responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 10  صفحه : 1362
تأملات في حديث: " احرص على ما ينفعك ... "
ـ[أم محمد]ــــــــ[27 - 11 - 2010, 10:05 ص]ـ
البسملة1

قال الإمام ابن سعدي -رحمه الله- في "الفتاوى السعدية" (24 وما بعدها):

* في قوله -صلى الله عليه وسلم-: "احرص على ما ينفعك، واستعن بالله" *

قوله -صلى الله عليه وسلم-: "احرص على ما ينفعك، واستعن بالله، ولا تعجز، وإن أصابك شيء؛ فلا تقل: (لو أني فعلتُ كذا لكان كذا)؛ فإن لو تفتح عمل الشيطان".
ما أجل هذا الحديث وأعزر فوائده، وأجمعه لخيري الدنيا والآخرة! فإن مجموع سعادة الدنيا والآخرة في حرص العبد على كل عمل ينفعه في دينه ودنياه مع استعانته بالله.
فمتى حرص العبد على الأمور النافعة واجتهد فيها وسلك أسبابَها وطرقَها، واستعان بربه في حصولها وتكميلها؛ كان ذلك كمالَه وعنوان توفيقه.
ومتى فاته واحدٌ من هذه الأمور الثلاثة؛ فاته من الخير بحسبها.
فمَن لم يكن حريصًا على الأمور النافعة، بل كان كسلانًا عن النافع له في أمور دينِه ودنياه؛ لم يدرك شيئًا.
فالكسل أصل الخيبة والفشل.
فالكسلان لا يدرك خيرًا، ولا ينال مكرمة، ولا يحظى بِدِين ولا دنيا.
وإن كان حريصًا لكن على غير الأمور النافعة -إما على أمور ضارة، أو أمور مفوِّتة للمنافع والكمال-؛ كان ثمرة حرصه الخيبة وفوات الخيرات، وحصول الشرور والمضرَّات.
فكم من حريص على سلوك طرق وأحوال غير نافعة؛ لم يستفد من حرصه إلا التعب والعناء والشقاء.
ثم إذا سلك العبدُ الطرق النافعةَ، وحرص عليها واجتهد؛ لم تتم إلا بصدق اللجوء والاستعانة بالله على إدراكها وتكميلها، وأن لا يتكل على حَوله وقوَّته؛ بل يكون اعتمادُه التام بقلبِه وباطنِه على ربِّه؛ فبذلك تهون المصاعب، وتتيسر له الأمور، وتحصل له الثمرات الطيبة في أمر الدين وأمر الدنيا.
لكنه في هذه الأحوال محتاج -بل مضطر- إلى معرفة الأمور النافعة التي ينبغي الحرص عليها، والجد في طلبها.

يتبع -إن شاء الله-

نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 10  صفحه : 1362
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست