responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 10  صفحه : 1455
ـ[أحمد بن حسنين المصري]ــــــــ[09 - 05 - 2012, 08:49 م]ـ
قال ابنُ حزم في (مداوة النفوس):
إذا حضرتَ مجلسَ علمٍ فلا يكن حضورُك إلا حضورَ مستزيد علم وأجر، لا حضور مستغن بما عندك طالبًا عثرةً تشنعها، أو غريبةً تشيعها؛ فهذه أفعالُ الأرذالِ الذين لا يفلحون في العلمِ أبدًا.
فإذا حضرتها على هذه النيةِ فقدْ حصّلت خيرًا على كل حال، وإن لم تحضرْها على هذه النية؛ فجلوسُك في منزلِك أروحُ لبدنِك، وأكرمُ لخلقك، وأسْلمُ لدينِك.
فإذا حضرتها كما ذكرنا فالتزم أحدَ ثلاثةِ أوجهٍ لا رابعَ لها وهي:
إما أن تسكتَ سكوتَ الجهال، فتحصل على أجر النية في المشاهدة، وعلى الثناءِ عليك بقلةِ الفضول، وعلى كرمِ المجالسة، ومودة من تجالس.
فإن لم تفعلْ ذلك فاسأل سؤالَ المتعلم، فتحصل على هذه الأربع محاسن، وعلى خامسة وهي: استزادة العلم.
وصفة سؤال المتعلم: أن تسألَ عما لا تدري لا عما تدري، فإنَّ السؤالَ عما تدريه سخفٌ، وقلةُ عقلٍ وشغل لكلامك، وقطعٌ لزمانك بما لا فائدةَ فيه لا لك ولا لغيرك، وربما أدى إلى اكتسابِ العداوات، وهو بعدُ: عينُ الفضول.
فيجب عليك أن لا تكونَ فضوليًا فإنها صفةُ سوء، فإن أجابك الذي سألت بما فيه كفايةٌ لك فاقطعِ الكلام، وإن لم يجبْك بما فيه كفاية، أو أجابك بما لم تفهم، فقل له: لم أفهم، واستزِدْه فإن لم يزدك بيانًا، وسكت، أو أعاد عليك الكلامَ الأول، ولا مزيدَ فأمسكْ عنه، وإلا حصلت على الشرِّ والعداوة، ولم تحصل على ما تريد من الزيادة.
والوجه الثالث: إياك من أن تراجعَ مراجعةَ العالم، وصفة ذلك أن تُعارضَ جوابَه بما ينقصه نقصًا بينًا، فإن لم يكنْ ذلك عندك، ولم يكن عندك إلا تَكرارُ قولِك أو المعارضة بما لا يراه خصمُك معارضةً، فأمسكْ فإنك لا تحصل بتكرار ذلك على أجرٍ، ولا على تعليمٍ، ولا على تعلم بل على الغيظ لك، ولخصمك والعداوة التي ربما أدت إلى المضرات.
وإياك وسؤالَ المعنت ومراجعةَ المكابر الذي يطلب الغلبةَ بغير علمٍ فهما خلقا سوءٍ دليلان على قلةِ الدين، وكثرةِ الفضول، وضعفِ العقل، وقوة السخف، وحسبنا الله ونعم الوكيل.

ـ[أبو سعد المصري]ــــــــ[11 - 05 - 2012, 01:31 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
جزاكم الله خيرا

قال ابن الجوزي في كتابه ((ذم الهوى)) (1/ 58):
((وَاعْلَمْ وَفَّقَكَ اللَّهُ أَنَّ الصَّبْرَ مِمَّا يُأْمُرُ بِهِ الْعَقْلُ، وَإِنَّمَا الْهَوَى يَنْهَى عَنْهُ، فَإِذَا فُوضِلَتْ فَوَائِدُ الصَّبْرِ وَمَا تَجْلِبُ مِنَ الْخَيْرِ عَاجِلا وَآجِلا؛ بَانَتْ حِينَئِذٍ فَضَائِلُ الْعَقْلِ وَخَسَاسَةُ الْهَوَى.
وَاعْلَمْ أَنَّ الصَّبْرَ يَنْقَسِمُ قِسْمَيْنِ: صَبْرٌ عَنِ الْمَحْبُوبِ، وَصَبْرٌ عَلَى الْمَكْرُوهِ، فَالطَّاعَةُ مُفْتَقِرَةٌ إِلَى الصَّبْرِ عَلَيْهَا، وَالْمَعْصِيَةُ مُفْتَقِرَةٌ إِلَى الصَّبْرِ عَنْهَا.
وَلَمَّا كَانَتِ النَّفْسُ مَجْبُولَةٌ عَلَى حُبِّ الْهَوَى، فَكَانَتْ بِالطَّبْعِ تَسْعَى فِي طَلَبِهِ؛ افْتُقِرَتْ إِلَى حَبْسِهَا عَمَّا تُؤْذِي عَاقِبَتُهُ.
وَلا يَقْدِرُ عَلَى اسْتِعَمَالِ الصَّبْرِ إِلا مَنْ عَرَفَ عَيْبَ الْهَوَى، وَتَلَمَّحَ عُقْبَى الصَّبْرِ، فَحِينَئِذٍ يَهُونُ عَلَيْهِ مَا صَبَرَ عَلَيْهِ وَعَنْهُ، وَبَيَانُ ذَلِكَ بِمَثَلٍ وَهُوَ أَنَّ امْرَأَةً مُسْتَحْسَنَةً مَرَّتْ عَلَى رَجُلَيْنِ، فَلَمَّا عَرَضَتْ لَهُمَا اشْتَهَيَا النَّظَرَ إِلَيْهَا، فَجَاهَدَ أَحَدُهُمَا نَفْسَهُ، وَغَضَّ بَصَرَهُ، فَمَا كَانَتْ إِلا لَحْظَةً وَنَسِيَ مَا كَانَ، وَأَوْغَلَ الآخَرُ فِي النَّظَرِ، فَعَلِقَتْ بِقَلْبِهِ، فَكَانَ ذَلِكَ سَبَبَ فِتْنَتِهِ وَذَهَابِ دِينِهِ، فَبَانَ لَكَ أَنَّ مُدَارَاةَ الْمَعْصِيَةِ حَتَّى تَذْهَبَ أَسْهَلُ مِنْ مُعَانَاةِ التَّوْبَةِ حَتَّى تُقْبَلَ، وَقَدْ قَالَ بَعْضُ السَّلَفِ: مَنْ تَخَايَلَ الثَّوَابَ خف عَلَيْهِ الْعلم))

ـ[أبو سعد المصري]ــــــــ[13 - 05 - 2012, 06:28 ص]ـ
قال اببن الجوزي في كتابه ((اللطائف)):
((يا مقهورا بغلبة النفس، صِلْ عليها بسوط العزيمة، فإنها إن عرفت جدك استأسرت لك، وامنعها ملذوذ مباحها ليقع الاصطلاح على ترك الحرام، فإذا صبرتْ على ترك المباح {فَإِما مناً بَعدُ وَإِما فِداء}.
الدنيا والشيطان خارجان عنك، والنفس عدو مباطن، ومن أدب الجهاد {قاتِلوا الَّذَينَ يَلونَكُم}.
إن مالت إلى الشهوات فاكبحها بلجامِ التقوى، وإن أعرضت عن الطاعات فسقها بسوط المجاهدة، وإن استحلت شراب التواني، واستحسنت ثوب البطالة فصح عليها بصوت العزم، فإن رمقتْ نفسها بعين العجب فذكرها خساسة الأصل، فإنك والله ما لم تجد مرارة الدواء في حلقك، لم تقدر على ذرة من العافية في بدنك، وقد اجتمعت عندك جنود الهوى في بيت النفس، فأحكمت حصن البطالة.
فيا حزب التقى جردوا سيوف العزائم، وادخلوا عليهم الباب)).
¥

نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 10  صفحه : 1455
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست