ منها: "هي مَنافع الدارَين جميعًا".
وقال الإمام ابن الجوزي في "زاد المَسير" (5/ 425) -مُرجِّحًا ومُوجِّهًا-: "وهو أصح؛ لأنه لا يكون القصد للتجارة خاصَّة؛ وإنما الأصل قصد الحج، والتِّجارة تَبَع".
وتذكرْ -أخي المسلم- أن كل صلاة مفروضة تُفوِّتها في المسجد الحرام؛ إنما هي أجر مائة ألف صلاةٍ تضيِّعهُ على نفسك!!
فالحرصَ الحرصَ ...
سادسًا: أداء الحُقوق: إذا كان عليك حقوق وواجبات -ماديَّة كانت، أو معنويَّة-: فعجِّل بأدائها -وبخاصَّة نحو مَن تَعول-.
ثم اكتبْ وصيَّتك قبل سفرك، وأوصِ أهلَك وذَويكَ بالتقوى، والسُّنة، وعمل المعروف، والبُعد عن كل ما يُخالف الشَّرع.
سابعًا: الصُّحبة الصَّالحة: رافقْ في سفرك الأخيار، واحرصْ على مُلازمة الصَّالحين؛ فرسول الله -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم- يقول: "لا تُصاحِب إلا مؤمنًا، ولا يأكل طعامَك إلا تقيٌّ".
ثامنًا: آداب السَّفر: لا تنسَ عند التَّوديع أن تقولَ لمُودِّعيك: "أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعُه"؛ بينما هم يقولون لك: "نستودِع الله دينَك، وأمانتَك، وخواتيم عمَلِك".
تاسعًا: فضل السَّفر يوم الخميس، وأدعية المُسافر: احرصْ -عند التيسُّر- أن تُسافر أول يوم الخميس؛ فهي السُّنة. فإذا ركبتَ وسيلة النقل التي تُقِلُّك في سفرك: فادعُ دعاء السفر؛ وهو:
"اللهم أكبر، الله أكبر، الله أكبر.
{سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ - وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ}.
اللهم إنا نسألكَ في سفرنا هذا البِرَّ والتقوى، ومِن العمل ما تَرضَى، اللهم هَوِّنْ علينا سَفرَنا هذا، واطوِ عنا بُعدَه، اللهم أنتَ الصاحبُ في السَّفر، والخليفةُ في المال والأهل.
اللهم إني أعوذ بكَ من وَعْثاءِ السفر، وكآبةِ المَنظرِ، وسوءِ المُنقَلبِ في المال والأهل".
وعند رجوعك من السفر تدعو الدعاءَ السَّابق -نفسَه-، ثم تَزيد:
"آيِبونَ، تائِبون، عابِدون، لربِّنا حامِدون"، "صدقَ الله وعدَه، ونصرَ عبدَه، وهزمَ الأحزابَ -وحده-".
عاشرًا: فضل العلم وكُتُبه: اقتنِ كتابًا -أو كُتيِّبًا- مِن الكتب التي فَصَّلت في أحكام الحج، وبخاصة: كتب مشايخنا أئمة أهل السنة:
الشَّيخ ابن باز، والشَّيخ الألباني، والشَّيخ ابن عُثيمين -رحمهم الله-أجمعين-؛ لتستعين بها على أداء نُسكك -وَفق المنهج النبوي، والسبيل المَرضي-.
واحرصْ -كذلك- على الكتب التي جَمعت الأذكار النبويَّة الصَّحيحة:
ككتابِ "صحيح الكلِم الطيِّب" -لشيخنا الألباني-، أو كتاب "مُهذَّب عمل اليوم والليلة" -بقلمي-، أو كتاب "حصن المسلم" -للأخ الشيخ سعيد القحطاني-، أو غير ذلك مما في معناه؛ حتى تَحرص على إقامة كل ذِكر في موضعه -في إقامتك وسفرك-.
أولًا: شروط وجوبِ الحج: إنما يجبُ الحجُّ على كل مستطيع ببدنه: ملَك الزاد والرَّاحلة، ووجد أمن الطريقِ، والله -تعالى- يقول: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا}.
ثانيًا: أفعال لا حرج فيها للمُحرِم: ليس عليكَ وأنتَ مُحرِم مِن حرجٍ إذا اغتسلتَ، أو بدَّلت لباس الإحرام، ولو أدَّى ذلك إلى دَلْك رأسك، أو حكِّه، أو تسريح شعرك؛ فكل هذا جائز.
ثالثًا: الحجامة للمُحرِم: لا حرج على مَن احتاج إلى الحِجامة أثناء إحْرامه لمَرَض أونحوه -ولو أدَّاه هذا إلى أن يحلِق مَوضع الحجامة مِن شعرِه إذا احتجم في رأسه-.
¥
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 10 صفحه : 1478