نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 10 صفحه : 1326
وقال أيضاً: فإنه إذا اقتنى المال المباح، وأدى زكاته، لم يلم، فقد علم ما خلف الزبير، وابن عوف وغيرهما، وبلغت صدقة علي رضي الله عنه أربعين ألفاً، وخلف ابن مسعود: تسعين ألفاً، وكان الليث بن سعد يستغل كل سنة عشرين ألفاً، وكان سفيان، يتجر بمال، وكان ابن مهدي يستغل كل سنة ألفي دينار ([13] (http://www.ahlalloghah.com/#_ftn13)).
فالذي يترفع عن مال الناس ودنياهم، يكون محترماً عزيزاً، قال الشيخ علي القرني: ينبغي أن تكون كأحد علماء الشام وهو الشيخ سعيد الحلبي في يوم من الأيام وكان يلقي دروساً في مسجداً من المساجد، وجاء إبراهيم بن محمد علي باشا والي مصر ودخل المسجد، فقام الناس كلهم له إلا هذا الرجل، فتأثر في نفسه، فهو يريد أن يقوم له، وعندما تأثر من نفسه قال: لآتينه من باب لطالما أتي طلبة العلم من هذا الباب، باب الدُّنيا، ذهب إلى بيته وأعطى أحد جنوده مبلغاً من المال، وقال: اذهب وأعطه فلاناً، وكان المبلغ ألف ليرة ذهبية، فجاء به إليه.
وكان الشيخ في جلسته يلقي الدرس وهو مادٌ رجله، ولم يتغير عن ذلك عندما دخل ذلك الطاغية، فجاء إليه رسول الطاغية وقال: إن إبراهيم باشا يقول: هذه لك -وهي ألف ليرة ذهبية- فتبسَّم، وقال: ردها له وقل له: إنَّ الذي يمدُّ رجلَهُ لا يمدُّ يدَهُ.
وذكر الشيخ محمد المنجد أنَّ أحد العلماء الصالحين ذهب ليشتري حاجة من دكان، فلما جاء إلى الدكان وسام السِّلعة، لم يكن البائع يعرفه، فقام أحد الموجودين بتعريف الشيخ وقال: هذا فلان العالم العامل، فعندما سمع العالم بذلك ولَّى هارباً، فناداه البائع إلى أين يا سيدي؟ فقال: أريد يا أخي أن أشتري بمالي لا بديني.
وأخيراً أنصح كلَّ مَنْ يريد معرفةَ ربِّه، وتزكية نفسه، ومراقبة حاله، وإصلاح سريرته قبل علانيته، أن يقرأ «إحياء علوم الدين» متجاوزاً ما لا يصح فيه من الأحاديث.
وصلَّى اللهُ على سيِّدنا محمَّد وعلى آله وصحبه وسلَّم تسليماً كثيراً.
([1]) ـ صيد الخاطر: 30.
([2]) ـ رواه البخاري في كتاب الزكاة، باب لا صدقة إلا عن ظهر غنى (1361)، ومسلم في كتاب الزكاة، باب بيان أن اليد العليا خير من اليد السفلى (2432).
([3]) ـ رواه البخاري في كتاب الوصايا، باب أن يترك ورثته أغنياء خير من أن يتكففوا الناس (2591)، ومسلم في كتاب الوصية، باب الوصية بالثلث (4296).
([4]) ـ رواه أحمد في المسند (17763)، وابن حبان في صحيحه (3210).
([5]) ـ رواه مسلم في كتاب القدر، باب فى الأمر بالقوة وترك العجز والاستعانة بالله وتفويض المقادير لله (6945).
ـ[صالح العَمْري]ــــــــ[05 - 12 - 2010, 10:02 م]ـ
جزاك الله خير الجزاء يا أبا العباس، أقررت عيني أقرَّ الله عينك بما تحب.
ـ[عمر بن عبد المجيد]ــــــــ[08 - 12 - 2010, 09:01 ص]ـ
كأنكم لم تقرؤوا في المقالة هذا:
الإطار الذي تقرأ فيه كتب التراث، «إحياء علوم الدين» نموذجاً:
إنَّ كتب التراث على تنوُّعها واختلاف موضوعاتها، وما يثور حولها من جدل واختلاف ينبغي أن تقرأ في إطار الحقائق التالية:
1ـ أن تكون محكومةً بالمنهج الشرعيِّ الوسطيِّ، وأن نحتكم معها إليه، وهو المنهج الذي تؤيِّده نصوص الكتاب والسُّنَّة، بلا غلوٍّ ولا انحراف.
2ـ ما غلب منها خيره، وعظم نفعه، وقلّ خطأه، يُقبل ويُعتدُّ به، ويُحذر خطؤه ويجتنب، ويُنبَّه عليه بما يناسب من آداب الشريعة وإرشادها، ويدخل ذلك تحت القاعدة الحكيمة: «خذ ما صفا، ودع ما كدر»، ولو أنَّ الناس احتكموا إلى هذه القاعدة اليوم وحكَّموها، لوفَّروا كثيراً من الجهود والطاقات، والأموال والأوقات.
ومن هذا المنطلق لم يهدر علماء أهل السنّة تفسير الإمام الزمخشريِّ المعتزليِّ وتراثه وتراث أمثاله، وإنَّما تعقَّبوا أخطاءه ونبَّهوا عليها، نصحاً لله ورسوله صلى الله عليه وسلم، وكتابه ودينه.
3ـ ليس من منهج أهل السُّنَّة وخيار هذه الأمّة التشهير بما قلّ خطأه، وكثر خيره، مع إغفال حسناته ومزاياه، فليس ذلك من العدل والإنصاف، بل هو من الشطط، وبخس الناس أشياءهم. ولو اتُّبع هذا المنهج المجانف للحقِّ لأُهدرت أكثر كتب التراث، وخسرنا الاستفادة منها.
4ـ ما وقع من أخطاء علميَّة أو اجتهاديَّة في كثير من كتب التراث إنَّما سببه تأثير البيئة الجانحة عن الحقِّ، المجانبة لمنهج الاعتدال، فرُبَّما لجأ بعض الدعاة الربّانييّن إلى اتِّخاذ منهج مبالغ فيه في الاتّجاه الآخر في ظاهر الأمر، لردّ الناس إلى منهج الاعتدال المطلوب، وهم أعلم الناس به، ولا يجهلونه، ولا يرتضون عنه بدلاً.
¥
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 10 صفحه : 1326