نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 10 صفحه : 1272
والآيات والأحاديث في الإخلاص كثيرة جدًا، فهو سبب القبول عند الله عز وجل، فلا يقبل الله تعالى من العمل إلا ما كان خالصًا لوجهه وموافقًا لشرعه.
8 - ومع هذه الشروط مجتمعة، لابد من الإقامة على هذه الكلمة، ليختم للعبد بها ختامًا حسنًا، فإنما الأعمال بالخواتيم، ففي حديث مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «إن الرجل ليعمل الزمان الطويل بعمل أهل الجنة، ثم يختم له عمله بعمل أهل النار، وإن الرجل ليعمل الزمان الطويل بعمل أهل النار، ثم يختم له عمله بعمل أهل الجنة».
وفي حديث ابن مسعود رضي الله عنه، عند الشيخين «. . فوالذي لا إله غيره إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب، فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها».
وقد أمر الله تعالى بالإقامة على الإسلام والتوحيد: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ} [آل عمران:102].
وقد جاءت الأحاديث الشريفة تبين هذا المعنى: عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- «من مات يشرك بالله شيئًا دخل النار» وقلت أنا: من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة.
وفي حديث أبي ذر: «ما من عبد قال لا إله إلا الله ثم مات على ذلك إلا دخل الجنة».
فاحرص أيها المسلم على كلمة التوحيد بشروطها تلك، واحذر من كل ما ينافيها، فإن ما ينافيها ويوقع في الشرك قد يكون أخفى من دبيب النمل.
قال ابن القيم رحمه الله، في قصيدته النونية، مشيرًا إلى أسنان هذا المفتاح الذي تفتح به أبواب الجنة، وهي العمل بشرائع الإسلام، وتحقيق تلك الشروط السابقة، فقال:
هذا، وفتحُ الباب ليس بممكن إلا بمفتاح على أسنان
مفتاحه بشهادة الإخلاص والتو حيد، تلك شهادة الإيمان
أسنانه الأعمال، وهي شرائع الـ إسلام، والمفتاح بالأسنان
لا تلغين هذا المثال فكم به من حل إشكال لذي العرفان
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 10 صفحه : 1272