responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 10  صفحه : 1160
نماذج من البدع المعاصرة
ـ[أم محمد]ــــــــ[05 - 02 - 2011, 02:28 ص]ـ
البسملة1

البدع المُعاصِرة كثيرة؛ بحكم تأخر الزَّمان، وقلة العلم، وكثرةِ الدُّعاةِ إلى البِدع والمُخالَفات، وسريان التَّشبُّه بالكُفَّار في عاداتِهم وطُقوسِهم؛ مصداقًا لقولِه -صلَّى الله عليهِ وسلَّم-: "لتَتَّبِعُنَّ سَننَ مَن كانَ قبلَكم".

الاحتِفال بمُناسبة المَولِد النَّبوي في ربيع الأول

وهو تشبُّهٌ بالنَّصارى في عملِ ما يُسمَّى بـ (الاحتِفال بمَولِد المسيح)!
فيحتفلُ جهلةُ المسلمين -أو العلماء المُضلِّين!! - في (ربيعٍ الأول) -مِن كلِّ سنةٍ- بِمناسبةِ مولِد الرَّسول محمَّدٍ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم-.
فمِنهم مَن يُقيمُ هذا الاحتِفالَ في المساجدِ، ومنهم مَن يُقيمه في البيوت، أو الأمكنةِ المعدَّة لذلك.
ويحضرُ جموعٌ كثيرةٌ من (دهماء) النَّاس و (عوامِّهم)!! يعملون ذلك؛ تشبُّهًا بالنَّصارى في ابتِداعِهم الاحتِفالَ بمَولِد المسيحِ -عليهِ السَّلام-.
والغالِبُ: أن هذا الاحتِفالَ -علاوةً على كونِه بدعةً وتشبُّهًا بالنَّصارى- لا يخلو مِن وجودِ الشِّركيَّات، والمنكرات؛ كإنشاد القصائد التي فيها الغُلو في حقِّ الرَّسول -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم- إلى درجةِ دُعائه مِن دون الله، والاستِغاثة به!
وقد نهَى النَّبي -صلى اللهُ عليه وسلَّم- عن الغُلو في مدحِه؛ فقال: "لا تطروني كَما أطرتِ النَّصارى ابنَ مريمَ، إنَّما أنا عبدٌ؛ فقولُوا: عبد اللهِ ورسولهُ".
الإطراءُ معناه: الغُلو في المدح.
وربَّما يعتقدون أن الرَّسول -صلَّى اللهُ عليه وسلم- (يحضرُ)! احتِفالاتِهم!!
ومِن المنكرات -التي تُصاحب هذه الاحتِفالات-: الأناشيدُ الجماعيَّة المنغَّمة، وضربُ الطُّبول ..
وغير ذلك: مِن عمل الأذكارِ الصُّوفيَّة المبتدَعة، وقد يكون فيها اختِلاطٌ بين الرِّجالِ والنِّساء مما يُسبِّب الفتنةَ، ويجرُّ في الفواحش.
وحتَّى لو خلا هذا الاحتِفال مِن هذه المحاذير، واقتصرَ على الاجتِماعِ وتناولِ الطَّعام وإظهارِ الفرح -كما يقولون! -؛ فإنَّه بدعةٌ مُحدَثة، وكلُّ محدَثة بدعة، وكلُّ بدعةٍ ضلالةٌ.
وأيضًا: هو وسيلةٌ إلى أن يتطوَّر، ويحصل فيه ما يَحصُل في الاحتِفالاتِ الأخرى من المنكرات!
وقُلنا: (إنَّه بدعة)؛ لأنَّه لا أصلَ له في الكِتاب والسُّنَّة وعملِ السَّلف الصَّالِح والقُرون المفضَّلة؛ وإنما حدَث متأخِّرًا -بعد القرنِ الرَّابع الهجري-؛ أحدثَه الفاطميُّون الشِّيعة.
قال الإمامُ أبو حفصٍ تاجُ الدِّين الفاكهانيُّ -رحمهُ اللهُ-:
أمَّا بعدُ: فقد تكرَّر سؤال جماعةٍ من المبارَكين عن الاجتِماع الذي يعمله بعضُ النَّاس في شهر ربيعٍ الأوَّل، ويُسمونه (المولد): هل له أصلٌ في الدِّين؟
وقصدوا الجوابَ عن ذلك مبيَّنًا، والإيضاحَ عنه معيَّنًا؛ فقلتُ -وباللهِ التَّوفيق-:
لا أعلمُ لهذا المَولِد أصلًا في كتابٍ، ولا سُنَّةٍ، ولا يُنقل عملُه عن أحدٍ من علماء الأمَّة الذين هم القدوة في الدِّين، المتمسِّكون بآثارِ المتقدِّمين؛ بل هو بدعةٌ أحدثَها البطَّالون! وشهوة نفس اغتنى بها الأكَّالون!!
وقال شيخُ الإسلام ابنُ تيميةَ -رحمهُ اللهُ-:
وكذلك: ما يُحدِث بعضُ النَّاس -إمَّا: مضاهاةً للنَّصارى في ميلادِ عيسى-عليهِ السَّلام-، وإمَّا: محبَّة للنَّبيِّ-صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم- وتعظيمًا-. . . مِن اتِّخاذ مولِد النَّبي -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم- عيدًا -مع اختِلاف النَّاس في مَولده-؛ فإنَّ هذا لم يفعلهُ السَّلفُ. . . ولو كان هذا خيرًا محضًا [أو راجِحًا] *؛ لكان السلفُ -رضيَ اللهُ عنهم- أحقَّ به منا؛ فإنَّهم كانوا أشدَّ محبَّةً للنَّبي -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم- وتعظيمًا له مِنَّا، وهم على الخيرِ أحرص.
وإنَّما [كمال] ** محبَّته وتعظيمه في: مُتابعتِه، وطاعتِه، واتِّباع أمرِه، وإحياءِ سُنَّته -باطنًا وظاهرًا-، ونشرِ ما بُعث به، والجهاد على ذلك -بالقلبِ واليدِ واللِّسان-؛ فإنَّ هذه طريقةَ السَّابقين الأوَّلين من المهاجِرين والأنصار والذين اتَّبعوهم بإحسانٍ ... انتهى ببعضِ اختصار.
¥

نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 10  صفحه : 1160
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست