نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 10 صفحه : 1168
لأن في المولد حتى الطريقة القديمة ما أدري الآن لعلهم نسخوها أو عَدّلوها كانوا يَجلسونَ على الأرض فكانوا إذا جاء القارئ لقصة ولادةِ الرسول - عليه السلام - وَوَضْعِ أمّهِ إياه، قاموا جميعاً قياماً، وكانوا يبطشون بالإنسان إذا لم يتحرك وظل جالسا، ً فَجَرَتْ مناقشات حول هذا الموضوع، فألف بعضهم رسالة فقال هذا الإنسان الأحمق قال: لو استطعت أن أقوم لولادةِ الرسول - عليه السلام - على برأسي لفعلت، هذا يدري ما يقول؟؟. الحق ما قال الشاعر:
فإن كنت لا تدري فتلك مصيبة **** وإن كنت تدري فالمصيبة أعظم.
ترى إذا عملنا مقابلة بين هذا الإنسان الأحمق، وبين صحابة الرسول الكرام حسبنا واحدٌ منهم مش الصحابة حتى ما نظلمهم، ترى من الذي يحترم ويوقر الرسول - عليه السلام – أكثر، أذاك الصحابي الذي إذا دخل الرسول - عليه السلام - لا يقوم له، أم هذا الخلف الأحمق يقول: لو تمكنت لقمت على رأسي؟ هذا كلام إنسان مثل ما قلنا آنفاً يعني هايم ما يدري ما يخرج من فمه، وإلا إذا كان يتذكر سيرة الرسول - عليه السلام – وأخلاقه، وتواضعه، وأمره للناس بأنه ما يرفعوه إلى آخر ما ذكرنا آنفاً، لما تجرأ أن يقول هذه الكلمة، لاسيما وهو يقول ذلك بعد وفاته - عليه السلام - حيث الشيطان يتخذ طريقاً واسعاً جداً لإضلال الناس وإشكال الناس لنبيهم - صلى الله عليه وسلم -، بعد وفاته أكثر منه في حياته - عليه السلام - لأن النبي صلى الله عليه وسلم وهو حيّ يَرى فينْصَح وَيُذَكّر وَيُعَلّم، وهو سيد المعلمين، فلا يستطيع الشيطان أن يتقرّب إلى أحدٍ بمثل هذا التعظيم الذي هو من باب الشرك.
أما بعد وفاته - عليه السلام - فهنا ممكن أن الشيطان يتوغّل إلى قلوب الناس وإخراجهم عن الطريق الذي تركهم الرسول- صلوات الله وسلامه عليه - فإذا كان النبي- صلى الله عليه وسلم - في حياته ما يقوم له أحد وهو أحق الناس بالقيام لو كان سائغاً، فنحن نعلم من هذا الحديث، حديث أنس أن الصحابة كانوا يحبون الرسول - عليه السلام - حبا حقيقياً وأنهم لو تُرِكوا لأنفسهم لقاموا له دائما وأبداً، ولكنهم هم المجاهِدون حقاً، تركوا أهواءهم إتباعاً للرسول - عليه السلام - ورجاءَ مغفرة الله - عز وجل - ليُحفظوا بحب الله - عز وجل – لهم، فيغفر الله لهم.
هكذا يكون الإسلام، فالإسلام هو الاستسلام، هذه الحقيقة هي التي يجب دائما نستحضرها وأن نبتعد دائماً وأبداً عن العواطف التي تفتن الناس كثيراً وكثيراً جداً، فتخرجهم عن سواء السبيل.
لم يبق الآن من تعظيم الرسول - عليه السلام - في المجتمعات الإسلامية إلا قضايا شكلية، أما التعظيم من حق كما ذكرنا، وهو إتباعه فهذا أصبح محصوراً ومحدوداً في أشخاص قليلين جداً، وماذا يقول الإنسان في الاحتفالات اليوم رفع الصوت والتطريب وغناء، لو رفع صوته هذا المغني واضطرب، وحرك رأسه ونحو ذلك أمام الرسول - صلى الله عليه وسلم - لكان ذلك لا أقول هل هو الكفر، وإنما هو إهانة للرسول - عليه السلام - لكان ذلك لا أقول هل هو الكفر، وإنما هو إهانة للرسول - عليه السلام - وليس تعظيماً له وليس حباً له، لأنه حينما تروْنه يرفع صوته، ويمدّ وَيَطلع، وينزل في أساليب موسيقية ما أعرفها، وهو يقول: يفعل ذلك حبا في رسول الله، إنه كذاب، ليس هذا هو الحب، الحب في اتباعه.
ولذلك الآن تجد الناس فريقين: فريق يقنعون لاثبات أنهم محبون للرسول عليه السلام على النص على الصمت، وهو العمل في أنفسهم في أزواجهم في ذرياتهم.
وناس آخرون يَدَعونَ هذا المجال فارغا في بيوتهم، في أزواجهم، في بناتهم، في أولادهم، لا يعلمونهم السنة ولا يربّونهم عليها، كيف وفاقد الشيء لا يعطيه؟.
وإنما لم يبق عندهم إلا هذه المظاهر، إلا الاحتفال بولادة الرسول - عليه السلام - ثم جاء الظغث على إبالة كما يُقال، فصار عندنا أعياد واحتفالات كثيرة، كما جاء الاحتفال بسيد البشر تقليداً للنصارى، كذلك جرينا نحن حتى في احتفالنا بمواليد أولادنا أيضاً على طريقة النصارى.
وإن تعجب فعجبٌ من بعض هؤلاء المنحرفين عن الجادة يقولون: النصارى يحتفلوا بعيساهم بنبّيهم نحن ما نحتفل بميلاد نبينا عليه الصلاة والسلام؟.
أقول: هذا يذكرنا بما حينما كان في طريق في سفر فمروا بشجرة ضخمة للمشركين كانوا يعلقون عليها اسلحتهم فقالوا كلمة بريئة جداً، ولكنها في مشابهة لفظية، قالوا: (يا رسول الله! اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط قال - عليه السلام -: (الله أكبر!! هذه السنن، لقد قلتم كما قال قوم موسى لموسى، اجعل لنا إلها كما لهم آلهة).
قد يستغرب الإنسان كيف الرسول - عليه السلام - يقتبس من هذه الآية، حجة على هؤلاء الذين ما قالوا: اجعل لنا إلهاً كما لهم آلهة). وإنما قالوا اجعل لنا شجرة نُعَلق عليها أسلحتنا، كما لهم شجرة، فقال له هذه السنن - يعني بدأتهم تسلكون سنن من قبلكم كما في الأحاديث الصحيحة -.
قلتم كما قال قوْمُ موسى لموسى: اجعل لنا إلهاً كما لهم آلهة فكيف بمن يقول اليوم صراحة النصارى يحتفلوا بعيساهم نحن ما نحتفل بنبينا عليه السلام؟ الله أكبر هذه السنن وصدق الرسول - صلى الله عليه وسلم - حين قال: (لتتبعن سنن من قبلكم شبراً بشبر، وذراعاً بذراع، حتى دخلوا جُحرَ ضبّ لدخلتموه، قالوا يا رسول الله! اليهود والنصارى؟ قال: فمن؟).
" أخيرا أقول إن الشيطان قاعد للإنسان في المرصاد، فهو دائماً وأبداً يجتهد لصرف المسلمين عن دينهم ولا يصرفهم معلنا".