responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 10  صفحه : 1146
هل (المنتقم) من أسماء الله تعالى؟
ـ[عائشة]ــــــــ[23 - 02 - 2011, 07:35 ص]ـ
البسملة1

قال العلاَّمة حافظ الحكميُّ -رحمه الله- في " معارج القبول " (1/ 147):
(واعلم أنَّ مِن أسماء الله -عزَّ وجلَّ- ما لا يُطلَق عليه إلاَّ مُقتَرِنًا بمُقابِله، فإذا أُطْلِقَ وحدَه؛ أوهمَ نقصًا -تعالى الله عن ذلك-، فمنها: المعطي المانِع، والضَّارُّ النَّافِع، والقابضُ الباسطُ، والمُعِزُّ المُذِلُّ، والخافِضُ الرَّافعُ؛ فلا يُطْلَقُ على الله -عزَّ وجلَّ- المانع، الضَّارُّ، القابض، المُذِلُّ، الخافض: كُلاًّ على انفراده، بل لا بُدَّ من ازدواجِها بمُقابِلاتها؛ إذْ لَمْ تُطْلَقْ في الوَحْيِ إلاَّ كذلك، ومن ذلك: (المنتقِم)؛ لَمْ يأتِ في القرآن إلاَّ مُضافًا إلى " ذو "؛ كقوله تعالى: ?عَزِيزٌ ذُو انتِقَامٍ? [آل عمران:4]، أو مُقيَّدًا بالمجرمين؛ كقوله تعالى: ?إنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنتَقِمُونَ? [السَّجدة:22]) انتهى.

وقال العلامة ابنُ عُثيمين -رحمه الله- في " تفسير سورة آل عمران " (1/ 16):
(... وليس من أسماء الله (المنتقم). فـ (المنتقم) لا يوصَفُ اللهُ به إلا مُقيَّدًا؛ فيُقالُ: المنتقم مِنَ المجرمين؛ كما قالَ تعالى: ?إنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنتَقِمُونَ? [السَّجدة:22]. أمَّا ?ذو انتِقَامٍ? فهي لا تعطي معنى الانتقام المطلق؛ لأنَّ (انتقام) نكرة، فلا تعطي المعنَى على الإطلاق، بل له انتقام مقيَّد بالمجرمين، ونحوهم.
وبهذا نعرف أنَّ الأسماء المسرودة في الحديث الَّذي رواه التّرمذيُّ لا تصحُّ عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم؛ لأنَّها ذُكر فيها من أسماء الله (المنتقم)، وهذا لا يصحُّ، وحُذِف من أسماء الله ما ثبتت به الأحاديث فلم يُذكر فيها مثل: (الشَّافي) و (الربّ)) انتهى.

ـ[(أبو إبراهيم)]ــــــــ[23 - 02 - 2011, 12:52 م]ـ
وقالَ شيخُ الإسلامِ ابنُ تيميةَ رحمه الله تعالى في (مجموع الفتاوى: 8/ 96):
«واسمُ (المنتقم) ليس مِن أسماءِ الله الحسنَى الثَّابتةِ عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم وإنَّما جاءَ في القُرآنِ مُقيَّدًا كقولِه تعالى: ((إِنَّا مِنَ المُجْرِمِينَ مُنتَقِمُونَ)) وقولِه: ((إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ)) ,
والحديثُ الذي في عَددِ الأسماءِ الحسنَى الذي يُذكَرُ فيه (المُنتقِمُ) فذُكِرَ في سياقِه: (البَرُّ التَّوَّابُ المنتقمُ العفوُّ الرَّؤوفُ) ليس هو عندَ أهلِ المعرفةِ بالحديثِ مِن كَلامِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم» اهـ
وقالَ رحمه الله تعالى كذلكَ في (مجموع الفتاوى: 17/ 95):
«وجاءَ معناهُ مُضافًا إلى الله في قولِه: ((إنَّ اللهَ عزيزٌ ذُو انْتِقَامٍ)) وهذهِ نكرةٌ في سياقِ الإِثباتِ، والنَّكرةُ في سياقِ الإثباتِ مُطلقةٌ ليسَ فيها عُمومٌ على سبيلِ الجمعِ» اهـ
،،،،،،،،،

وعليهِ: فـ (المُنتَقِمُ) ليسَ مِن أسماءِ الله تعالى، فلا يَصِحُّ أن يُسمَّى الله تعالى به، أمَّا الإخبارُ فالبَابُ فيه أَوسَعُ مِن بابِ الأسماءِ، فيَصحُّ أن يُخبَر عن الله تعالى بأنَّه سبحانه وتعالى مُنتقِمٌ، لكن لا يَجوزُ ذِكرُ ذلك مُطلقًا، لأنَّه على هذا النَّحوِ لا يُفيدُ كمالًا، وصِفاتُ الله تعالى كلُّها صِفاتُ كمالٍ وجَلالٍ، فلابدَّ في مِثلِ هذه الصِّفاتِ أن تكونَ مُقيَّدةً، فيُقالُ: هو سبحانه وتعالى مُنتَقِمٌ مِن المجرمينَ، كما أخبرَ بذلك عَن نفسِه عزَّ وجلَّ.
،،،،،،،،،

ـ[(أبو إبراهيم)]ــــــــ[23 - 02 - 2011, 12:56 م]ـ
،،، تنبيهٌ مهمٌّ:
عِبارةُ الشَّيخِ العلَّامةِ حافِظٍ الحكميِّ رحمه الله تعالى تُشعِرُ أنَّ (المنتقِمَ) مِن أسماءِ الله تعالى، فإنَّه رحمه الله تعالَى ذَكرَه في سِياقِ ما يُقيَّدُ مِن أسماءِ الله تعالى بمُقابِله، مِثلَ: الضَّارِّ النَّافعِ , ولو أنَّه رحمه الله تعالى أضافَ إلى أوَّلِ كلامِه كلمةَ (وصِفاتِه)، فقالَ: «واعلَمْ أنَّ مِن أسماءِ الله عزَّ وجلَّ وصفاتِه ما لا يُطلَقُ عليهِ إلَّا مُقتَرِنًا بمُقابِله» لَانْدَفعَ هَذا الوَهَمُ.
،،،،،،،،،

ـ[أم محمد]ــــــــ[25 - 02 - 2011, 07:06 م]ـ
جزاكم الله خيرًا.
وهنا إضافة:
[هل «المُنتقم» مِن جِنس الماكِر، والمُستهزئ؟] (http://www.ahlalloghah.com/showpost.php?p=14943&postcount=15)

نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 10  صفحه : 1146
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست