responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 10  صفحه : 1381
ومثل ذلك: النصوص النبوية التي جاءت في باب الأسماء والصفات؛ كقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "إن لله تسعة وتسعين اسمًا، مئةً إلا واحدًا، من أحصاها دخل الجنة"؛ فيؤمن المؤمن بهذه الأسماء، وليس المقصود منها الحصر -أيضًا-، وإنما لله أسماء حسنى استأثر بعلمها؛ كما في الدعاء المأثور: "أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحدًا من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك" الحديث.

ودلالتها على الصفات ظاهرة؛ لذا قال -رحمه الله-:

وَجَمِيعُ آيَاتِ الصِّفَاتِ أُمِرُّهَا /// حَقًّا كَمَا نَقَلَ الطِّرَازُ الأَوَّلُ

أي: من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم-، وتبعهم على ذلك أئمة العلم من التابعين وأبناء التابعين -من القرون المفضلة-، ومشى على هذا الدرب أتباع الطائفة الناجية المنصورة.
والمراد بـ (الطراز الأول): أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم-، وأهل القرون المفضلة.

وَأَرُدُّ عُهْدََتَهَا إِلَى نُقَّالِهَا /// وَأَصُونُهَا عَنْ كُلِّ مَا يُتَخَيَّلُ

(وَأَرُدُّ عُهْدََتَهَا): أي جميع نصوص الصفات. (إِلَى نُقَّالِهَا) يعني: إلى من نقلوا نصوص الصفات؛ لأن الدِّين أُخذ من الثقاتِ عن الثقات -كتاب الله، وسُنة النبي -صلى الله عليه وسلم-؛ فالثقات رواياتهم مقبولة، وعلومهم منقولة، وهم أهل الصواب.

ويجب صيانتها من التحريف والتأويل الباطل، والتعطيل، كما يجب -أيضًا- صيانتها عما يتخيله أهل الباطل من أهل البدع والضلال ممن ضلوا في هذا الباب.

ثم قال:

قُبْحًا لِمَنْ نَبَذَ الْكِتَابَ وَرَاءَهُ /// وَإِذَا اسْتَدَلَّ يَقُولُ قَالَ الأَخْطَلُ

هذا دعاء على مَن يترك في الاستدلال -سواء في هذا الباب: باب الأسماء والصفات، أو غيره- يترك الاستدلال بما قال الله، وقال رسوله، ويعمد إلى أقوال الرجال.

وفي قوله: (قَالَ الأَخْطَلُ): يشير إلى الذين حرَّفوا صفة الاستواء، فسَّروا الاستواء -وهم الأشاعرة فمَن فوقهم من المعتزلة والجهمية- فسَّروا الاستواء بالاستيلاء. أما الجهمية؛ فنفت الصفة نفيًا باتًّا، والمعتزلة -كذلك- نفوا الصفات، والأشاعرة هم الذين أوَّلوا تأويلًا باطلًا، فقالوا في صفة الاستواء: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [طه: 5] أي: استولى. واستدلوا على هذا التفسير الخاطئ بقول الأخطل النصراني:
بِشرٌ قد استوى على العراق .. من غير سيف أو دم مِهراق

لذا أشار إلى هذا البيت الإمام ابن تيمية -رحمه الله-، وخطَّأ من تمسكوا به، واستدلوا على أن الاستواء يفسَّر بالاستيلاء وعلى ذلك كلام العرب! والأخطل النصراني ليس من العرب، وليس ممن يُعتد بعربيَّتهم، قالوا: يفسَّر الاستواء بالاستيلاء بدليل قول الشاعر: (بِشرٌ قد استوى على العراق) أي: استولى!

وتركوا تفسير السلف الصالح وأتباعهم الذين هم أولى بفهم نصوص الكتاب والسُّنة، وأولى بفهم أبواب العلم لا سيما هذا الباب العظيم الذي هو أصل الدين وقاعدته.

[فرغتُه من مادة صوتية موجودة في موقع الدعوة السلفية بصامطة - قسم صوتيات الشيخ زيد المدخلي -حفظه الله-].

نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 10  صفحه : 1381
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست