نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 10 صفحه : 1208
وسطية أهل السنة
ـ[أم محمد]ــــــــ[22 - 01 - 2011, 12:30 ص]ـ
البسملة1
دين الله بينَ الغالي فيه والجافي عنه، والوادي بين الجبلَين، والهدى بين الضلالتين.
وقد جعل الله ُهذه الأمةَ (الوسطَ) في جميع أبوابِ الدين: فإذا انحرف غيرُها -مِن الأمم- إلى أحدِ الطَّرَفين؛ كانت هي في الوَسط:
كما كانت وسطًا في باب أسماءِ الربِّ -تَعالَى- وصفاتِه بين الجهميَّة والمعطِّلة [كذا، ولعلها بلا واو] والمشبِّهة الممثِّلة.
وكانت وسطًا في بابِ الإيمان بالرسُل بين مَن عبَدهم وأشركَهم بالله -كالنصارى-، وبين مَن قتَلهم، وكذَّبهم؛ فآمنوا بهم وصدّقوهم، وتركوهم مِن العبودية.
وكانت وسَطًا في القدَر بين الجبريَّة الذين يَنفون أن يكون للعبد فِعلٌ أو كسْب أو اختيار البتة، بل هو مجبور مقهور لا اختيار له ولا فعل، وبين القدَريَّة النُّفاة الذين يجعلونه مستقِلًّا بِفِعله، ولا يدخل فعلُه تحت مقدور الرَّب -تَعالى-! ولا هو واقع بمشيئة الله -تَعالى- وقدرتِه! فأثبتوا له فِعلًا وكَسبًا واختيارًا حقيقة، وهو متعلَّق الأمر والنَّهي والثَّواب والعقاب، وهو -مع ذلك- واقع بقُدرة الله ومشيئته، فما شاء الله -مِن ذلك- كان، وما لم يشأ لم يكن، ولا يتحرَّك ذرةٌ إلا بمشيئته وإرادته، والعِباد أضعف وأعجزُ أن يَفعلوا ما لم يشأهُ الله ولا قدرة عليه.
وكذلك هم وسط في المَطاعم والمَشارب بين اليهود الذين حُرِّمت عليهم الطيبات عقوبةً لهم، وبين النصارى الذين يستحلّون الخبائث، فأحل الله ُلهذه الأمة الوسطِ الطيباتِ، وحرم عليهم الخبائث.
وكذلك لا تجد أهل الحق دائمًا إلا وسَطًا بين طرفَي الباطل وأهل السنة وسطٌ في النِّحَل، كما أن المسلمين وسطٌ في الملل.
["مفتاح دار السعادة"، (3/ 303 - 304)].
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 10 صفحه : 1208