نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 10 صفحه : 1161
وقد أُلِّف في إنكارِ هذه البدعة كتبٌ ورسائلُ -قديمةٌ وحديثة-، وهو علاوةً على كونِه بدعة وتشبُّهًا؛ فإنَّه يجرُّ إلى إقامة موالِد أخرى؛ كموالدِ الأولياء والمشائخ والزُّعماء!! فيَفتح أبوابَ شرٍّ كثيرةً!
[نقلًا من "كتاب التَّوحيد"، للعلامة صالح الفوزان -حفظهُ اللهُ-، (159 - 163)].
* في المطبوع: (وراجعًا)!
** في المطبوع: (كان)!
والتَّصويب من "اقتضاء الصِّراط المستقيم".
ـ[أم محمد]ــــــــ[06 - 02 - 2011, 06:22 م]ـ
الاحتفالُ بالمولِد: لا أصل له!
قال العلامة ابن عثيمين -رحمهُ اللهُ-:
(ليلةُ مولد الرَّسول -صلَّى الله عليهِ وسلَّم- ليست معلومةً على الوجه القطعيِّ؛ بل إن بعضَ العصريِّين حقَّق أنَّها ليلة التاسع من ربيع الأول، وليس ليلة الثَّاني عشرة منه.
وحينئذٍ: فجعلُ الاحتفال ليلة الثَّاني عشرة منه؛ لا أصل له من النَّاحية التاريخيَّة.
ثانيًا: ومن النَّاحية الشَّرعيَّة: فالاحتفال لا أصل -أيضًا-؛ لأنه لو كان من شرع الله؛ لفعلَه النبي -صلَّى الله عليهِ وسلَّم-، أو بلَّغه لأمَّته، ولو فعلَه، أو بلَّغه؛ لوجب أن يكونَ محفوظًا؛ لأن الله -تعالَى- يقول: {إنَّا نحنُ نزَّلنا الذِّكرَ وإنَّا لهُ لحافِظونَ} [الحجر: 9].
فلمَّا لم يكن شيءٌ من ذلك؛ عُلم أنَّه ليس من دين الله، وإذا لم يكنْ من دين الله؛ فإنه لا يجوزُ لنا أن نتعبَّد به لله -عزَّ وجلَّ- ونتقرَّب به إليه.
فإذا كان الله -تعالَى- قد وضع للوصول إليه طريقًا معيَّنًا -وهو ما جاء به الرَّسول-صلَّى الله عليهِ وسلَّم-؛ فكيف يسوغ لنا -ونحنُ عباد- أن نأتي بِطريقٍ من عند أنفسِنا يوصلنا إلى الله؟!!
هذا من الجِناية في حقِّ الله -عزَّ وجلَّ- أن نشرعَ في دينِه ما ليس منه، كما أنَّه يتضمَّن تكذيب قول الله -عزَّ وجلَّ-: {اليومَ أكملتُ لكمْ دينَكمْ وأَتمَمتُ عليكُم نِعمَتي} [المائدة: 3].
فنقول: هذا الاحتِفال إن كان من كمال الدِّين؛ فلا بُد أن يكون موجودًا قبل موت الرَّسول -عليهِ الصلاةُ والسلام-، وإن لم يكنْ من كمالِ الدِّين؛ فإنه لا يمكن أن يكون من الدِّين؛ لأن الله -تعالَى- يقول: {اليومَ أكملتُ لكمْ دينَكمْ}.
ومَن زعم أنه مِن كمال الدِّين، وقد حدث بعد الرَّسول -صلَّى الله عليهِ وسلَّم-؛ فإن قولَه يتضمَّن تكذيب هذه الأيةِ الكريمة!
ولا ريبَ أن الذين يحتفلون بمَولد الرسولِ -عليهِ الصلاةُ والسلام- إنَّما يُريدون -بذلك- تعظيمَ الرَّسول -عليهِ الصلاةُ والسلام-، وإظهارَ محبَّته، وتنشيط الهِمم على أن يوجد منهم عاطفة في ذلك الاحتِفال للنبي!
وكل هذا مِن العبادات:
محبَّة الرسول -صلَّى الله عليهِ وسلَّم- عبادة؛ بل لا يتم الإيمان حتى يكون الرسول -صلَّى الله عليهِ وسلَّم- أحبَّ إلى الإنسان من نفسِه وولدِه ووالدِه والنَّاس أجمعين.
وتعظيم الرَّسول -عليهِ الصلاةُ والسلام- من العبادة.
كذلك الحال [في] العواطف نحو النَّبي -صلَّى الله عليهِ وسلَّم- من الدِّين -أيضًا-؛ لما فيه من المَيل إلى شريعته.
إذن: فالاحتِفال بمولِد النَّبي -صلَّى الله عليهِ وسلَّم- من أجل التَّقرُّب إلى الله، وتعظيم رسوله -صلَّى الله عليهِ وسلَّم- عبادة، وإذا كان عبادة؛ فإنه لا يجوز -أبدًا- أن يحدث في دين الله ما ليس منه.
فالاحتِفال بالمولد بدعةٌ ومحرَّم.
ثم إنَّنا نسمع أنه يوجد في هذا الاحتِفال من المنكرات العظيمة ما لا يُقرُّه شرع ولا حس ولا عقل!!
فهُم يتغنَّون بالقصائد التي فيها الغُلو في الرَّسول -عليهِ الصَّلاةُ والسلام-؛ حتى جعلوه أكبر من الله!! والعياذ بالله!
ومِن ذلك -أيضًا-: أنَّنا نسمع -من سفاهة بعضِ المحتفِلين- أنَّه إذا تلا التَّالي قصة المولِد، ثم وصل إلى قولِه: (ولد المصطفى)!؛ قاموا -جميعًا- قيامَ رجلٍ واحد، يقولون: إن روح الرَّسول -صلَّى الله عليهِ وسلَّم- حضرت!! فنقوم إجلالًا لها!!!
وهذا سفهٌ!
ثم إنَّه ليس من الأدب أن يقوموا؛ لأن الرسول -صلَّى الله عليهِ وسلَّم- كان يَكره القيام له، فأصحابه -وهم أشدُّ النَّاس حُبًّا له، وأشد منَّا تعظيمًا للرسول-صلَّى الله عليهِ وسلَّم- لا يقومون له؛ لِما يَرون مِن كراهيته لذلك، وهو حي؛ فكيف بهذه الخيالات؟!!) اهـ.
مجلة المُجاهِد، العدد: (22)
[نقلًا من "فتاوى علماء البلد الحرام"، (996 - 998)].
¥
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 10 صفحه : 1161