responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 10  صفحه : 1368
وفيما هم كذلك علمت زوجة أمير الدرعية وكانت امرأة صالحة فعرضت على زوجها الأمير محمد بن سعود أن يناصر هذا الشيخ الذي جاء وأنه نعمة من الله ساقها إليه فالبدار باغتنامه، فأدخلت عليه الطمأنينة وحب الدعوة وحب هذا العالم فقال الأمير: يأتيني، فقالت زوجته بل اذهب أنت إليه لأنك إذا أرسلت إليه وقلت يأتيني ربما يقول الناس طلبه من أجل أن يبطش به، لكنك إذا ذهبت إليه يكون هذا عزاً له ولك. . فذهب إليه الأمير في بيت التلميذ وسلم عليه وسأله عن قدومه. . . فشرح له الشيخ وبين له أنه ليس عنده إلا دعوة الرسل صلوات الله وسلامه عليهم وهي الدعوة إلى كلمة التوحيد وهي لا إله إلا الله، وشرح معناها وبين له أنها عقيدة الرسل. . .
فقال الأمير: أبشر بالنصر والتأييد، وقال له الشيخ: وأبشر بالعز والتمكين لأن هذه الكلمة - لا إله إلا الله - من قام بها فإن الله يمكن له. فقال له الأمير: لكني أشترط عليك شرطاً، قال وما هو؟ قال أن تتركني وما آخذ من الناس، قال الشيخ لعل الله يغنيك عن هذا ويفتح لك باب رزق من عنده. فتفرقا على هذا وقام الشيخ بالدعوة وقام الأمير بالمناصرة. ثم توافد الطلاب على الدرعية وصار للشيخ مكانة فيها، فكان هو الإمام في الصلاة والمفتي والقاضي، فتكونت إمارة للتوحيد في بلاد الدرعية من ذلك الوقت وأرسل الشيخ رسائل إلى أهل البلدان والقرى يدعوهم إلى الله والدخول في عقيدة التوحيد وترك البدع والخرافات فمنهم من استجاب وانضم إلى الدعوة بدون جهاد وبدون قتال ومنهم من مانعة وعانده فقاتل جنود التوحيد بقيادة الأمير محمد بن سعود وريادة الشيخ محمد بن عبدالوهاب قاتلوا من عاند وعارض. . . وامتدت الدعوة في بلاد نجد وسلمت له البلاد ومن حولها، حتى أمير العيينة الذي كان له موقف مع الشيخ دخل في ولاية محمد بن سعود. وكذلك دخلت الرياض بعد قتال شديد وامتدت إلى الخرج وما رواء الخرج وإلى الشمال والجنوب حتى عمت من حدود الشام شمالاً إلى حدود اليمن جنوباً ومن البحر الأحمر إلى الخليج العربي شرقاً كلها صارت تحت ولاية الدرعية بادية وحاضرة. وأفاء الله على الناس في الدرعية الخير والرزق والغنى والثروة وقامت بها أسواق تجارية واستنارت بالعلم والقوة ببركة هذه الدعوة السلفية التي هي دعوة الرسل -عليهِم السلام-.

ـ[طويلب لغة]ــــــــ[23 - 12 - 2011, 08:00 م]ـ
* وأذكر قصة، وهي لها صلة بالموضوع:

وهو أن الشيخ عبد الله القرعاوي -يمكن البعض يعرفه-، ذهب إلى منطقة الجنوب، ونشر التوحيد -هناك-.

ولكنه كان -في أيام طلبه للعلم- سافر إلى الهند لطلب الحديث؛ لأن علماء الحديث في الهند، فسافر لتلك البلاد، ونزل على عالِم من علماء أهل الحديث، وهذا العالم قد بلغه أن محمد بن عبد الوهاب يكره الأولياء، وأنه غيَّر دِين المسلمين، وأنه يكفِّر المسلمين.

فكان ذاك الشيخ كل يوم إذا انتهى من درسِه؛ استقبل القِبلة ودعا على محمد بن عبد الوهاب الذي غيَّر دِين السلمين، وكفَّر المسلمين.

الشيخ عبد الله القرعاوي كان معه " كتاب التوحيد " لمحمد بن عبد الوهاب، رجل حكيم -الشيخ عبد الله القرعاوي-، فلم يواجه الرجل؛ لأن الرجل تشبَّع بهذه العلوم من الناس وهذه الأخبار، ولكن أخذ الكتاب، أخذ غلافه، ووضعه في دولاب أمام الشيخ.

فالشيخ حينما بدأ في درسِه -وكل يوم يدرسهم إلى أن تطلع الشمس- التفت؛ هذا الكتاب مشوَّه بهذه الصورة! فقال لأحد طلابه: أعطِني الكتاب هذا!

فلما أعطاه الكتاب، فتحَه، فاستمر فيه يقرأ إلى أن جاء إلى آخره.

فبعد ما انتهى قال: هذا الكتاب لمَن؟ وأين الغلاف [حقه]؟ أين غلاف الكتاب هذا؟

عند ذلك: قال الشيخ عبد الله القرعاوي: الكتاب هذا غلافه!

أعطاه الغلاف؛ فإذا هو كتاب محمد بن عبد الوهاب.

فقال له: ماذا وجدتَ فيه؟

قال: وجدتُ فيه نفَس محمد بن إسماعيل البُخاري! لا شيء فيه! ما فيه إلا آية وحديث.

ثم يقول: هذا الشيخ صار كل يوم بعد الدرس يستقبل القبلة، ويدعو لمحمد بن عبد الوهاب؛ تكفيرًا لذلك العمل الذي كان يعمله سابقًا.

لأن العلوم أخذها مِن الناس، ما أخذها من كتابه، أخذ العلوم هذه والدعوة من الأعداء الذين يخالفونه في دعوته.

ولهذا: الله -عز وجل- حثنا على التثبُّت: {يَا أيها الذين آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أن تُصيبوا قَومًا بجَهالَةٍ}.

هذا تشريع للمسلمين -جميعًا-: إذا بلغك عن صديقك، عن أي إنسان أنه يقول كذا وكذا؛ فعليك أن تتأكد، وتتثبَّت قبل أن تندفعَ في خِصامه، وفي الدعوة عليه بشيء لا يثبُت عندك) *.

لِما لا نطبق هذا عملياً حتى ينكشف الدجالون الذين اغلب ردودهم تخر صات وظنون؟

وفي هذا أن الإنسان لا يُسلم بقيل وقالوا لأنها الآفة والداء العضال

نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 10  صفحه : 1368
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست