نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 10 صفحه : 1432
تفريغ محاضرة (فضائل العشر من ذي الحجة) - للشيخ علي الحلبي الأثري
ـ[أم محمد]ــــــــ[01 - 11 - 2010, 11:33 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
فَضائِلُ العَشرِ مِن ذِي الحجَّة
لفضيلة الشَّيخ
عليِّ بنِ حسَن الحلبيِّ الأثريِّ
-حفظه الله-
إن الحمدَ لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذُ باللهِ مِن شرورِ أنفسِنا وسيئاتِ أعمالِنا، مَن يهدِه اللهُ فلا مُضِلَّ له، ومَن يضللْ فلا هاديَ له.
وأشهدُ أنْ لا إلهَ إلا اللهُ وحده لا شَريك له، وأشهد أنَّ محمدًا عبدُه ورسولُه.
أمَّا بعد: فإنَّ أصدقَ الحديثِ كلامُ الله، وخيرَ الهَدْي هديُ محمد -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم-، وشرَّ الأمور محدثاتُها، وكلَّ محدَثةٍ بِدعة، وكلَّ بدعةٍ ضلالة، وكلَّ ضلالةٍ في النَّار.
أمَّا بعد:
q [فضائل ومزايا اختص الله بها بعض مخلوقاته]
فمِن مِنن الله الكريم -جلَّ في عُلاهُ، وعظُم في عالي سَماه- أنَّه اختصَّ بعضَ خَلْقِه بشيءٍ من المزايا والفضائل التي فضَّلها على بعضٍ آخر؛ فجعلَ بين النَّاس مُفاضلاتٍ.
فلا شكَّ ولا ريبَ أن الأنبياءَ هم أفضلُ البشرِ، وليس مِن شكٍّ أن نبيَّنا -صلَّى الله عليه وسلَّم- هو سيِّد الأنبياء، وكذلك الحال فيمَن بعد الأنبياء؛ فالصَّحابةُ -رضي الله-تعالى-عنهم- هم سادةُ البشر بعد الأنبياءِ، وأفضلُ الصَّحابةِ: العشرة المبشَّرون، وأفضل العشَرة: الخلفاءُ الأربعة، وأفضل الخلفاءِ الأربعة: الشَّيخان -أبو بكرٍ وعُمر-، وأفضل الشَّيخَين: أبو بكرٍ الصِّدِّيق -رضيَ الله-تعالى-عنه-.
وكذلك: جعل -سُبحانه وتَعالى- في المكان فَضائلَ -لا توجد في بعضٍ وتوجَد في بعض-.
فلا شكَّ ولا ريب أن مكَّة المكرَّمة أحبُّ أرضِ الله إلى الله، وأن أفضل ما في مكَّة: هو المسجد الحرام والكعبة المُشرَّفة.
وكذلك الشأن فيما بيَّن النبيُّ -صلى اللهُ عليهِ وسلَّم- أنَّه لا تُشدُّ الرِّحال إلا إليه؛ وهم: المساجِد الثلاثةُ: المسجد الحرام، والمسجدُ النَّبويُّ، والمسجد الأقصى.
ومِن هذا الفضل: أنه جعل لهذه المساجد الثلاثة مِن الفضائل -في الصلاة ومضاعفاتِها- ما ليس في غيرِها؛ فصلاةٌ مفروضة في المسجد الحرام تعدِل مائة ألفِ صلاةٍ، وصلاةٌ مفروضةٌ في المسجد النبويِّ تعدل ألف صلاةٍ، وأربعُ صلواتٍ في المسجدِ الأقصى تعدل صلاةً في المسجد النَّبويِّ -كما أخبر النبيُّ-عليهِ الصَّلاةُ والسَّلام-.
وقد جعل الله -سبحانَه وتَعالى- في الزَّمان زمانًا أفضلَ من زمان، ووقتًا أفضلَ من وقت، وظَرفًا خيرًا من ظرفٍ.
فلا شكَّ ولا ريب أن لشهرِ رمضانَ مِن الفضلِ ما لا يَعلمُ به إلا اللهُ، وأنَّ لِليلةِ القدْر -مِن شهر رمضان- ما لا يعلمُ فيه إلا الله، وكذلك جعل الله -سبحانه وتَعالى- مِن الأشهرِ أشهرًا حُرُمًا، وجعل من الأشهُر أشهُرًا للحجِّ.
كل ذلك بيانٌ وتوكيدٌ وإثباتٌ لمنزلةِ هذه المخلوقات -بعضِها فوق بعض، وبعضِها على بعض-.
فمِن الزَّمان زمانٌ أفضل مِن زمان، ومن المكان مكانٌ أفضل مِن مكان، وكذلك الشأنُ في الأعيانِ والإنسان؛ حتى الملائكة: بعضُهم خيرٌ من بعض؛ فجبريل وميكائيل وإسرافيلُ وحمَلة العرش؛ هم أفضل الملائكةِ -على فضلِهم جميعًا، وهم الذين لا يَعصون اللهَ ما أمرهُم ويفعلون ما يؤمَرون-.
وها نحن -أيها الإخوةُ في الله! - على بُعدِ أيَّام قليلةٍ من شهرِ ذي الحجَّة، هذا الشَّهر المُبارَك الذي فيه أيامٌ مِن أفضل الأيَّام، وأوقاتٌ مِن أعظم الأوقات.
q[الفَرق ما بين الأشهُر الحرُم وأشهر الحج]
وقبل أن نَبدأ بذِكر شيءٍ من هذه الفضائل: نبيِّن فرقَ ما بين الأشهرِ الحرُم وأشهر الحجِّ.
فاللهُ -تعالى- يقول: {الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُوماتٌ}، وعندما ذَكر -سبحانه-عدة الشهور قال: {مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ} ....
فكثير مِن النَّاس يَخلطون بين (أشهُر الحجِّ) وبين (الأشهر الحرُم).
الأشهُر الحرُم؛ يقول أهلُ العلم: هي ثلاثةٌ سردٌ وواحدٌ فرْد. (ثلاثة سَرْد): أي متواصلة مَسرودة، و (واحد فَرْد): أي مُستَقِلٌّ.
أما المستقِل: فهو رجب؛ لذلك: يُطلِق العرب على شهر رجَب أنه: (رجب الفَرد).
وأما السَّرد؛ فذو القعدة، وذو الحجة، وشهر اللهِ المحرَّم.
هذه الأشهُر التي هي الأشهر الحرُم.
أما أشهُر الحجِّ: فهي شوال، وذو القعدة، والعشر الأُوَل مِن شهرِ ذي الحجة.
¥
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 10 صفحه : 1432