نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 10 صفحه : 135
صور ومواقف من العزة
ـ[خادم السنه ابوعبدالله]ــــــــ[30 - 08 - 2013, 06:26 م]ـ
صور ومواقف من العزة
موقف السحرة مع فرعون: كان اللقاء بين موسى - عليه السلام - والسحرة لبيانِ من الصادق ومن الكاذب, فبدأ السحرة فألقوا ما عندهم من سحرٍ فسحروا به أعين الناس واسترهبوهم, فألقى موسى - عليه السلام - عصاه فإذا هو حيةٌ تسعى تلقف ما يأفكون, فخرَّ السحرة سجداً لله فلم يرضي فرعون ذلك فهددهم وخوفهم ولكن لم يضرهم هذا التهديد والتخويف بل ثبتوا على الإيمان وصمدوا على ذلك حتى قتلهم فرعون, كما قال تعالى: {قَالُوا أَرْجِهِ وَأَخَاهُ وَأَرْسِلْ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ* يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ*وَجَاءَ السَّحَرَةُ فِرْعَوْنَ قَالُوا إِنَّ لَنَا لأَجْراً إِنْ كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ * قَالَ نَعَمْ وَإِنَّكُمْ لَمِنْ الْمُقَرَّبِينَ*قَالُوا يَا مُوسَى إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ نَحْنُ الْمُلْقِينَ*قَالَ أَلْقُوا فَلَمَّا أَلْقَوْا سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ*وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ*فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ*فَغُلِبُوا هُنَالِكَ وَانقَلَبُوا صَاغِرِينَ*وَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ*قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ*رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ*قَالَ فِرْعَوْنُ آمَنتُمْ بِهِ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّ هَذَا لَمَكْرٌ مَكَرْتُمُوهُ فِي الْمَدِينَةِ لِتُخْرِجُوا مِنْهَا أَهْلَهَا فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ* لأقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلافٍ ثُمَّ لأصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ*قَالُوا إِنَّا إِلَى رَبِّنَا مُنقَلِبُونَ*وَمَا تَنقِمُ مِنَّا إِلاَّ أَنْ آمَنَّا بِآيَاتِ رَبِّنَا لَمَّا جَاءَتْنَا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراًوَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ} ".
موقف النبي:- صلى الله عليه وسلم - مع أبي طالب: جاءت قريش إلى أبي طالب فقالوا: يا أبا طالب إن ابن أخيك يأتينا في كعبتنا ونادينا فيسمعنا ما يؤذينا به فإن رأيت أن تكفه عنا فافعل, فقال لعقيل ابن عم الرسول - صلى الله عليه وسلم -: يا عقيل التمس لي ابن عمك فخرج وبحث عنه فلما وجده ذهب به حتى انتهى إلى أبي طالب, فقال له أبو طالب: يا ابن أخي والله ما علمت إن كنت لي لمطيعاً وقد جاء قومك يزعمون أنك تأتيهم في كعبتهم وناديهم تسمعهم ما تؤذيهم به فإني رأيت أن تكف عنهم. فحلَّق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ببصره إلى السماء فقال: والله ما أنا بأقدر على أن أدع ما بعثت به من أن يشتعل أحدكم من هذه الشمس شعلةً من نارٍ. فقال أبو طالب: والله ما كذب قط ارجعوا راشدين.
موقف صفية: وكان لصفية - رضي الله عنها- موقف لا مثيل له في تاريخ نساء البشر. فحين خرج الرسول - صلى الله عليه وسلم- لقتال عدوة في معركة الأحزاب (الخندق) ... وقام بوضع الصبيان ونساء المسلمين وأزواجه في (فارع) حصن حسان بن ثابت، قالت صفية:" فمر بنا رجل من يهود، فجعل يطيف بالحصن، وقد حاربت بنو قريظة، وقطعت ما بينها وبين رسول الله (صلَّى الله عليه وسلم)، وليس بيننا وبينهم أحد يدفع عنا، ورسول الله (صلَّى الله عليه وسلم) والمسلمون في غور عدوهم، لا يستطيعون أن ينصرفوا عنهم إن أتانا آت، قالت: فقلت يا حسان، إن هذا اليهودي كما ترى يطيف بالحصن، وإني والله ما آمنه أن يدل على عورتنا مَن وراءنا من يهود، وقد شُغل عنا رسول الله (صلَّى الله عليه وسلم) وأصحابه، فانزل إليه فاقتله. قال: والله لقد عرفت ما أنا بصاحب هذا، قالت: فاحتجزت ثم أخذت عموداً، ثم نزلت من الحصن إليه، فضربته بالعمود حتى قتلته، ثم رجعت إلى الحصن، وقلت: يا حسان، انزل إليه فاسلبه. فإنه لم يمنعني من سلبه إلا أنه رجل. قال: ما لي بسلبه من حاجة.
¥
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 10 صفحه : 135