نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 10 صفحه : 1174
إمَّا أن يكونَ واجبًا، أو مندوبًا، أو مُباحًا، أو مكروهًا، أو محرَّمًا!!
وهو ليس بواجب -إجماعًا-، ولا مندوبًا؛ لأن حقيقةَ المندوب: ما طلبَه الشَّرعُ من غير ذمٍّ على تَركِه، وهذا لم يأذن فيه الشَّرع، ولا فعلَه الصَّحابةُ، ولا التَّابِعون، ولا العلماء المتديِّنون -فيما علمتُ-، وهذا جوابي عنه بين يدي الله -تَعالى-إن عنه سُئلتُ-.
ولا جائز أن يكون مُباحًا؛ لأن الابتِداع في الدِّين ليس مُباحًا -بإجماع المسلمين-.
فلم يَبقَ إلا أن يكون مكروهًا، أو حرامًا؛ وحينئذٍ: يكون الكلام فيه في فصلَيْن، والتَّفرقة بين حالَين:
أحدهما:
أن يعملَه رجلٌ مِن عين مالِه لأهلِه وأصحابه وعياله، لا يُجاوزون في ذلك الاجتِماع على أكلِ طعام، ولا يقترفون شيئًا من الآثامِ؛ فهذا الذي وصفناه بأنه بدعةٌ مكروهةٌ وشناعة؛ إذ لم يفعلهُ أحدٌ من متقدِّمي أهل الطَّاعة، الذين هم فُقهاء الإسلام، وعُلماء الأنام، سُرج الأزمنة، وزَينُ الأمكنة.
والثَّاني:
أن تدخلَه الجِناية، وتقوى به العِناية، حتى يُعطي أحدُهم الشيءَ ونفسُه تَتْبَعُه، وقلبُه يؤلِمه ويوجعُه؛ لِما يجدُ من ألم الحَيْف، وقد قال العلماءُ -رحمهُم اللهُ-تعالى-: (أخذُ المالِ بالحياءِ كأخْذِه بالسَّيف)!
لا سيَّما إن انضافَ إلى ذلك شيءٌ من الغِناء مع البطون الملأى بآلات الباطل -من الدُّفوف والشَّبابات-، واجتِماع الرِّجال مع الشَّباب المُردِ والنِّساء الغانيات -إمَّا مختلِطات بهنَّ أو مُشرِفات-، والرَّقص بالتثنِّي والانعِطاف، والاستغراق في اللهو ونسيان يوم المَخاف!
وكذلك النِّساء إذا اجتمعنَ على انفِرادِهنَّ رافعاتٍ أصواتَهنَّ بالتَّهنيك والتَّطريب في الإنشاد، والخُروج في التِّلاوة والذِّكر عن المشروع والأمر المعتاد، غافلاتٍ عن قوله -تعالَى-: {إنَّ ربَّك لَبِالمِرصادِ} [الفجر: 14].
وهذا الذي لا يختلفُ في تحريمه اثنان، ولا يستحسِنُه ذوو المروءةِ الفِتيان.
وإنَّما يَحل ذلك بنفوس موتى القُلوب، وغير المُستقلِّين من الآثام والذنوب.
وأزيدُك: أنَّهم يَرونه من العبادات -لا مِن الأمور المُنكرات المحرَّمات-!
فإنا لله، وإنَّا إليه راجِعون!
بدأ الإسلامُ غريبًا، وسيعود غريبًا كما بدأ.
ولله درُّ شيخِنا القُشَيري -رحمهُ اللهُ-تعالَى- حيث يقولُ -فيما أجازناهُ-:
قد عُرفَ المُنكَرُ واسْتُنكِر الـ /// ـمعروفُ في أيَّامِنا الصَّعبهْ
وصار أهلُ العلمِ في وهدةٍ /// وصار أهلُ الجهلِ في رُتبهْ
حادوا عن الحقِّ فما للذي /// سادوا به فيما مضى نسبهُ
فقلتُ للأبرارِ أهلِ التُّقى /// والدِّين لمَّا اشتدَّت الكُربهْ
لا تُنكِروا أحْوالَكم قد أتتْ /// نَوبتُكم في زمنِ الغُربهْ
ولقد أحسن الإمامُ أبو عمرو ابن العلاء -رحمهُ الله-تعالَى- حيث يقول: (لا يزالُ النَّاس بخيرٍ ما تُعُجِّب من العجب!!).
هذا مع أن الشَّهر الذي وُلد فيه -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم-وهو شهر ربيع الأوَّل- هو بعينِه الذي تُوفِّي فيه!!
فليس الفرحُ بأولى من الحُزنِ فيه!!
وهذا ما علينا أن نقول، ومن الله -تَعالى- نرجو حُسن القَبول.
* نقلًا من طبعة بتقديم وتحقيق فضيلة الشيخ علي الحلبي -حفظه الله ونفع به-، لتحميلها: من هنا (http://www.ballighofiles.com/emad/almored.pdf)
ـ[أم محمد]ــــــــ[13 - 02 - 2011, 10:34 ص]ـ
الاحتفال بعيد الحب
فتوى اللجنة الدائمة في عيد الحب
فتوى رقم (21203) وتاريخ 23/ 11/1420 هـ.
الحمدُ لله وحده والصلاة والسلام على من لانبي بعده ... وبعد:
فقد اطلعت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء على ما ورد إلى سماحة المفتي العام من المستفتي / عبد الله آل ربيعة، والمحال إلى اللجنة من الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء برقم (5324) وتاريخ 3/ 11/1420 هـ.
وقد سأل المستفتي سؤالاً هذا نصه: (يحتفل بعض الناس في اليوم الرابع عشر من شهر فبراير 14/ 2 من كل سنة ميلادية بيوم الحب (فالنتين داي). (valentine day) .
ويتهادون الورود الحمراء، ويلبسون اللون الأحمر، ويهنئون بعضهم، وتقوم بعض محلات الحلويات بصنع حلويات باللون الأحمر، ويرسم عليها قلوب، وتعمل بعض المحلات إعلانات على بضائعها التي تخص هذا اليوم فما هو رأيكم:
أولاً: الاحتفال بهذا اليوم؟
¥
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 10 صفحه : 1174