نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 10 صفحه : 1402
جزاكم الله خيرًا على تعليقاتكم وتعقباتكم، وبارك لكم في علمكم.
ومن باب الفائدة:
أنقل هذه الفتوى للإمام المحدِّث المجدِّد محمد ناصر الدين الألباني -رحمه الله-:
405 - زيارة الأقارب في العيد:
السؤال: يسأل السائل حول زيارة الأقارب في العيد -كما يفعله كثير من الناس-، وتخصيصها، فالبعض امتنع عن الزيارة بحُجَّة أن هذا لم يَرِد في السُّنة؛ فما القول في هذا؟
الجواب: نقول: بارك الله في هذا البعض، ونسأل الله أن يجعلنا مِن ذاك البعض؛ لأننا نقول -دائما وأبدًا-: إن من البدع الفاشية تخصيص يوم العيد لزيارة الأحياء للأموات! ألم تسمع الدعوة الجديدة التي هي دعوة قديمة وهي أن زيارة الأحياء للأحياء يوم العيد بدعة؟
ونحن عندما نقول: زيارة الأحياء للأموات بدعة؛ فهذا القول يقال في كل البدع -في الألوف المؤلفة- منها؛ كل بدعة يقول فيها الرسول -صلى الله عليه وسلم-: "كل بدعة ضلالة"، ولا يوجد نص في أي بدعة عن الرسول: أن هذه بدعة! مع ذلك؛ فالعلماء مُجمِعون على بِدعيَّة الألوف المؤلَّفة من الأمور الحادثة بعد الرسول -صلى الله عليه وسلم-.
حسنٌ؛ كيف نقول: هذه بدعة، وليس عندنا نص ببدعيَّتِها، أو بإنكارها؟
بهذه الجملة المختصرة -والتي تدل عليها أدلة من الكتاب والسنة كثيرة-، وهي: لو كان خيرًا سبقونا إليه.
ومن الأدلة على ذلك: قوله -تعالى-: {وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا} [النساء: 115].
إذًا: هذا غير سبيل المؤمنين: أن يذهب الناس يوم العيد لزيارة القبور!! لم يكن هذا من سبيل المؤمنين.
إذًا؛ نحن نلخِّص هذا الدليل -وما شابهه من الأدلة- بكلمة لكي نُبعد الناس عن أي محدَثة؛ نقول: لو كان خيرًا لسبقونا إليه.
فالآن؛ زيارة القبور خير بلا شك، لكن؛ هذا المبدأ العام الصحيح لما خصَّصه العُرف الخلَفي بيوم العيد! وأطلقوا في كل السَّنة، أصبح بدعةً في الدين، ودفعْناه بتلك الجملة الطيِّبة المبارَكة: لو كان خيرًا لسبقونا إليه.
فإذًا؛ زيارة الأحياء للأموات الأصل فيها: أنها شرع، ولا حاجة للتفصيل فيها؛ كذلك زيارة الأحياء للأحياء: شرع، لا يوجد خلاف في هذا.
وهذا المنطق الصحيح لا ينبغي أن نُخل به، أو أن نُعرض عنه؛ لأننا نحنُ المَغلوبون على أمرِنا والمعتادون عادةً تُشبه تلك العادة التي نحنُ مُجمِعون على إنكارها، وهي أننا اعتدنا أن نزور المسلمين بمناسبة العيد! وأنا أقول: جازمين قانِعين -تمامًا- بأن زيارة الأحياء للأحياء في العيد كزيارة الأحياء للأموات -في العيد-أيضًا-! ولا فرق -إطلاقًا-.
فإذا قال الإنسان: ليس في زيارة الأحياء للأحياء في العيد شيء، وهو أمر مشروع، وكما قيل اليوم: زيارة الأرحام، وهو لم يزرهم سنةً أو سنتين ... إلخ؟!
فهذا -وحده- يكفي لفساد هذه الزيارة وتبديعها؛ لأنهم يتواكلون ويتكاسلون عن القيام بواجبهم، سواء أكان الواجب زيارة الأحياء للأحياء، أو زيارة الأحياء للأموات التي تُرقِّق القلوب وتذكِّر الآخرة، لا يفعلونها إلا يوم العيد -أيضًا-!
[نقلًا مِن: "سؤالات علي بن حسن الحلبي لشيخه الإمام الألباني -رحمه الله-"، (2/ 587 - 588)].
وعلى الرابطين التاليين نقاش علمي بين الإمام الألباني وبعض الطلبة في هذا الموضوع [من "سلسلة الهدى والنور"، من آخر الشريط (530) وبداية الشريط (531)]:
http://www.alalbany.ws/alalbany/audio/530/530_09.rm (http://www.alalbany.ws/alalbany/audio/530/530_09.rm)
http://www.alalbany.ws/alalbany/audio/531/531_01.rm (http://www.alalbany.ws/alalbany/audio/531/531_01.rm)
والمسألة اجتهد فيها الإمام الألباني -رحمه الله-؛ فمَن رأى ما رآه اتبعه فيه، وإلا؛ فكل يؤخذ من قوله ويُرد إلا من لا ينطق عن الهوى.
وخير الهديُ هدي محمد -صلى الله عليه وسلم-.
والله الموفق.
وأما مسألة مساحيق التجميل؛ فقد جمعتُ -قبل سنوات مضتْ- العديد من فتاوى أهل العلم في عدم الجواز إلا في حدود وضوابط.
وهي ليست بين يديَّ حاليًّا؛ فلعلي إن عثرتُ على الملف أرفقه -هنا- لمن أراد الاستفادة في هذا الباب -إن شاء الله-.
وأذكِّر -هنا- بمقولة للإمام أحمد بن حنبل -رحمه الله-:
(لا أعنِّف من قال شيئًا له وجه، وإن خالفناه).