نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 10 صفحه : 143
موقف حماد بن سلمةٍ ـ رحمه الله ـ مع محمد بن سليمان: عن مقاتل بن صالح الخرساني قال: دخلت على حماد بن سلمة فإذا ليس في البيت إلا حصيرٌ وهو جالسٌ عليه ومصحفٌ يقرأ فيه وجرابٌ فيه علمه ومطهرةٌ يتوضأ منها فبينما أنا عنده جالسٌ إذا دقَّ الباب. فقال: يا صبية اخرجي فانظري من هذا. فقالت: رسول محمد بن سليمان. قال: قولي له يدخل. فدخل فناوله كتاباً, فإذا فيه: بسم الله الرحمن الرحيم من محمد بن سليمان إلى حماد بن سلمة أما بعد: فصبحك الله بما صبح به أولياءه وأهل طاعته, وقعت مسألة فأتينا نسألك عنها والسلام. قال: يا صبية هلمي الدواة, ثم قال لي: اقلب الكتاب واكتب أما بعد: وأنت فصبحك الله بما صبح به أولياءه وأهل طاعته إنا أدركنا العلماء وهم لا يأتون أحداً فإن كانت وقعت مسألة فأتنا واسألنا عما بدا لك وإن أتيتني فلا تأتني إلا وحدك ولا تأتني بخيلك ورجلك فلا أنصحك، وأنصح نفسي والسلام. فبينما أنا عنده دق داق الباب. فقال: يا صبية اخرجي فانظري من هذا؟ فقالت: محمد بن سليمان. قال: قولي له ليدخل وحده. فدخل فسلم ثم جلس بين يديه. فقال: ما لي إذا نظرت إليك امتلأت رعباً؟ فقال حماد: سمعت ثابتاً البناني يقول: سمعت أنس بن مالك - رضي الله عنه - يقول: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: " إن العالم إذا أراد بعلمه وجه الله عز وجل هابه كل شيء وإذا أراد أن يكتنز به الكنوز هاب من كل شيءٍ". فقال: أربعون ألف درهم تأخذها تستعين بها على ما أنت عليه. قال: ارددها على من ظلمته بها. قال: والله ما أعطيتك إلا ما ورثته. قال: لا حاجة لي فيها ازوها عني زوى الله عنك أوزارك. قال: فتقسمها. قال: فلعلي إن عدلت في قسمتها أن يقول بعض من لم يرزق منها: لم يعدل. ازوها عني زوى الله عنك أوزارك.
موقف محمد بن عبدالرحمن بن أبي ذئب ـ رحمه الله ـ مع المهدي: قال أبو العيناء: لما حجَّ المهدي دخل مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلم يبق أحدٌ إلا قام إلا ابن أبي ذئبٍ. فقال له المسيب بن زهير: قم هذا أمير المؤمنين. فقال: إنما يقوم الناس لرب العالمين. فقال المهدي: دعه فلقد قامت كل شعرةٍ في رأسي.
موقف سالم بن عبدالله بن عمر بن الخطاب ـ رحمه الله ـ مع هشام بن عبدالملك: قال ابن عيينة دخل هشام الكعبة فإذا هو بسالم بن عبدالله فقال: سلني حاجةً. قال: إني استحيي من الله أن أسأل في بيته غيره. فلما خرجا، قال: الآن فسلني حاجةً. قال له سالم: من حوائج الدنيا أم من حوائج الآخرة؟ قال: من حوائج الدنيا. قال: والله ما سألت الدنيا من يملكها فكيف اسألها من لا يملكها.
موقف مالك بن أنس ـ رحمه الله ـ مع هارون الرشيد: قال مالك بن أنسٍ ـ رحمه الله ـ: وجَّه إليَّ هارون الرشيد فسألني أن أُحدِّثه. فقلت: يا أمير المؤمنين إن العلم يؤتى ولا يأتي فصار إلى منزلي فاستند معي في الجدار. فقلت له: يا أمير المؤمنين إن من إجلال الله إجلال ذي الشيبة المسلم. قال: فقام فجلس بين يديّ. فقال لي بعد مدة: يا أبا عبدالله تواضعنا لعلمك فانتفعنا به, وتواضع لنا علم سفيان بن عيينة فلم ننتفع به. وكان سفيان يأتيهم إلى بيوتهم فيأخذ دراهم.
موقف سعيد بن المسيب ـ رحمه الله ـ مع عبدالملك بن مروان: عن ميمون بن مهرانٍ قال: قدم عبدالملك بن مروان المدينة فامتنعت منه القائلة واستيقظ, فقال لحاجبه: انظر هل في المسجد أحدٌ من حُدَّاثنا؟ فخرج, فإذا سعيد بن المسيب في حلقته, فقام حيث ينظر إليه ثم غمزه وأشار بإصبعه, ثم ولى فلم يتحرك سعيد, فقال: لا أراه فطن فجاء ودنا منه ثم غمزه, وقال: ألم ترني أُشير إليك؟ قال: وما حاجتك؟ قال: أجب أمير المؤمنين. فقال: إليَّ أرسلك؟ قال: لا, ولكن قال: انظر بعض حدَّاثنا فلم أرَ أحداً أهيأ منك. قال: اذهب فأعلمه أني لست من حُدَّاثه فخرج الحاجب وهو يقول: ما أرى الشيخ إلا مجنوناً وذهب فأخبر عبدالملك. فقال: ذاك سعيد بن المسيب فدعه. فلله دَرُّهُ من إمامٍ في عزة نفسه وصدعه بالحق.
¥
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 10 صفحه : 143